بسم الله الرحمن الرحيم
الولد الصالح
الولد الصالح نعمةٌ ورحمةٌ. وبهجة لقلب أبويه، ودُرَّةٌ ثمينة في عقد أسرته وعمل صالح لأمته. لأن الولد إذا نشأ في بيئة طيبةٍ ورُبِّيَ تربية سليمةً وغذِّيَ بالقيم العالية الثابتةِ نَفَعَ نفسه ونفع المجتمع وكان للخير محبًا وعليه مُعينًا وللشر مُبغضًا مجتنبًا. فهذا أبو هريرة رضي الله عنه نعم الابن الصالح البار بأمه نشأ يتيمًا فتولت أمه رعايته وأعطته من الحنان والسهر والخدمة فوق ما يمكن أن يقدِّمه الولد البار لأمه وهو كبير أضعافًا مضاعفة مهما سهر لأجلها ومهما أسمعها لطيف القول وحَسَن الكلام، ولما كبر أبو هريرة أحب أمه وكانت تملأ عليه حياته، ودأب في الحصول على مرضاتها، شأنه في ذلك شأن كل ابن سليم العقل، مستقيم الفكر، نقي القلب، سوى النفس، حَسَن الخلق، يعطي كل ذي حق حقه، ثم أسلم أبو هريرة وشرح الله صدره للحق والهدي وأحب محمدًا صلى الله عليه وسلم وآمن إيمانًا جازمًا عن يقين بأنه لا نجاة في الآخرة من عذاب النار وحر جهنم إلا باتباعه والاقتداء به. ولكن تخلفت أمه عن قبول الدعوة إلى الله وأبت الاستماع إلى دعوة الحق. فماذا يصنع الابن البار مع أمه التي يحبها وهي أولى الناس برحمته وبره والسعي لإنقاذها من أسباب العذاب والهلكة؟. فبدأ يدعوها مع الحفاظ على أدب الخطاب وخفض الصوت أمامها وما ادخر جهدًا ولا طاقة في خدمتها وبرها واللطف بها وإدخال السرور عليها. كان رضي الله عنه شفيقًا على أمه رحيمًا بها ينظر إلى الآخرة فيرعب من مصير أمه إذا هي بقيت على دين غير دين الإسلام، فقد كانت أميمة بنتُ صبيح بن الحارث الدوسي أمُ أبي هريرة تعبد الأوثان ثم صارت نصرانية ولكن بعد الإسلام لا يجوز أن تبقى على دين آخر غير دين محمد صلى الله عليه وسلم . كان أبو هريرة يعرض عليها الإسلام وهو يقدم لها الطعام أو يضع لها الفراش لتستريح أو تنام.. في صبر وأدب وشفقة عليها ومع هذا هي تصر على ما هي عليه من كفر وضلال. بل وأحيانًا كانت تسمعه ما يكره في أحب إنسان إليه على وجه الأرض وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولكم بكى بين يديها وهي تأبى دعوة الحق.. وفي صحيح مسلم يقول: فأتيت رسول الله وأنا أبكي فقلت يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ فدعوتها اليوم فأسمعتني ما أكره" وفي لفظ البخاري "ادع الله لها يا رسول الله" والنبي عليه الصلاة والسلام كان أشفق الناس بأمته "فدعا لها رسول الله" وكانت هذه الدعوة المباركة أسبق من خطى أبي هريرة إلى أمه يقول أبو هريرة: "فخرجت مستبشرًا بدعوة الرسول #" لفظ مسلم.
وفي لفظ البخاري يقول: "فأتيتها وقد أجافت عليها الباب" أي ردته وأغلقته. وفي الإصابة يقول: "فسمعت أمي حِسَّ قَدَمَيَّ فقالت: مكانك يا أبا هريرة. وسمعت خضخضة الماء" وهو صوت ماء يغسل به يقول "ولبست أمي دِرعَها "قميصها" وعجلت عن خمارها ففتحت الباب" أي أنها لم تتأن حتى تضع على رأسها ووجهها لشدة عجلتها إلى إدخال الفرح والسرور على ولدها فقالت: يا أبا هريرة إني أسلمت" وعند البخاري قال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم . فقلت: ادع الله لي ولأمي فقال عليه الصلاة والسلام: "اللهم حبب عبدك هذا يعني أبا هريرة وأمَّه إلى عبادك المؤمنين وحبّب إليهما المؤمنين".
وكانت دعوة مباركة من رسول الله فكان أبو هريرة حبيبًا لكل من يعرف ومن يراه.
وهذه صورة من البر والرحمة فيها إرشاد للأولاد وللأمهات والآباء فيما يليق أن يكون عليه أمر الأسرة وفيما تكون العلاقة بينهم وما تتسم به من الذوق الرفيع والعرفان بالجميل.
(( إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ))
ما زلنا نبحث عن وسائل متعددة لإصلاح الأسرة المسلمة هذه الأسرة التي هي مفتاح الهزائم ومفتاح الانتصارات ..
فقربها من الاسلام يسعدها و بعدها عنه يشقيها
بارك الله فيك اختي مليكة كما عودتنينا دائما مواضيع مميزة من شخصية مميزة
دمت بحفظ الرحمان
بارك الله فيك اختي و جزاك الله خير على ما قلته و تقبل الله منك صالح الاعمال انه ولي ذلك و القادر عليه
مثلي انا
بارك الله فيك
بارك الله فيك على المرور الطيب
بارك الله فيك مشكور
و فيك بارك الله اخي الفاضل