تخطى إلى المحتوى

تفسير سورة الإخلاص 2024.

  • بواسطة

{ قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } * { ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } * { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } * { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }

هذه السورة الصغيرة تعدل ثلث القرآن كما جاء في الروايات الصحيحة.
وليس في هذا من غرابة. فإن الأحدية التي أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يعلنها: { قل هو الله أحد } هذه الأحدية عقيدة للضمير، وتفسير للوجود، ومنهج للحياة.. وقد تضمنت السورة ـ من ثم ـ أعرض الخطوط الرئيسية في حقيقة الإسلام الكبيرة..
( قل هو الله أحد) .. وهو لفظ أدق من لفظ " واحد ".. لأنه يضيف إلى معنى " واحد " أن لا شي ء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء

إنها أحدية الوجود.. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية.

وهي ـ من ثم ـ أحدية الفاعلية. فليس سواه فاعلاً لشيء، أو فاعلاً في شيء، في هذا أصلاً. وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضاً..

فإذا استقر هذا التفسير، ووضح هذا التصور، خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة، ومن كل تعلق بغير هذه اللذات الواحدة المتفردة بحقيقة الوجود وحقيقة الفاعلية.

خلص من التعلق بشيء من أشياء هذا الوجود ـ إن لم يخلص من الشعور بوجود شيء من الأشياء أصلاً! ـ فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي. ولا حقيقة لفاعلية الإرادة الإلهية. فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته!

وحين يخلص القلب من الشعور بغير الحقيقة الواحدة، ومن التعلق بغير هذه الحقيقة.. فعندئذ يتحرر من جميع القيود، وينطلق من كل الاوهاق. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة. وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئاً متى وجد الله؟ ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا لله؟

ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها – وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله. لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله.

ومعنى أن الله أحد: أنه الصمد. وأنه لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفواً أحد.. ولكن القرآن يذكر هذه التفريعات لزيادة التقرير والإيضاح:
{ الله الصمد }.. ومعنى الصمد اللغوي: السيد المقصود الذي لا يقضى أمراً إلا بإذنه. والله ـ سبحانه ـ هو السيد الذي لا سيد غيره، فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد. وهو المقصود وحده بالحاجات، المجيب وحده لأصحاب الحاجات. وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه، ولا يقضي أحد معه.. وهذه الصفة متحققة ابتداء من كونه الفرد الأحد.

{ لم يلد ولم يولد }.. فحقيقة الله ثابتة أبدية أزلية، لا تعتورها حال بعد حال. صفتها الكمال المطلق في جميع الأحوال. والولادة انبثاق وامتداد، ووجود زائد بعد نقص أو عدم، وهو على الله محال. ثم هي تقتضي زوجية. تقوم على التماثل. وهذه كذلك محال. ومن ثم فإن صفة { أحد } تتضمن نفي الوالد والولد..

{ ولم يكن له كفواً أحد }.. أي لم يوجد له مماثل أو مكافئ. لا في حقيقة الوجود، ولا في حقيقة الفاعلية، ولا في أية صفة من الصفات الذاتية. وهذا كذلك يتحقق بأنه { أحد } ولكن هذا توكيد وتفصيل.. وهو نفي للعقيدة الثنائية التي تزعم أن الله هو إله الخير وأن للشر إلهاً يعاكس الله ـ بزعمهم ـ ويعكس عليه أعماله الخيرة وينشر الفساد في الأرض.

هذه السورة إثبات وتقرير لعقيدة التوحيد الإسلامية، كما أن سورة " الكافرون " نفي لأي تشابه أو التقاء بين عقيدة التوحيد وعقيدة الشرك.. وكل منهما تعالج حقيقة التوحيد من وجه. وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستفتح يومه ـ في صلاة سنة الفجر ـ بالقراءة بهاتين السورتين.. وكان لهذا الافتتاح معناه ومغزاه..

الجيريا

الله يخليك اخي الطيب

الجيريا
الجيريا

فتوى للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

قال سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص في "ظلال القرآن": ( إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية، وهي من ثم أحدية الفاعلية، فليس سواه فاعلا لشيء أو فاعلا في شيء في هذا الوجود أصلاً، وهذه عقيدة في الضمير، وتفسير للوجود). ("الظلال" (6/4002،4003)).

