لجنة التحقيق في أموال الخدمات بقطاع التربية تكشف: استفادة مجهولين من شقق ومعاملات بنكية غير قانونية
بن بوزيد
كشفت وثيقة تحقيق اللجنة الوطنية للخدمات الاجتماعية عن عدة حالات للفساد صرفت فيها أموال الخدمات في غير قنواتها الشرعية، وفضحت الوثيقة استفادة أشخاص مجهولين من 18 شقة بمبالغ ضخمة فاقت مليارين و300 مليون سنتيم، لم يتم متابعتهم قضائيا أو توجيه التهم للأشخاص المتسببين فيها·
وذكرت وثيقة التحقيق الذي أمرت بفتحه وزارة التربية سنة 1996 بعد خلاف حصل بين أعضاء اللجنة الوطنية والآمر بالصرف المكلف من طرف الوزير بالمتابعة المالية لملف الخدمات الاجتماعية، أن الشقق التي تم اقتناؤها باسم الخدمات الاجتماعية لم يعرف مكان تواجدها أو الأشخاص المستفيدون منها·
وجاء في الوثيقة، التي تحصلت ”البلاد” على نسخة منها، اقتناء 6 سيارات بأسعار باهظة سنة ,1995 وأشارت إلى أن إحدى السيارات مرت بعدة مراحل وبأسعار مختلفة دفعت حسب الوثائق، حيث طلبت اللجنة في البداية سيارة من نوع ”بوجو” 405 بمبلغ 1180000,00 دينار في حين تثبت الوثيقة استلام سيارة بوجو 205 بمبلغ 820170,00 دينار·
ولكن حسب الوثيقة التي مررت إلى المحاسبة (فاتورة رقم 10 بتاريخ 27/12/1995) ظهر فيها مبلغ مغاير وهو 990000,00 دينار وهي الوثيقة التي تخص سيارة رونو 19 لم يتم استلامها في الواقع كما يسرده تقرير التحقيق·
وقدرت لجنة التحقيق ألا تفوق مبالغ ترميم المقر الممنوح للجنة الوطنية على شكل قاعة بثانوية حسيبة بن بوعلي بالقبة مبلغ 2024000,00 دينار على أقصى تقدير، في حين تحملت خزينة الخدمات الاجتماعية حسب الفاتورة الرسمية مبلغ 4905936,13 دينار·
كما كشفت التحقيق بالمقابل عن معاملات مصرفية غير قانونية خلال السنة نفسها، مشيرا إلى وضع مبلغ 100 مليار سنتيم لدى البنك الوطني الجزائري بطريقة مخالفة للمحاسبة العمومية وبفوائد 19.5 بالمائة خلال السنة (من 15/11/1995 إلى 15/11/1996)، بالإضافة إلى إيداع مبلغ 400 مليار سنيتم في البنك الخارجي الجزائري بفائدة 15 بالمائة نظريا، ولم تتحصل لجنة التحقيق على أي وثيقة تبرر صب هذا المبلغ أو الوجهة التي أنفق فيها·