تخطى إلى المحتوى

تذوق الطفل للأطعمة يبدأ قبل ولادته 2024.

تذوق الطفل للأطعمة يبدأ قبل ولادته

الجيريا
أظهرت دراسة أميركية نشرت في دورية "طب الأطفال" أن ما تأكله الحامل لا يغذي طفلها فقط، بل يشكل ذوقه الغذائي لاحقا، بحسب تقرير للإذاعة القومية العامة

فبعد 21 أسبوعا من الحمل يزن الجنين حوالي 350 غراما، وخلال وجوده فيالرحم يبتلع الجنين عدة أوقيات من السائل "الأمنيوسي" المحيط به يوميا، وتشكل نكهته أطعمة ومشروبات تناولتها الأم.
وبحسب الباحثة بمركز مونيل لدراسة الحواس الكيميائية ومؤلفة الدراسةجولي مينيلاّ فقد ثبت انتقال نكهات "الفانيليا والجزر والثوم واليانسونوالنعناع" للسائل الأمنيوسي ولبن الأم، وليست هناك نكهة لا تظهر في الرحم.
وللتحقق من ذلك تلقت نساء حوامل كبسولات ثوم أو سكر قبل أخذ عيناتروتينية من السائل الأمنيوسي، وطُلب من بعض الأشخاص شم رائحةالعينات، واستطاعوا بسهولة تمييز عينات النساء اللاتي تلقين الثوم.
ذاكرة النكهات:
ويمثل الشم 90% من حاسة التذوق، مما يؤكد قدرة الأجنة على تذوق الثوم من رائحته.
واستمدت مينيلا الفكرة من منتجي ألبان بحثوا في الستينيات والسبعينياتتأثير غذاء الأبقار في نكهة اللبن، فوجدوا الأبقار التي تأكل ثوماً وبصلاًبرياً أو تعيش في حظائر نتنة تنتج ألباناً بروائح مميزة.
ولا يقتصر تأثير نكهات الطعام على السائل الأمنيوسي ولبن الأم، بل وتتشكلذاكرة للنكهات قبل الولادة، مما يؤدي لتفضيل الأطفال لأطعمة أو روائح مدىالحياة، فإذا أكلت الحامل قرنبيطاً فهناك فرصة كبيرة لأن يحبه طفلها.
تجربة على البشر:
ورصدت الباحثة ذلك لدى الأرانب، فقررت اختباره عند أطفال البشر بالنسبةللجزر، فقسمت الحوامل المشاركات في الدراسة إلى ثلاث مجموعات: الأولى تشربعصير الجزر يومياً خلال الحمل، والثانية كذلك خلال فترة إرضاع طفلها منها،والثالثة تتجنب الجزر تماماً.
لاحقاً، عندما بدأ الأطفال يأكلون أطعمة معتادة، أعطاهم الباحثون حبوباً مجهزة بالماء أو بعصير الجزر، وصوّروا استجاباتهم بالفيديو.
وأكل الأطفال -الذين عرفواطعم الجزر بلبن الأم أو السائل الأمنيوسي- كميات أكثر من الحبوب المجهزة،وأظهرت وجوههم بالفيديو استجابات سلبية أقل.
وبحسب مينيلا، فإن خبرة كل طفل تتكون بشكل فريد، وتتغير باستمرار، وتقدمله معلومات كثيرة حول أسرته والأطعمة التي تتناولها وتقدرها أسرته.
مسؤولية الأمهات:
وتقر مينيلا بأن كثيرا منالأطفال الصغار تتغضن وجوههم من البروكلي، وقد لا يعجبهم بتاتا، برغمتكرار استهلاك الأمهات له خلال حملهن، لكنها ترى ضرورة استمرار تعريضالصغار لهذه النكهات لأنهم في المحصلة قد يحبونها.
ولفت اختصاصي الطب الباطني ومدير المركز الثقافي فياتحاد الأطباء العرب بالقاهرة الدكتور هشام الحمامي إلى أهمية النتائج منالناحية التطورية، فالأمهات عادة يطعمن أطفالهن مما يأكلن، فكأنما اقتضتحكمة الخالق أن يتعود الصغار مبكرا نكهات الطعام الذي سيأكلونه في بيوتهموثقافاتهم.
وأكد الحمامي مسؤولية الأمهات المبكرة عن تعريف أطفالهن بالأطعمةالمحتوية للمغذيات المطلوبة، خاصة في سنواتهم الأولى، وحذر من الوجباتالسريعة عالية الدهون والأملاح والسكريات أثناء الحمل وبعده، لأن الصغاريتعودونها ويفضلونها لاحقاً على أطعمة المنزل الصحية، ويصابون بأمراضهاكالبدانة وارتفاع ضغط الدم والسكري.

بارك الله فيكَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.