النصّ
مهما تكن القيمة التي ينبغي أن نعترفَ بها للفرد ، فإنه ليس معزولاً ولا قابلاً للعزل . فهناك روابط متعددة تجمعه بأمثاله في المكان ؛ ونقلُ الحياة يربطه بوالديه وأولاده في الزمان . إن رسالة الإنسان الأخلاقية لا تنفصل عن وضعه الاجتماعي . هذا الوضع ، والحالة هذه ، ينشأ من الطبيعة بواسطة الاسرة . وفي " سياسته الوضعية " أوضح أوغست كونت أن تفكيكَ المجتمع إلى أفراد يعني تحليلاً " فوضوياً " شبيهاً بذلك الذي يبغي تفكيك جسم مركب إلى جُزيئات . فإذا ما فكِّكَ المجتمع إلى أفـراد لزال حتماً ؛ فالاسرة هـي خليتـه الحيّـة ؛ وهي تؤمِّـن " التكاثر الدائم " للنوع ؛ كمّا تؤمّن أيضاً مشاركة الفرد في الحياة الجغرافية والتاريخية للإنسانيّة . فالعلاقات التي تشكل الاسرة مصدرها ومركزها هي من فعل انتشار الحياة ، وهذه العلاقات تشكل بدورها مادة مميّزة للفعل الأخلاقي . فالإنسان مدعوّ إلى تحقيق ديمومته بطريقة تليق به .
أندريه بريدو
الإجابات المقترحة:
المقدمة
اختلاف النظرة إلى قيمة الاسرة والفرد في المجتمع . ومن أسباب طرح مسألة قيمة كل منهما الصراع الذي قد ينشأ بين الاسرة ككيان وكسلطة وبين حقوق الفرد .
الإشكالية : هل المجتمع مدين في وجوده وأخلاقه للاسرة أم للفرد ؟ هل وجود المجتمع وقيمه ينبعان من الاسرة الطبيعية فقط ؟
الموقف و الحجة
– لا وجود ولا قيمة للفرد خارج المجتمع .
– يتكون المجتمع من عائلات لا من أفراد : الاسرة هي الخليّة الحية للمجتمع .
– خارج الطبيعة لا وجود للفرد . الاسرة تؤمن إستمرار النسل .
– الاسرة هي الوسيط بين الطبيعة والمجتمع .
– الاسرة مصدر القيم والأخلاق . العلاقة بين الأفراد ضمن الاسرة تولّد قيماً وأخلاقاً: الحب ، الاحترام ، الحق ، الواجب …
– تنشأ القيمة في الاسرة وتنمو في المجتمع .
– للاسرة دور على الصعيد الجغرافي والتاريخي للإنسانية : الاستمرار في الزمن والتوسع في المكان .
– للاسرة دور في المحافظة على الحياة وعلى قيمة الإنسان وكرامته .
المناقشة
– خلافاً لما ورد في النص رأى بعض الفلاسفة ( افلاطون مثلاً ) ، كما رأت بعض المذاهب الفلسفية ( التقليديون والماركسيون والفوضويون … ) ان لا قيمة للاسرة وذلك لأسباب مختلفة …
– باسم الفرد وحقوقه رفضوا الاسرة واعتبروا انها مصدر قهر وظلم وتسلط وحقد وتعاسة وخلافات وصراعات … ( اندره جيد ،جول رينار)
– من الطبيعي ان لا تكاثر للنسل بدون الاسرة … التجمع ضمن الاسرة يفرز قيمــاً .
– الاسرة هي الخميرة التي تنبت القيم .
الــرأي
– العلاقات الطبيعية شرط لقيام الأسرة من ناحية الاستمرار والتكاثر والاخلاق . يمكن قيام أسر دون أن يكون هناك رباط طبيعي : عائلات قائمة على التبني… العشيرة الطوطمية كانت قائمة على علاقات روحية … يتكون المجتمع من عائلات مختلفة لا تقوم على العلاقة الطبيعية : ألا يشكل تلامذة الصف الواحد والعمال في مؤسسة واحدة والموظفون والاساتذة ورجال الدين عائلات متعاطفة..متازرة… ؟
شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــرا أستاذ