أكدت العديد من الأبحاث أن الطعام الذي نتناوله اليوم في بلادنا هو أكثر العوامل المتسببة في مشاكل سوء الهضم والانتفاخ بشكل سريع بعد تناول الطعام مباشرة، مشيرين إلى أن طريقة تناولنا للأطعمة تؤثر على صحتنا الجسمانية والعاطفية، مما يلعب دوراً رئيسياً في حدوث الأمراض.
وقد كشفت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون أمريكيون بجامعة هارفارد الأمريكية عن 5 وسائل بسيطة تساعد على الحد من تقلصات وانتفاخات المعدة الناتجة عن تناول بعض الأطعمة التي تؤثر بصورة سلبية على عملية الهضم وتسبب الانتفاخ بشكل سريع بعد تناول الطعام مباشرةً.
وحدد الباحثون أولى تلك الطرق في الحد من تناول منتجات الألبان مثل، الجبن، الزبادي والتي تحتوي على اللكتوز أو إنزيم اللاكتاز الذي يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ وعسر الهضم.
وثاني الطرق هى اختيار أنواع الفاكهة بعناية مثل، العنب والتوت والحمضيات والتي تحتوى على نسب متساوية ومعتدلة من السكريات مثل، الفركتوز والجلوكوز، الأمر الذي يجعلها أسهل في الهضم على العكس من التفاح والكمثري الذي يحتوى على نسب عالية من السكريات.
وأضاف الباحثون أن أختيار الأنواع المناسبة من الأرز والقمح والخبز والشوفان والبطاطس التي تحتوي على كميات معتدلة من النشويات هى ثالث خطوة للحد من مشاكل عسر الهضم، بالإضافة إلى عدم تناول السكريات الوهمية مثل (مانيتول-سوربيتول-إكسيليتول) والتي غالباً ما توجد في المشروبات الغازية الملونة أو الخاصة بالحمية الغذائية الخالية من السكر، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط".
وتعتبر أهم وأخر وسيلة هى الابتعاد عن البقوليات بأنواعها مثل، الفول والعدس والحمص وفول الصويا والمكسرات والفاصوليا ويحبب تناولها بعد نقعها في المياه لفترات طويلة، إلى جانب الحد من تناول الكرنب بقدر الإمكان.
15 عادة سيئة تسبب سوء الهضم
هناك بعض العادات السيئة التي ينتهجها الأغلبية العظمى من الناس, وهى في اعتقادهم أنها لا يوجد أي ضرر منها, رغم أنها قد تؤثر في صحة الجسم, ومن هذه العادات:
– شرب الشاي بعد الطعام: وذلك لأن الشاي يحتوي على مادة تعمل على منع امتصاص الحديد من قبل الأمعاء, الأمر الذي يؤدي إلى حرمان الجسم منه، وبالتالي يمكن أن يعرض للإصابة بفقر الدم, ويستحسن شرب الشاي خارج أوقات الطعام, أما عن الكمية فتتراوح بين كوبين إلى ثلاثة أكواب في اليوم لا أكثر.
– حياة الخمول والكسل: الحياة الهادئة الساكنة التي لا يتخللها أي نشاط رياضي تعتبر بمثابة دعوة مفتوحة لاستيطان العديد من المشاكل الصحية, وليس بالضرورة أن يمارس الشخص رياضة عنيفة, بل إن الرياضة مهما كانت بسيطة تنعش الجسد وتبعد عنه شبح الأمراض. ولا يوجد أسهل من رياضة المشي.
- استعمال زيت القلي عدة مرات: قلي الزيت لمرات عديدة يساهم في أكسدته، وبالتالي إطلاق مركبات ضارة بالجسم, خصوصاً للشرايين, وهناك أبحاث أشارت إلى دور تلك المركبات في إثارة السرطان, لذا فأن أفضل شيء يمكن فعله هو التخلص من الزيت بعد القلي فيه للمرة الأولى, هناك من يحاول إضافة زيت جديد للزيت القديم وهذا تصرف خاطئ يجب التوقف عنه فورا.
