انعدام النظافة يُسبب مرض التيفوئيد
إن محاربة جراثيم التيفوئيد وسمومها من طرف الأجسام المضادة التي يصنعها جسم الإنسان لا تكفي وحدها، بل تحتاج إلى استعمال المضادات الحيوية التي أصبحت ضرورية في مثل هذه الحالات للقضاء على المرض·
مازال مرض التيفوئيد، إلى جانب أمراض معدية أخرى، ينتشر عبر الوطن في كل الفصول وفي كل أيام السنة، ويحصد الأرواح ويستهلك أموالا باهضة·
بينما يكفي تطبيق بعض الشروط البسيطة تماما للقضاء عليه بصفة نهائية وللأبد· أما إذا بقي المواطن يسكن الأكواخ على ضفاف الوديان والمفرغات العمومية وينقل ماءه في الدلاء ويخزنه في الصهاريج، وآخر يتناول فطوره في الأماكن وفي المطاعم المشبوهة التي طغت وتعددت واحتلت الأرصفة والطرقات في جميع الشوارع والأزقة، ويرمي فضلاته على جوانب الطرق غير المعبدة التي إذا سقط المطر غرق في الأوحال، وإذا قدم الصيف اختنق بالغبار·
لا أمل للقضاء على هذا المرض العدوي الخطير مادامت موجودة هذه الظروف المزرية، بالعكس، فإن هذا ما يزيد من عدوانية الجراثيم التي تخلق أمراضا أخرى·
إن سبب مرض التيفوئيد هو جرثوم ”السالمونيلا” الذي هو أنواع كثيرة حوالي 1000 نوع، ولكل نوع خاصياته·· لهذا، فإن محاربة هذه الجراثيم والسموم التي تفرزها من طرف الأجسام المضادة التي يصنعها جسم الإنسان لا تكفي لوحدها، بل تحتاج إلى استعمال المضادات الحيوية التي أصبحت ضرورية في مثل هذه الحالات للقضاء نهائيا على المرض·
يتكاثر هذا الجرثوم ويصبح عدوانيا للإنسان عندما تغيب شروط النظافة وتكثر الأوساخ والفضلات وتنعدم قِيم التحضّر والرفاهية·· في مختلف الأوساط التي يعيش فيها الإنسان ويتردد عليها يوميا، مثل المطاعم التي هي مصدر هذا العدوى إذا لم تحترم فيها شروط النظافة؛ كتطهير المحل بصفة دورية وغسل الأواني والاعتناء بالنظافة الجسدية وغسل الأيدي، الخ··
أو ماء الشروب الذي غالبا ما يكون سببا في ظهور داء التيفوئيد أيضا، إذا كان ملوثا أو لم تتم معالجته كما يجب حتى يصبح صالحا للاستهلاك· كما تنقل هذا المرض أيضا المواد الغذائية مثل الحليب والأجبان والحلويات والخضر·
كيف يظهر مرض التيفوئيد عند الإنسان؟
عند دخول جرثوم السالمونيلا داخل جسم الإنسان عن طريق الفم، يقوم بعبور المعدة ثم يمر عبر جدار الأمعاء إلى الغدد اللمفاوية المجاورة، حيث يشرع في النمو والتكاثر لينتقل فيما بعد إلى الأعضاء الأخرى عن طريق الدم·
أيام معدودة بعد دخوله تشرع الكريات البيضاء في تدميره، لكنه يكون قد بدأ في إفراز مادة سامة تسبب ظهور المرض؛ بدءا بالحمى التي تصحب بالصداع والعياء والأرق وكذلك الإمساك والدوخة وأحيانا النزيف·
تصل الحمى في أواخر الأسبوع الأول إلى 40 درجة· عند الفحص نجد لسان المريض أبيض· وفي الأسبوع الثاني يأخذ الإسهال مكان الإمساك ويشتد العطش وفقدان الشهية، وغالبا ما نشاهد على البطن ظهور بقع حمراء تؤكد داء التيفوئيد· توجد حالات من هذا المرض جد خطيرة نشاهد خلالها ظواهر عصبية، إسهال حاد وإدماء· وقد تظهر خلال تطور المرض مضاعفات مثل النزيف الوافر الذي قد يسبب الوفاة أو ثقب في الأمعاء أو التهاب الزائدة أو إصابة مختلف الأعضاء كالكلى، الرئتين، القلب، إلخ·· كما يمكن مشاهدة إثر هذه الحالة نوبة اختلاج أو شلل أو دخول المريض في غيبوبة·
ما هي الشروط الوقائية اللازمة؟
إن القضاء على مرض التيفوئيد يقتضي التربية، التوعية والحس المدني· ينبغي أولا القضاء على الأوساخ والقمامات التي تنشأ منها الحشرات والزواحف التي تنقل الجراثيم إلى الإنسان، وتوفير السكن اللائق والماء الصالح للشرب 24/,24 ومراقبة المواد الغذائية والمحلات التجارية والاعتناء بنظافة المحيط والجسد، وأخيرا الإعلان عن المرض في أسرع وقت·