وبعد التحرير جاءت المرحلة الثانية واحتد النقاش حول طريقة وكيفية تسيير هذه الاموال بين من يطالب بالتسيير المحلي او حتى تسميتها بالشهر 13 بصبها في حسابات الموظفين مباشرة ، وبين من يطالب بضرورة التركيز على الطابع التضامني لهذه الاموال وضرورة الالتزام بالتسيير المركزي لها حتى يستفيد منها ذوو الحاجة . وبعدما انتصر رجال التربية للرأي الثاني في الاستفتاء الذي نظمته وزارة التربية في هذا الشأن ، وبعد انتخاب هياكل التسيير الولائية والوطنية ، وبعد ثلاث سنوات من التسيير ما الذي تحقق في هذا المجال ؟
بداية نحاول التأكيد على أن صعوبة الأمر أوله فقد واجهت لجان الخدمات الاجتماعية صعوبات جمة نذكر منها :
– العراقيل التي سببتها المركزية النقابية وعدم تسليمها للمقرات ووسائل الخدمات لهذه اللجان
– صعوبة جرد واسترجاع املاك الخدمات المنهوبة ..وهذه النقطة تحسب على النقابات وليس على اللجان لان النقابات لم تتحرك بشكل فعال للضغط على الوزارة من اجل استرجاع هذه الممتلكات
– انطلاق عملية التكافل الاجتماعي من الصفر فقد كانت ارصدة الخدمات فارغة تقريبا ماعدا من المبالغ المالية التي جمدتها الوزارة في مرحلة ما قبل الانتخابات
– التزاحم الكبير لرجال التربية من اجل الاستفادة من اموال الخدمات خاصة وانهم لم يروا منها سنتيما واحدا في فترة الاجيتيا مما تسبب في ضغط كبير على اللجان الولائية
– الهيكل المسير والذي تحول الى عامل بيروقراطي تجاوز صلاحياته وتدخل في صلاحيات اللجان المنتخبة
– خروج عدد كبير من عمال القطاع الى التقاعد مما ولد ضغطا كبيرا حول منحة التقاعد
الايجابيات المحققة :
– تسوية وضعية اللجان على المستوى المحلي وانطلاقها في تسيير اموال الخدمات وتوزيعها
– استفادة عدد كبير من عمال التربية من اموال الخدمات بصيغة او بأخرى
– استفادة الارامل واليتامى ومتقاعدي ابناء القطاع من اموال الخدمات التي كانوا سيحرمون منها لو كان التسيير محليا
– وضع سلم تنقيط يحدد اولويات الاستفادة بكل شفافية
– انتخاب اللجان من طرف القاعدة مرة كل ثلاث سنوات وهذا ما يساعد على ازاحة اللجان التي يثبت فشلها في التسيير
السلبيات :
– الارتجالية في التسيير في كثير من الاحيان ومن الامثلة على ذلك مراسلة اللجنة الوطنية للجان الولائية بوجود قروض لشراء السيارات ومطالبتها هذه اللجان بموافاتها بقوائم المستفيدين في أجل لا يتعدى 15 يوما وهنا تجد اللجان الولائية نفسها في حرج شديد فهي مطالبة بالاعلان عن وجود هذا القرض واستقبال الملفات واجراء مداولات في ظرف اسبوعين وهذا ما يتسبب في تذمر موظفي التربية من ذلك
– قلة خبرة الهياكل المنتخبة في مجال التسيير وهذا راجع بالدرجة الاولى الى سوء اختيار الممثلين
– الاعلان عن رحلات سياحية ترفيهية مثل رحلات ماليزيا وهذا حق من حقوق رجال التعليم ولكنه امر ثانوي لا يجب ان يكون من الاولويات
– استفادة اعضاء اللجان المنتخبة من امتيازات بطرق غير مشروعة مثل الاستفادة من منحة 3000دج عن كل مداولة والاستفادة من رحلات سياحية وعمرة مجانية بحجة التأطير
– الضبابية التي تمت بها الكثير من الصفقات والتي تطرح اكثر من سؤال غير بريء
ومع كل هذه السلبيات لا يمكن انكار التطور الذي حصل في هذا المجال ، ولا يمكن القول بأن التسيير المركزي فاشل بل هو بحاجة الى تصحيح الأخطاء والى شفافية أكبر في تسيير اموال رجالات القطاع خاصة وأن اصعب مرحلة قد مرت ، ويمكن التفاؤل بالمستقبل لعدة اسباب :
– كلما قام عمال التربية بارجاع القروض كلما زاد ت المبالغ في رصيد الخدمات وهذا ما يساعد على زيادة عدد القروض وتحسينها
– استفادة عدد كبير من الموظفين من القروض والمنح سيسمح مستقبلا باستفادة غيرهم لان الإستفادة تكون مرة واحدة في العمر
هذه بعض الملاحظات التي تدور في ذهني حاليا حول الخدمات الإجتماعية وقد اكون نسيت الكثير منها ،وما كنت لأكتبها لولا عودة الأصوات المطالبة بالتسيير المحلي لهذه الأموال
كلما بعدت الاموال عن اعين الموظفين المستفيدين كل كان تحويلها عن وجهتها اسهل وكلما كانت الرقابة عليها اصعب واعقد
نعم اتمنى ان يفتح نقاش مسؤول دون اتهامات وخلفيات واحكام مسبقة لاني شخصيا ارى انه يمكن الغاء اللجنة الوطنية والابقلاء على اللجان الولائية مع اضافة لجان الثانويات والمأمن لان الفساد كل الفساد في الجنة الوطنية
يعني أن تكون هناك لجان ولائية مركزية تهتم بمنح التقاعد و العيادات و العمرة و القروض و السلفيات الإستثنائية و السكن و السيارات و ما شابه….و لجان على مستوي المأمن لتسيير شوؤن المحافظ و إعانات الختان و الزواج و الأيتام و الإعاقة و الوفاة و الأرملة و ما شابه ……
و يتم التخلي عن اللجنة الوطنية التى تستهلك أموال كبيرة في مشاريع لا يستفيد منها الجميع فمشروع مستشفى مثلا هو من إختصاص الدولة و ليس لجنة للخدمات
و الله أعلم ………
نتمنى ان تكون المرحلة القادمة افضل من سابقتها
الله يكون معانا