– إضافة الملح إلى اللحم قبل شوائه: الملح يعمل على امتصاص الماء من اللحم وهذا يقود إلى استنزاف المعادن والفيتامينات الموجودة فيه خصوصاً معدن الحديد, فيجب أن يشوي اللحم أولاً ثم بعد ذلك يضاف إليه الملح.
– المبالغة في رش الطعام بالبهارات والفلفل والمواد الحريفة, فهذه ستؤدي إلى إثارة الغشاء المخاطي المبطن للمعدة والأمعاء فيصبح أكثر عرضة للالتهابات والتقرحات التي تترك وراءها اضطرابات عضوية ووظيفية.
– أكل البيض نيئاً, بياض البيض يتألف من البروتينات أو بالأحري من بروتين "الألبومين" الذي يحتوي على أحماض أمينية ضرورية وأساسية للجسم, ولكن المشكلة الرئيسية هى أن بياض البيض مادة صعبة الهضم لا يستفيد منها الجسم كلياً إذا أكلت نيئة بسبب احتواء البياض على مادة مثبطة تقف عقبة أمام امتصاص بعض الأحماض الأمينية, ولكن لحسن الحظ فإن طهي البيض يسمح بالقضاء على المادة المثبطة فيتحول البيض من غذاء صعب الهضم إلى وجبة غذائية سهلة الهضم.
– كثرة إدخال الطعام إلى الثلاجة وإخراجه منها, يفتح الباب أمام الجراثيم الضارة لتستيقظ من غفوتها مستغلة الثغرات في الفروقات الحرارية بين جو الثلاجة والجو الخارجي له, فتتكاثر وتنمو وتطلق سمومها اللاذعة.
– طهي الطعام على حرارة عالية, هذا يسهم في تفكيك الطعام ويعمل علي تخريب الإنزيمات والفيتامينات الموجودة فيه.
- احتواء وجبة الطعام على أغذية تنتمي إلى مجموعة واحدة, فمثلاً الوجبة التي تشمل على الخبز والأرز والبطاطس والمكرونة وغيرها وجبة ناقصة، إن إعداد الوجبة الغذائية وجعلها تحتوي على مجموعة مختلفة من الغذاء أمر ضروري لتأمين احتياجات الجسم بما يلزمه من فيتامينات ومعادن وبروتينات ودهون وسكريات.
- وضع اللحم المجمد في الماء الحار فوراً, هذا من شانه أن يدمر الفيتامينات.
- الإكثار من تناول المخللات قبل الطعام وأثناءه, فالمبالغة في تناول المخللات يشحن الجسم بأضعاف ما يحتاجه من الملح, الملح متهم بأنه يتسبب بعدة أمراض أشهرها ارتفاع الضغط.
– شرب الماء بكثرة خلال الوجبات, فهذا سيمدد من العصارات الهضمية فتصبح أقل مقدرة على هضم الغذاء فينتج عن ذلك التخمر وما ينطلق عنها من غازات تسبب النفخات والإزعاجات.
– الإكثار من المشروبات والمرطبات المحلاة, فمثل هذه المشروبات تحمل معها كميات من السكريات التي تؤدي مع مرور الوقت إلي الإصابة بالبدانة.
- الإكثار من السكريات والحلويات, هناك خطران يترتبان عليهما هما تسوس الأسنان والبدانة.
– شرب القهوة بكثرة ومزج الحليب بالقهوة, والإفراط في شرب القهوة فينتج عنه اضطرابات شتي كالعصبية والأرق, إضافة إلى الاضطرابات الهضمية, وبالنسبة إلى خلط الحليب مع القهوة فينصح بالابتعاد عنه, لأن الكافيين سيتحد مع مادة "الكازائين" الموجودة في الحليب مشكلاً مزيجاً يصعب هضمه وعبوره عبر المعدة والأمعاء.
الهضم الجيد يجنبك عسر الهضم
أكد الأطباء أن الهضم الجيد أساس الاستفادة من الطعام، وتجنب عسر الهضم الذي يعني قلة امتصاص الغذاء بالمعدة، بالإضافة إلى ظهور أمراض سوء التغذية كالانيميا ونقص الفيتامينات والمعادن الذي يؤدي بدوره إلى نقص المناعة.
