كشف المنسق الوطني للحرس البلدي، علي سكوري، في اتصال مع وقت الجزائر ، أن وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، وخلال الاجتماع الذي حضره أربعة منسقين للحرس البلدي، بينهم علي سكوري، حكيم شعيب، لحلو عليوات وزيدان حسناوي، تعهد بدراسة جميع المطالب المرفوعة والمتضمّنة أساسا الاستفادة من مخلفات الرفع من منحة التغذية بأثر رجعي من 2024، والتي تقدر بـ6 ملايين سنتيم لكل عون، فضلا عن تدارك الفوارق في المخلفات المالية بين الولايات بسبب عدم احتساب منحة الخبرة المهنية في عديد الولايات، بالإضافة إلى ضرورة الحصول على منحة نهاية الخدمة أو مكافأة نهاية الخدمة وضمان الأجور للمحولين للمؤسسات العمومية. كما تم التفاوض على إيجاد صيغة أخرى للتقاعد وضرورة احتساب ساعات العمل الإضافية خلال سنوات الأزمة والمقدرة بـ16 ساعة عن كل يوم طيلة 15 سنة.
من جهة أخرى، قال المنسق الوطني للحرس البلدي، إن ولد قابلية قد أمر بتشكيل لجنة تحت رئاسته، يشارك فيها الممثلون الولائيون الأربعة لأعوان الحرس البلدي، حيث سيتم دراسة كل مطلب والاتفاق النهائي لحل الأزمة. وأضاف المتحدث، بأن وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، تعهّد لهم بتسليم عريضة مطالبهم، التي تدخل ضمن صلاحيات وزارة الدفاع، لرئيس الجمهورية الذي سيفصل نهائيا في ملف الحرس البلدي، بحسب ما جاء في الاجتماع.
رجال واقفون
من جهة أخرى، اعتصم أمس، الآلاف من أعوان الحرس البلدي بمندوبيتهم بالبليدة، التي عادوا إليها في حدود الساعة التاسعة من ليلة أول أمس، بعد أن قبلت السلطات فتح باب التفاوض معهم، حول مطالب 40 ألف عون عبر التراب الوطني.
وقد سادت مندوبية الحرس البلدي بالبليدة، حالة من الترقب والقلق، غطت عن درجة الحرارة المرتفعة، وأشعة الشمس التي جعلت العديد منهم يستعينون بزلال الشجر في الطريق، وبقايا الكرتون من أجل اتقائها، في وقت يشد أنظار الجميع ما سيسفر عنه الاجتماع الذي جمع ممثليهم بالسلطات، حيث رضخ أعوان الحرس البلدي لشرط السلطات في وقف المسيرة، قبل فتح باب الحوار معهم والنظر في لائحة مطالبهم.
وقد تنقل أمس، المنسق الوطني حكيم شعيب رفقة، ثلاثة آخرين إلى مقر وزارة الداخلية والجماعات المحلية، ومن ثمة إلى رئاسة الجمهورية أين يتم بحث ملفهم، وقال الأعوان الذين زارتهم وقت الجزائر أمس، بالبليدة إنهم لن يوقفوا الاحتجاج إلى غاية تلبية مطالبهم وأن مواصلة الحركة متعلق بما يسفر عنه التفاوض مع ممثليهم، فيما اختصر أحد الأعوان مطالبهم في الكرامة والكرامة فقط ، بعد ما تعرضوا إليه من ضرب وجرح من طرف قوات مكافحة الشغب ، وعن هذا قال عون ىخر، إن مسيرتهم كانت سلمية ولم يفهموا لماذا تصدت قوات الأمن لهم ومنعهم من بلوغ هدفهم.
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرةصباحا، حين وصلنا مقر مندوبية الحرس البلدي بالبليدة، وقد تعرفنا على المكان من خلال التجمعات الكثيرة للأعوان الحرس الذين انتشروا على حواف الطرقات، وتحت الأشجار، وفوق سطح المقر، واتخذوا جماعات إحداها تراجع ما نقلته الصحف الوطنية عن مسيرتهم أول أمس، وأخرى تحاول ربط الاتصالات لمعرفة جديد اجتماع ممثليهم بالداخلية، وعند دخولنا إلى المقر الذي أغلق عن آخره بسبب الأعداد الكبيرة للمعتصمين، وجدنا الساحة تعج بالأعوان الواقفين تحت أشعة الشمس، فيما تمدد بعض من أنهكتهم المسيرة، على بقايا علب كرتونية، وبعض الأفرشة التي جلبوها معهم من ولاياتهم، تحسبا لطول أيام حركتهم الاحتجاجية.
خلال حديثنا مع المعتصمين، كان عدد منهم يلح علينا لزيارة الجرحى بالداخل، ممن لم يتمكنوا من الخروج بسبب خطورة حالتهم، هناك وجدنا أحدهم ممددا على فراش يحيط به جماعة من زملائه، حيث تحدث إلينا بصعوبة قائلا لقد أشبعوني ضربا ، ثم انفجر بكاء، كما انفجر زميل له باكيا، بسبب ما اسماه الحڤرة التي تعرضوا لها، وهم من ضحوا بالروح في سبيل الوطن سنوات الأزمة الأمنية وجابهوا الإرهاب في الجبال واليوم نتعرض للضرب عند المطالبة بحقوقنا .
في نفس المكان وجدنا أيضا، بعض الأطفال من أبناء الذين سقطوا أثناء تأدية واجبهم، قدموا من ولايات بعيدة، للمطالبة بحقوقهم، وكان أحدهم يحمل إطارا لصورة والده، والتي ظلت مرفوعة، خلال المسيرة وأثناء الاعتصام، بعض من كانوا معه قالوا إن هذا أيضا صاحب حق في هذه البلاد، لقد فقد والده وظل يتيما دون معيل ، وأضاف آخر كان يضمه إليه هذا ابن زميل لنا استشهد وهو يطارد الإرهابيين، وهو بحاجة إلى تكفل السلطات به ردا لجميل والده على الأقل .
المعتصمون الذين بدا عليهم التعب بسبب حرارة الشمس، لم يتخلوا عن الهتافات من حين إلى آخر، مع رفع العلم الوطني وهم ينادون مرة بحياة الجزائر، وأخرى بحياة الحرس البلدي، مؤكدين أنهم أصحاب حق وجاءوا في طلبه.
أحد الحاضرين أكد أن أهم ما جاء في لائحة مطالبهم، هو التقاعد المبكر، واحتساب 16 ساعة إضافية لم يتقاضوا مقابلها، فيما تحدث آخرون نيابة عن عائلات ضحايا الواجب من زملائهم أثناء العشرية السوداء، حيث خلفوا عائلات لا تجد ما تقتات به ، إضافة إلى المعطوبين أثناء تأديتهم لواجبهم دائما، من الذين يعانون التهميش والإقصاء شأنهم شأن كل الأعوان، وقد تحمل هؤلاء مشقة السفر وتنقلوا إلى العاصمة، رغم الإعاقة، ومن ضمنهم الذين جاءوا على كراسٍ متحركة.
ما صاع حق وراءه طالب ـ ربي يكون في عونهم و يعطوهم حقــــــــــــــــــــــهم