امتحان شهادة بكالوريا تجريبي في اللّغة العربيّة وآدابها عن المقدّمة لابن خلدون
النّص :
«اعلم أنّ تلقين العلوم للمتعلّمين إنّما يكون مفيدا إذا كان على التّدرّج شيئا فشيئا وقليلا قليلا، يلقى عليه أوّلا مسائل من كلّ باب من الفنّ هي أصول ذلك الباب ويقرّب له في شرحها على سبيل الإجمال ويراعى في ذلك قوّة عقله واستعداده لقبول ما( يورد عليه) حتّى ينتهي إلى آخر الفنّ ، وعند ذلك يحصل له ملكة في ذلك العلم إلاّ أنّها جزئيّة وضعيفة وغايتها أنّها( هيّأته) لفهم الفنّ وتحصيل مسائله ثمّ يرجع به إلى الفنّ ثانية فيرفعه في التّلقين عن تلك الرّتبة إلى أعلى منها ، ويستوفي الشّرح والبيان ويخرج عن الإجمال ويذكر له ما هناك من الخلاف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخر الفنّ فتجود ملكته، ثمّ يرجع به وقد شدا فلا يترك عويصا ولا منغلقا إلاّ وضّحه وفتح له مقفله فيخلص من الفنّ وقد استولى على ملكته.
هذا وجه التّعليم المفيد، وهو كما رأيت إنّما يحصل في ثلاث تكرارات وقد يحصل للبعض في أقلّ من ذلك بحسب ما يخلق له ويتيسّر عليه.
وقد شاهدنا كثيرا من المعلّمين لهذا العهد الّذي أدركنا يجهلون طرق التّعليم وإفادته ويحضرون للمتعلّم في أوّل تعليمه المسائل المقفلة من العلم، ويطالبونه بإحضار ذهنه في حلّها ويحسبون ذلك مرانا على التّعليم وصوابا فيه ويكلّفونه رعي ذلك وتحصيله فيخلطون عليه بما يلقون له من غايات الفنون في مبادئها وقبل أن يستعدّ لفهمها.»
عن المقدّمة لابن خلدون
الأسئلة:
أ- البناء الفكريّ12 نقاط)
1. ما أسس الطريقة المثلى للتّعليم حسب الكاتب؟
2. ما عيب الطّريقة السّائدة في عصره؟ وما نتيجة ذلك؟
3. هل ترى أنّ طريقة الكاتب في التّعليم مسايرة للتّعليم الحديث؟ وضّح ذلك.
4. لخص مضمون النّصّ محترما التقنية.
5. حدّد الحقل الدّلالي المستعمل في النّصّ مع التّمثيل.
6. ما نمط النّصّ؟ علّل.
ب- البناء اللّغويّ08 نقاط)
1. وردت عدّة حروف للرّبط اذكرها، ثمّ بيّن وظيفتها في بناء النّصّ.
2. أعرب ما تحته خط إعراب مفردات وما بين قوسين إعراب جمل.
3. استخرج حرفي جرّ وبيّن معناهما.
4. ما نوع الأسلوب في بداية النّصّ؟ وما دلالة لفظة " اعلم" ؟
5. أسلوب النّصّ علميّ متأدّب. بيّن خصائصه مع التمثيل.
……………………. …
التصحيح النموذجي :
الطّريقة الصّحيحة الّتي يدعو إليها ابن خلدون هي الّتي تعتمد على التّدرّج ويُراعى فيها مستوى المتعلّمين.
أسسها: التّدرّج ـ الإجمال ثمّ التّفصيل ـ مراعاة استعداد المتعلّمين ومستواهم.
عيب الطّريقة السّائدة في عصر الكاتب هو إحضار المسائل المقفلة والصّعبة في بداية التّعلّم.
نتيجة ذلك: عدم الفهم والخلط بين المفاهيم، وبالتّالي العزوف عن التّعلّم.
تبدو طريقة الكاتب مسايرة للتّعليم الحديث في كثير من جوانبها، مثل: التّدرّج في التّعليم، مراعاة مستويات المتعلّمين، حلّ العويص في وقته…
التلخيص يراعى فيه سلامة الفهم وجمال أسلوب التلميذ واحترام التقنية.
الحقل الدلاليّ المستعمل في النّصّ: ( التّعليم) تلقين، المتعلّمين، الشّرح، تحصيل، التّعليم، مسائل….
نمط النّصّ تفسيريّ. إذ إنّ الكاتب يشرح أسس الطّريقة التّعليميّة الصّحيحة النّاجحة ويبرهن على نجاعتها كما يعلّل فشل الطّريقة السّائدة في عصره.
حروف الرّبط الواردة في النّصّ كثيرة منها: حروف العطف (الواو، ثمّ ) وحروف الجرّ ( من – على – في – حتّى – عن ) إضافة إلى حروف أخرى مثل: ( قد – إنّما) وقد ساهمت في اتّساق النّصّ وانسجامه.
الإعراب:
إذا: ظرف لما يستقبل من الزّمان يتضمّن معنى الشّرط، خافض لشرطه متعلّق بجوابه مبني على السّكون في محلّ نصب مفعول فيه وهو مضاف.
( يورد عليه) صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. ( هيّأته) خبر إنّ.
3 ـ يستخرج حرفي جر ….ويذكر معنييهما.
4ـ الأسلوب إنشائي هو الأمر في قوله "اعلم…"، التي تفيد معنى التلقين.
5 ـ اعتمد الكاتب في نصّه على النثر العلميّ المتأدّب.
ومن خصائصه: الأسلوب السّهل المباشر الخالي من البيان، توظيف المصطلحات والألفاظ الدّقيقة، مثل: تلقين، مسائل، التّدريج… طغيان الجانب الموضوعيّ على الذّاتيّ.غلبة الطابع الموضوعيّ وانعدام الذاتية والعاطفة…
شكرا لك اخي وجزاك الله خير