وقد أفاض في وصفها الرحالة العرب واستوقفت معالمها المؤرخون، وقد وصفهاالأصطخري في أوائل القرن الرابع الهجري، فقال: "وجزائر بني مزغنة مدينة عامرة يحف بها طوائف من البربر، وهي من الخصب والسعة على غاية ما تكون المدن" كما وصفها ابن حوقل عندما زارها في عهد بلكين أي حوالي سنة 337 هـ، فقال: " وجزائر بني مزغنة مدينة عليها سور في نحو البحر، وفيها أسواق كثيرة ولها عيون على البحر طيبة، وشربهم منها، ولها بادية كبيرة، وجبال فيها قبائل من البربر كبيرة، وأكثر المواشي من البقروالغنم سائمة في الجبال ولهم من العسل ما يجهز عنهم والسمن والتين ما يقع به وبغيره، من هذه الأسباب الجهاز إلى القيروان وغيرها، ولهم جزيرة تحاذيها في البحر إذا نزل بهم عدو لجأوا إليها، فكانوا بها في منعة وأمن". ويصفها البكري في كتابه المسالك والممالك بقوله:
»…. وهي مدينة جليلة قديمة البنيان، فيها آثار للأول وأزاج محكمة تدل على أنها كانت دار ملك لسالف الأمم«. أما ابن زاكور (ت 1120 هـ) الشاعر المغربي المعروف، فقد قدم إلى الجزائر بحرا سنة 1093 هـ، واجتمع بعدد من علمائها وأخذ عنهم واستجازهم، وحصل على الإجازات التي كانت آنذاك بمثابة الشهادات العلمية، ثم عاد إلى بلده ،فيقول في وصف مدينة الجزائر: »وأنه لما من علي المولى الكريم، ذو الفضل السابغ العظيم، بدخول مدينة الجزائر، ذات الجمال الباهر،وحلول مغانيها النواضر، التي غص ببهجتها كل عدو كافر، فلذلك يتربصون بها الدوائر في الموارد والمصادر، ويرسلون عليها صواعق لم تعهد في الزمن الغابر، أبرأني من غليلي ووجدي ما عانيته من روائها العسجدي، وبحرها اللازردي، إذ هي كما قيل: بلدٌ أعَارَتْهُ الحَمَامَةُ طوْقَهَا وكساهُ حُلَةً ريشَهُ الطّاوُوسُ ما شئت من حدائق، كالنمارق، وقصور نوعُ المحاسن من عليها مقصور، والذي أعارها ذلك المرأى الجميل، وأصارها فضية الصباح عسجدية الأصيل، وألحفها بهجة وإشراقا، وألبسها نضرة وإبراقا وأبدها للعيون آنق من جيرون .
مشكور اخي على هذه اللفة الحسنة
جزاك الله كل خير على الموضوع الجميل
{شكـــــــــــــــــــــــــــــرا}
مشكــــــــــــــــــــــــــــــــور أخـــــــــــــــــــــــــــي