تخطى إلى المحتوى

تجارة المشاعر النبيلة 2024.

تعتبر الورود رمز للجمال والعواطف السامية، والروائح الزكية، وهي أقدم ديكور عرفه التاريخ، وأجمل تكوين يمكن أن تراه العين. وبقليل من الزهور و جمال الذوق والإحساس، يمكنك تحويل حياتك، ومكان معيشتك إلى جنة تهفو إليها القلوب.

ويعود أصل الورد إلى المناطق الواقعة شمال الكرة الأرضية فقط، وأدخل فيما بعد إلى المناطق الأخرى من العالم. لم تكن نباتات تنبت و يتناساها الناس، فهي فتحي مشاعرهم وتهز أفئدتهم، و هي غذاء للروح والعقل وزينة للطبيعة وشذاها.
الورود موجودة في مختلف أرجاء الجزائر، لكن مدنا اشتهرت بها مثل زرالدة، وبوفاريك حاليا، والبليدة التي تسمى مدينة الورود، كما صرح لنا عمي علي صاحب محل الورود بباب الوادي.
اليوم لايخلو شارع من شوارع العاصمة أو حي من أحيائها تقريبا لايوجد فيه بائع ورود، فقد اهتم بها البعض زراعة وتسويقا واقتناء لاستعمالها في مستحضرات كثيرة، ولتقديمها في مناسبات للفرح وحتى الأسى، فتحولت إلى تجارة محلية وعالمية، حيث تقوم الدول التي تتمتع بأجواء معتدلة أوحارة بتصديرالورود لبلدان المناطق الباردة، و حتى الجزائر تقوم بإنتاجها.

النساء أكثر إقبالا على الورود
قمنا بجولة عبر أحياء عاصمية والتقينا خلالها بالسيد بوعكاز صاحب محل للورود بالبريد المركزي، الذي أفنى نصف قرن من حياته في هذه المهنة، والسيد ارزقي صاحب محل للأزهار في شارع الدكتور ترولار والذي له خبرة 15 سنة في هذا المجال، واللذان توارثا هذه المهنة عن الآباء والأجداد لتعلقهم بها منذ نعومة أظافرهم، واللذان كانت لهما نفس الآراء تقريبا، حيث صرحا لنا أن مهنة بيع الورود من المهن المتعبة لما فيها من تنقية وتصنيف وترتيب للأزهار.. وعلى حد قولهم فإن الجنس اللطيف هن الأكثر إقبالا على اقتناء الورود بمختلف ألوانها.
عمي علي صاحب محل للورود بباب الوادي قال لنا: "بالنسبة لزبائني هن من الجنس الناعم ولهن ذوق في اختيارها". وفيما يخص الفئة العمرية التي تقبل على اقتناء الورود يقول عمي علي إنه لا يوجد فرق في السن فيما يخص شراء الورود.

مواعيد الرواج
تشهد محلات بيع الورود إقبالا كبيرا خلال موسم الأعياد كعيد الأم وعيد الحب وعيد المرأة، وفي المناسبات الخاصة كعيد الميلاد، وذكرى الزواج، وحين ترزق العائلة بمولود جديد، إلا أن باقات الورود لا تقتصر على تلك المناسبات والمواسم فحسب إذ تعتبر الهدية المفضلة للمريض.
وأضاف السيد أرزقي أن تجارة الزهور تزدهر في موسم الصيف المعروف بالأعراس والأفراح، التي تغتنم فيه العائلات الجزائرية فرصة لتقديم تشكيلة مميزة من الورود بأنواع وأشكال وألوان تكون بمثابة الإكسسوارات تضفي سحرا خاصا، وتبقى محلات بيع الورود هي الأخرى تتفنن في تحضيرها لباقات الورود في قوالب ساحرة، لما تحوزه من روعة التصميم و جمال الأزهار. ولا نكاد نمر على محل من محلات بيع الورود إلا ونشاهد صاحب المهنة يتفنن في الاعتناء، بها نراهم جالسون أو واقفون والأعداد الهائلة من الورود تحيط بهم ينتزعون منها الأشواك ليبيعونها بأسعار معقولة ومقبولة من طرف الزبائن على حد قول عمي علي، خاصة في فصل الصيف.
أما في فصل الشتاء فيرتفع سعرها، نظرا لاستيرادها من الخارج (هولندا، كينيا) علما أن سعر الوردة الواحدة 100 دينار.

باقات الخطوبة تحتل الصدارة
لعل أهم باقات الورود التي يكثر الطلب عليها من طرف الزبائن هي باقات الخطوبة التي يفضل الجزائريون أن تكون من الورود ذات اللون الأحمر التي يتراوح سعرها ما بين 2024دج إلى 2500دج ، كما صرح لنا أصحاب المهنة، ناهيك عن سيارات العروس التي يتفنن فيها أصحاب هذه المحالات من خلال الديكور المتميز، والذي يزيد من جمال السيارة وموكب العروس. وقد صرح لنا عمي علي أن الجزائريين ليس لديهم ثقافة أخذ الورود إلى المقابر مما يؤدي لنقص شرائها من أجل هذا الغرض.

دلالات ألوان الورود
إذا كان اللون الأحمر كما هو معروف يرمز إلى الحب، فالأصفر يدل على الغيرة، أما اللون الأبيض فيرمز إلى السلام والمودة والمحبة، في حين يرمز الوردي إلى الصداقة.. ويبقى أصحاب محلات بيع الورود متمسكين بمهنة الأجداد رغم أنها متعبة على حد قولهم وهي في طريق الزوال.
ولا يسعنا في الأخير إلا القول إن الورود تحولت إلى ثقافة تترسخ أكثر فأكثر والتي يصعب تجاهلها خاصة في موسم الأعراس والصيف والأفراح، وهي تحمل مئات الرسائل والأحاسيس والمشاعر الدافئة، تلك اللغة التي لا تزال إلى يومنا هذا تحتل الصدارة في قائمة الهدايا لمن نكن له محبة ومعزة خاصة في قلوبنا. يطلق عليها الكثيرون لغة الحب والعشق، وآخرون عنوان الرومانسية، ووسيلة لتبادل أجمل الأحاسيس والمشاعر الصادقة، حيث نلجأ إليها كهدية للطرف الأخر ولتهنئته، أونعبر عما يجيش في قلوبنا، لكن من وجهة نظر البعض ليست هدية مثالية نظرا لعمرها القصير.

بارك الله فيك كلامك صح

هم يضحك و هم يبكي

ما عادت الورود جميلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.