مجلة سيدتي:لندن.
إن اختيار اللون الأبيض في الديكور الداخلي للبيت ليس بالقرار السهل! فقد نرى نماذج منه على صفحات المجلات ذات الورق اللامع الصقيل أو في أحد أشرطة «الفيديو كليب» ونعجب به عن بعد،
إلا أن هذا الإعجاب قد لا يتحوّل في غالبيّة الأحوال إلى تقليد ومحاكاة، لأن العيش في مثل هذه البيوت يعني هاجساً يومياً وخوفاً دائماً من البقع واللطخات والأتربة التي يمكن أن تفسد كل شيء! ولكن يبدو
أن الرسامة «سو» وزوجها مصمم الغرافيك «آندي» يريان غير ذلك!
.
حوّل هذان الزوجان بيتهما الذي يقع في منطقة «كروتش اند» شمال لندن إلى ما يشبه بيوت «الاسكيمو» الثلجية، ونثرا اللون الأبيض في غرفه الأربع وصالته الفسيحة وحديقته الصغيرة. ولم يتردّدا في ذلك، رغم وجود طفل صغير في العائلة ما يزال في السابعة من عمره. وفي هذا الإطار، تقول سو معلّقةً: «قد يظنّ البعض أن البيت الأبيض يتطلّب عنايةً على مدار اليوم، وربة بيت تحمل عبوة منظفات وتتحرك بلا توقف لإزالة الأوساخ من هنا وهناك! لكن الأمر في الحقيقة ليس كذلك، ويمكن الحفاظ على نظافة البيت بشيء من العناية والتنظيم».
والسؤال عن السبب الذي دفع
بـ «سو» إلى اختيار اللون الأبيض، تقول: «نظراً إلى أنّني رسّامة وزوجي مصمّم غرافيك، كان الناس يتوقعون أن يكون بيتنا غنياً بالألوان مثل قوس قزح، ولكنّي بطبيعتي أحب الأجواء الهادئة، وأرى في اللون الأبيض كثيراً من الصفاء والبراءة والحيادية التي تعطيني الحريّة لإضافة ألوان أخرى مكمّلة. وقد كان قرارنا الذي لا رجعة فيه، واتفقنا زوجي وأنا على إشاعة اللون الأبيض في كل أرجاء البيت!».
غرفة المعيشة
يقع هذا البيت في منطقة هادئة في شمال لندن، وقد زاد الديكور المميز من سعره في سوق العقارات بشكل كبير. وزائر هذا البيت تستوقفه، أولاً، غرفة المعيشة التي غلّف أحد جدرانها بورق المعدن الأصفر الذي اتخذ شكل دوائر متداخلة، فيما طليت بقية الجدران باللون الأبيض، وكذلك الحال مع الأريكة والسجاد والنافذة. وكان للمرايا الكبيرة المعلّقة على الجدران دور في إشاعة الدفء وغمر المكان بالضوء المنعكس من سطوحها. وقد استعان الزوجان أيضاً ببعض قطع الأثاث الداكنة، والأرضيّات الخشبيّة من أجل مزيد من التوازن والقوّة.
وفي المطبخ، تصطفّ الدواليب البيضاء الصقيلة، وكذلك منضدة الطعام التي تداخلت حولها الكراسي باللونين الأبيض والبني الخشبي.
في الطابق الثاني
تبدو دواليب الملابس في غرف النوم بيضاء صافية، وكذلك الأرضيّات التي حملت درجتين متجانستين من الأبيض، أحدهما مائل إلى الرمادي والآخر للبيج! وغلّف أحد الجدران باللون الأصفر الذهبي، الذي جاء على شكل رسومات هادئة تخفّف من اللون الأبيض. أمّا الباب الخشبي فقد أبدله الزوجان بآخر من الزجاج الثلجي، الذي يحافظ على خصوصية المكان ويسمح بتسلّل الضوء في ذات الوقت. وحتى غرفة الطفل لم تبتعد كثيراً عن هذا اللون، وإن كانت تبدو متوهجةً بالألوان قياساً ببقيّة الغرف، وخصوصاً غرفة اللعب التي طليت بألوان الأبيض والأصفر والأزرق، وكذلك إطارات الصور والرفوف والخزانات الصغيرة، وإن بدت هذه الألوان «باستيلية» وغير صارخة.
الإضاءة والزهور
الداخل إلى هذا البيت يجد أن اللون الأبيض لا يشكّل أثاث وجدران هذا البيت فقط، بل يشمل أيضاً الإضاءة وأصص الزهور من تصميم الفنّان جوناثان ادلر، وكثيراً من الاكسسوارات الصغيرة والقطع الفنية التي جمعها الزوجان خلال رحلاتهما حول العالم. ومن الطريف أن الحمامات التي غالباً ما تكون بيضاء في كثير من البيوت، ليست كذلك في هذا البيت! فقد شذّت عن القاعدة، وكانت أرضياتها من البلّور الصخري الممزوج بالسيراميك الرمادي، فيما غطيت الجدران بالمرايا الكبيرة.
القاعدة الذهبية
تشرح المالكة سو «أن القاعدة الذهبية في استخدام اللون الأبيض في الديكور الداخلي تكمن في اختيار قطع الأثاث والاكسسوارات البيضاء وانسجامها مع بقية الألوان المكمّلة هو أمر يعود لذوق الإنسان وشخصيته ومزاجه». وتضيف: «ولكن أهمّ ما يجدر الإنتباه إليه هو الجدران التي يجب أن تطلى بشكل صحيح. وأهمّ نصيحة هي الإبتعاد عن اللون الأبيض النقي والمشعّ والإلتفات إلى الأبيض المائل للبيج أو الرمادي أو الأزرق، مع اختيار ألوان هادئة تقابل هذه الجدران البيضاء أي أن يكون أمام كل جدار أبيض كبير جدار مغطى بالمرايا أو مغلّف بورق هادئ اللون أو مطلي بلون باستيلي».