وقال في قوله تعالى : ? الرحمن على العرش استوى? : ( أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق).("الظلال" (4/2328)،(6/3408)، ط12، 1406، دار العلم).

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله
– عن صاحب كتاب "في ظلال القرآن" ومنهجه في التفسير؟

فقال : ( أنه كثر الحديث حول هذا الرجل وكتابه، وفي كتب التفسير الأخرى كتفسير ابن كثير، وتفسيـر ابن سعـدي، وتفسيـر القرطبي – علـى ما فيـه من التساهـل في الحديـث -، وتفسيـر أبي بكر ( 1 ) الجزائري الغنى والكفاية ألف مرة عن هذا الكتاب.
وقد ذكر بعض أهل العلم ( 2 ) كالدويش والألباني الملاحظات على هذا الكتاب، وهي مدونة وموجودة. ولم أطلع على هذا الكتاب بكامله وإنما قرأتُ تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولاً عظيماً فيها مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود.
وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة.
علماً بأن هذا الكتاب ليس كتاب تفسير وقد ذكر ذلك صاحبه، فقال: " ظلال القرآن". ويجب على طلاب العلم ألا يجعلوا هذا الرجل أو غيره سببا للخلاف والشقاق بينهم ، وأن يكون الولاء والبراء له أو عليه.
المرجع: (مجلة الدعوة – عدد1591- 9 محرم 1418، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421).

الجيريا
مشكور لطرحك المفيد

بارك الله فيك وجزاك الله كل الخير

وجعله في ميزان حسناتك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو القعقاع1 الجيريا
الجيريا
بـارك الـلـه فـيـك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **صاحبة السمو** الجيريا
الله يخليك اخي الطيب
بـارك الـلـه فـيـك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سهيــر الجيريا
الجيريا
الجيريا
بـارك الـلـه فـيـك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام البرايجي الجيريا
فتوى للعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:

قال سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص في "ظلال القرآن": ( إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية، وهي من ثم أحدية الفاعلية، فليس سواه فاعلا لشيء أو فاعلا في شيء في هذا الوجود أصلاً، وهذه عقيدة في الضمير، وتفسير للوجود). ("الظلال" (6/4002،4003)).

وقال في قوله تعالى : ? الرحمن على العرش استوى? : ( أما الاستواء على العرش فنملك أن نقول: إنه كناية عن الهيمنة على هذا الخلق).("الظلال" (4/2328)،(6/3408)، ط12، 1406، دار العلم).

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله
– عن صاحب كتاب "في ظلال القرآن" ومنهجه في التفسير؟

فقال : ( أنه كثر الحديث حول هذا الرجل وكتابه، وفي كتب التفسير الأخرى كتفسير ابن كثير، وتفسيـر ابن سعـدي، وتفسيـر القرطبي – علـى ما فيـه من التساهـل في الحديـث -، وتفسيـر أبي بكر ( 1 ) الجزائري الغنى والكفاية ألف مرة عن هذا الكتاب.
وقد ذكر بعض أهل العلم ( 2 ) كالدويش والألباني الملاحظات على هذا الكتاب، وهي مدونة وموجودة. ولم أطلع على هذا الكتاب بكامله وإنما قرأتُ تفسيره لسورة الإخلاص وقد قال قولاً عظيماً فيها مخالفاً لما عليه أهل السنة والجماعة؛ حيث أن تفسيره لها يدل على أنه يقول بوحدة الوجود.
وكذلك تفسيره للاستواء بأنه الهيمنة والسيطرة.
علماً بأن هذا الكتاب ليس كتاب تفسير وقد ذكر ذلك صاحبه، فقال: " ظلال القرآن". ويجب على طلاب العلم ألا يجعلوا هذا الرجل أو غيره سببا للخلاف والشقاق بينهم ، وأن يكون الولاء والبراء له أو عليه.
المرجع: (مجلة الدعوة – عدد1591- 9 محرم 1418، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421).

جزاك الله خيرا على هذه الاضافة و
بـارك الـلـه فـيـك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة الرحمانية الجيريا

الجيريا

بـارك الـلـه فـيـك

جزاكم الله خيرا

سلمت يمناك…جعلها الله في ميزان حسناتك…

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قنوان دانية الجيريا
سلمت يمناك…جعلها الله في ميزان حسناتك…
جـــزاك الــلـــه خـــيـــرا

بـــارك الـــلــه فـــيــــكــــم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.