وينصح الأطباء بتناول خمس وجبات يومياً لتجنب عسر الهضم ومضغ الطعام جيداً والحرص علي تناول الألياف الموجودة في قشور الحبوب والفواكه والخضروات والبقول والزبادي أو اللبن الرايب، وتناول الفاكهة قبل الوجبات بساعة علي الأقل وليس بعدها.
الجلوس مفيد أثناء تناول الطعام
أكد الأطباء أن الشرب وتناول الطعام جالساً أصح و أسلم، حيث أن شرب الماء واقفاً يؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة ويصدمها صدماً، وتكرار هذه العملية يؤدي مع طول الزمن إلى استرخاء المعدة و هبوطها، فيؤدي في النهاية إلى عسر الهضم.
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوقوف أثناء تناول الطعام والشراب، وقال في حديث صحيح:" لا يشربن أحدكم قائماً فمن نسي فليستقي " رواه مسلم .
وأشار الأطباء إلى أن الإنسان في حالة الوقوف يكون متوتراً و يكون جهاز التوازن في مراكزه العصبية في حالة فعالة شديدة حتى يتمكن من السيطرة على جميع عضلات الجسم لتقوم بعملية التوازن و الوقوف منتصباً، وهي عملية دقيقة يشترك فيها الجهاز العصبي العضلي في آن واحد مما يجعل الإنسان غير قادر للحصول على الطمأنينة العضوية التي تعتبر من أهم الشروط الموجودة عند الطعام و الشراب.
وأكد الأطباء أن الطعام والشراب قد يؤدي تناوله في حالة الوقوف إلى إحداث انعكاسات عصبية شديدة تقوم بها نهايات العصب المبهم المنتشرة في بطانة المعدة، وإن هذه الإنعكاسات إذا حصلت بشكل شديد و مفاجىء فقد تؤدي إلى انطلاق شرارة النهي العصبي الخطيرة " Vagal Inhibation " لتوجيه ضربتها القاضية للقلب، فيتوقف محدثاً الإغماء أو الموت المفاجىء.
كما أن حالة عملية التوازن أثناء الوقوف ترافقها تشنجات عضلية في المريء تعيق مرور الطعام بسهولة إلى المعدة و محدثة في بعض الأحيان آلاماً شديدة تضطرب معها وظيفة الجهاز الهضمي وتفقد صاحبها البهجة عند تناوله الطعام و شرابه.
يذكر أن الاستمرار على عادة الأكل و الشرب واقفاً تعتبر خطيرة على سلامة جدران المعدة وإمكانية حدوث تقرحات فيها، حيث يلاحظ الأطباء أن قرحات المعدة تكثر في المناطق التي تكون عرضة لصدمات اللقم الطعامية وجرعات الأشربة بنسبة تبلغ 95% من حالات الإصابة بالقرحة.
مراقبة طعامك تجنبك الغازات
نصحت دراسة حديثة الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات والتقلصات المعوية والتي قد تترافق عادةً مع وجود الغازات داخل الجسم مراقبة مأكولاتهم بعناية من أجل تحديد الأطعمة التي تتسبب بها.
وأشار باحثون في "مايو كلينك" في روشستر، إلى أن الغازات تسبب الإحراج للكثيرين وهى بطبيعة الحال غير "مستحبة" بسبب رائحتها الكريهة، ودعوا الذين يعانون منها إلى الامتناع مؤقتاً عن تناول بعض المأكولات لمعرفة إن كانت هي السبب وراءها.
ومن المأكولات التي نصح هؤلاء بتجنبها تلك التي يدخل الحليب في صنعها وتحتوى على نسبة عالية من السكر، وكذلك البصل والفجل والملفوف والكرفس والجزر والبروكلى والبقوليات والفاصولياء والخوخ الجاف والعنب والتفاح والمشمش والعصائر التي تصنع منها والتي تحتوى على السكر المستخرج من الفاكهة لأنه معروف عنها تسببها للغازات.
وطلب الباحثون بالتقليل التدريجي للمأكولات التي تحتوى على نسبة عالية من الألياف بسبب ارتباطها بالغازات، وكذلك المشروبات الفوارة والمأكولات المدهنة تجنب المأكولات السكرية التي تسبب الإسهال