تخطى إلى المحتوى

تأثير شخصية الفرد في بناء مؤسسات المجتمع. 2024.

المتأمل للواقع السياسي و الجمعوي في بلادنا يقف على عمق الأزمة التي نعيشها والتي تقف دون شك عائقا أمام استثمارنا لطاقات المجتمع الخلاقة ، والمضي ببلادنا لتحقيق مدلول الحضارة بأبعادها وتعميق البعد الثقافي والتخلص من عقدة النقص التي تنتابنا جميعا أمام بقية الشعوب ، حتى أن من مفكرينا الأفذاذ يريد أن يسأل أهل القبور عن تاريخ هذه الأرض ، ومن خلال قراءة في واقع نظامنا السياسي و الحزبي و الجمعوي وقفت على أحد أسباب هذا التراوح إلى الخلف في حركية مجتمعنا ممثلة في طبيعة القادة و الأتباع في منظومتنا الاجتماعية فالذي يحكمنا هو منطق غياب الحوار وضعف فن الاستماع لثلاث فئات هي في الغالب المشكل لهذه النظم الاجتماعية :
الفئة الأولى : فئة القادة الطغاة الذين يرفعون شعار " ماأريكم إلا ما أرى "
الفئة الثانية : فئة الأتباع المغفلين الذين يحسنون التصفيق و التهليل والتسبيح بحمد قادتهم لأنهم ببساطة شخصانيين سذج ينقادون للغالب لأنهم مغلوبون.
الفئة الثالثة : وهي التي تغطي مساحة واسعة وهم المنتفعون أصحاب الحاجات يحملون لقب الرتزقة ، فهم يدركون مفاصل الأمور ويستغلونها لتحقيق المآرب فمطهرهم هو مظهر الفئة الثانية ومخبرهم النفعية على القيم و المبادئ.
ولعل مشهد الانتخابات الرئاسية هو أقرب المشاهد الذي يوضح بجلاء حقيقة ما ذهبت إليه.
فنهيب بمثقفينا أن يكونوا كذلك بل نهيب نهم أن يرتقوا على الفئات الثلاث ويتخندقوا لتكريس حقيقي للمواطنة وفي حركية تراكمية يمكن الشروع في بناء صرح يعطينا استقلالية في الشخصية و يوجهنا لتجميع إيجابي لطاقات المجتمع ويجعل منا بحق مجتمع متشبع بقيم الحضارة وعلى رأسها نفي الذات و الاستغراق في خدمة المجتمع.

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.