الطغيان من أعظم أسباب هلاك الإنسان وهوانه على الله عز وجل،
فمن الناس من يطغيهم ملكهم، وشَرُّ سَلِفٍ لهم فرعون الذي ظن لنفسه
أما فرعون الذي غره ملكه وادعى أنه الرب الأعلى فقد سلبه الله ملكه وغيبه أسفل اليم وملأ فمه طيناً
وأما عاد الذين غرتهم قوتهم فقد أخزاهم الله وأرسل عليهم جنداً من جنده،
وأما قارون الذي اختال على الناس بكنوزه وأمواله
وأما في الآخرة فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات/37-39].
أما العلم فقد قال وهب بن منبه: إن للعلم طغياناً كطغيان المال،
أما العبادة فمن العُبَّاد من يرى لنفسه فضلاً على من هم دونه فيها ولا يراهم إلا مقصرين وكسالى
وأما النسب فالتطاول به على الناس من أمور الجاهلية التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم
هذا، وقد حذر النبي عليه الصلاة والسلام أمته أشد تحذير من نوع خفي من الطغيان
فقال عليه السلام: “إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها،
ولو تأمل المرء في كل صور الطغيان لوجد أن مرجعها جميعاً إلى خلل في التصور وفساد في العقل،
ولئن ذكرت آيتا العلق سبب الطغيان فإن العلاج الرباني لم يتأخر فجاء الكلام
وكما قال الحسن رحمه الله: من علم أنه إلى الله راجع علم أنه بين يديه موقوف مسؤول فليعد لكل سؤال جواباً.
فإذا كان الأمر كذلك، فكل هذا الطغيان الذي نراه من الناس لمَ؟!
اللهم انصر المسلمين المستضعفين في كل بقاع الأرض
المصدر: الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر/إن الانسان ليطغى ..أن رآه استغنى
شكرا على الموضوع المميز
جزاك الله خيرا …………………….
الذي خلقك وصورك
وأخرجك على تلك الصورة والهيئة التي أنت عليها:
[الطارق: 5- 7]
مم خُلق الإنسان الأول؟!
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ"
[الأنعام: 2].
"الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ"
[السجدة: 7، 8].
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ، ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ، ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"
[المؤمنون: 12- 14].
فما أنت إلا مزج بين ماء الرجل وماء المرأة
لفعلة يستحي العبد من ذكرها،
فلقد احتوتك أحشاء أمك بين فرث ودم.
""هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ
[[آل عمران: 6].
أتدري كيف أنت قبل أن تكون على تلك الهيئة؟!
"هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا"
[الإنسان: 1].
]أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا[
[مريم: 67].
فإن كنت أنت بهذه الصورة وتلك الهيئة، فعلام الغرور ولماذا الطغيان والتكبر؟!
"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ"
[الانفطار: 6- 8].
]كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى[
[العلق: 6، 7].
لماذا هذا البغي والطغيان؟!
"إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ"
[العاديات: 6]
ولماذا هذا العناد والتخاصم؟!
أتدري من تُخاصم وتُعاند؟!
"خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ"
[النحل: 4].
]أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ[
[يس: 77].
أتدري من تناظر وتُجادل وتُخاصم وتُعاند؟!
"وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
[النحل: 78].
أيها الإنسان:
من تدعو إذا مسَّك الضر؟
صف لنا من حالك إذا كنت في سفينة,
ولعبت بك الأمواج حتى أوشكت على الغرق,
قل لي بربك إلى من تلجأ ومن تدعو,
وإلى من تتضرع؟
وقبل أن تُجيب,
أقول لك:
حالك كهذا الحال الموصوف:
"هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ"
[يونس: 22].
هل تظن أنَّ الإنسان يصدق فيما عاهد الله عليه؟!
"فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ"
[يونس: 23].
وهذا من جهل الإنسان وغبائه.
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"
[يونس: 23].
فيا أيها الإنسان:
اعلم:
"يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ"
[الانشقاق: 6].
وعند ذلك تكون أحد الرجلين:
"فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا، إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا، إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ"
[الانشقاق: 7- 14].
وفى ذلك اليوم:
"وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى، يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي"
[الفجر: 23، 24].
ولكن هيهات هيهات
فإنك في هذا اليوم:
"يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ"
[القيامة: 13].
"يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ"
[القيامة: 10].
فما ظنكم بربكم؟!
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ"
[المؤمنون: 115].
"أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى"
[القيامة: 36].
فلتعلم:
"وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى، وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى"
[النجم:39- 40].
وختاماً..
نقول لك:
"فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا
يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى"
[الليل: 5- 11]
فنحن في أمس الحاجة
أن نقف مع أنفسنا, ونقول لها: قفي يا نفس واعرفي مكانك, واعرفي قدرك وحجمك!
جزاك الله خيرا
جعل الله ما قدتي في ميزان حسناتك
و بارك الله في كل من مرً بهذه الصفحة العطرة
"فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا
يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى" أن نقف مع أنفسنا, ونقول لها: قفي يا نفس واعرفي مكانك, واعرفي قدرك وحجمك! فكفاك غروراً وبغياً وطغياناً
أيها الإنسان
|
جزاك الله خيرا على الرد الطيب والمرور الكريم .