تخطى إلى المحتوى

تلخيص في العريبة 2024.

ارجوكم تلخيص لهدا النص ل خليل تقي الدين

وفي رأيي أنّ مهنة التعليم أشرف المهن,وأشقّها على الإطلاق؛فأمّا أنّها أشرف المهن,فلأنّها أبعدها أثرا,وأشدّها بعدا عن الأثرة,وإنكارا للذات.ألا ترى كيف أن المعلم لا يعيش لنفسه بل لتلاميذه؟ ولا ينقّـبلايسهر اللّيل,إلاّ ليحمل ثمرات عمله المنهك إلى هؤلاء الذين ينتظرونه على مقاعد المدرسة,حتى إذا انتهت السنة مضى من أمامه فوج و حلّ محلّه فوج جديد,يعاود المعلّم معه سيرته الأولى.
وهكذا تمرّالأجيال تحت نظرالمعلّم,فينشأ منها الأبطال والعلماء والأدباء الذين يقتحمون الحياة يحاربون بالسلاح الذي وضعه في أيديهم ذلك البطل المجهول,أمّا همْ فأسماء برّاقة في شتى آفاق الحياة,وأمّا هو فلا يزال ينشئ أجيالا جديدة,واسمه مغمور.
أمّا أنّها أشقّ المهن,فلأنّ الساعات [التي يعمل فيها المعلّم] لا تبيح له راحة, فهوأبدا يشرح ويناقش,وهو يواجه في كلّ ساعة المشاكل التي لا يشعر بها سائر الناس,فهنـاك التلميذ المجدّ ينتظره على هفوة [ تبدرمنه],ولا بدّ للمعلّم من الحيطة,وهناك التلميذ البليـد ينظرولا يرى,ويصغي ولا يفهم,فلا بدّ للمعلّم من إيقاظه, وهناك التلميذ الذي يرى أباه تعوّجت سيرته,وأمّه تشتم,وأخاه يسرق, ولا بدّ للمعلّم من تهذيبه,هذا إلى دروس يجب أن تحضّ,وفروض وامتحانات وواجبات يجب أن تصحّح, فمهنته مرهقة لا يشعر بها , ولا يدرك حقيقتها إلاّ من مارس مهنة التعليم .
هذه الحياة الشاقة,هذه المهنة الشريفة,هذه الناحية المنعزلة عن ضجيج الحياة وصخبها,أين نحن من إدراكها وسبر غورها؟ بل أين نحن من تقديرها,ورفعها إلى المنزلة التي تستحق؟ أيّها المعلّمون!حسبكم فخرا وجزاء وشرفا أنّ العالم من صنع أيديكم!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.