تخطى إلى المحتوى

الى من يتهم المعلمين بالغش؟ 2024.

كثر الحديث مؤخرا عن ظاهرة الغش في الامتحانات(وبعض مظاهر فشل المنظومة التعليمية) وتحميل المدرّس/ة المسؤولية
المباشرة في ذلك. ما يعاب على مثل هذاالطرح( والرسمي أحيانا) هو السقوط في التبسيطية والاختزالية و التعميم غير الموضوعي،
لأن المدرسة الجزائرية مازال فيها بعض الشرفاء والغيورين على حاضر ومستقبل الوطن.

الجيريا

جل الذين يقاربون ظاهرة الغش وتحميل المدرسين والمديرين بالدرجة الأولى المسؤولية لم يتساءل حول الأسباب الموضوعية والعميقة لتفشي هذه الظاهرة:لماذا يغش متعلمونا؟ ولماذا يساعد أو يغض الطرف بعض الأساتذة والمديرين المتعلمين على الغش في الامتحانات؟
من خلال بعض الملاحظات،يمكنني أن أذكر بعض الأسباب ذات الطبيعة الخاصة أوالعامة:
–  ثقافة الفساد:
الكل يقر بأن الفساد بكل أنواعه(الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية والقيمية والتربوية…) أصبح يستشري بشكل عادي في معظم مؤسساتنا ومنظوماتنا الخدماتية والمجتمعية بصفة عامة…دون تكريس ثقافة المحاسبة والعقاب ، والكفاءة والمساواة وتكافؤ الفرص،و ترسيخ القيم الأخلاقية والمواطنة المسؤولة والمحبة لوطنها ومواطنيها…المدرس (ة) والمتعلم كائنات إنسانية تتفاعل سلبا أو إيجابا مع خصوصيات وسطها وتنشأ وتربىحسب طبيعة العلاقات وقيم الثقافة المجتمعية السائدة؛ بعض المدرسين والمتعلمين يعيدون فقط إنتاج ثقافة الفساد السائدة داخل المدرسة بأشكال أخرى ليس إلا.
-  الخوف من العقاب:
خوف بعض المدرسين والمديرين من العقاب الإداري في حالة النتائج الهزيلة،دون أن تكون لهم الشجاعة(إن كانوا طبعا مجدين ومخلصين في عملهم) للدفاع عن النتائج كما هي في الواقع،ذلك لأن الفشل المدرسي لا يتحمله المدرس وحده(كما يريد بعض الأميين أوالديماغوجيين أن يوهموننا)،أي مبتدئ في التربية والتعليم وعلوم التربية يعرف أن الفعالية والمردودية التعليمية تتحكم فيها عدة متغيرات(نفسية،اجتماعية،،بيداغوجية،تدبيرية،سياسية،ا جتماعية،اقتصادية،ثقافية، مهنية،مادية وتجهزية…).
الإشكالية الكبيرة هي أننا كمؤطرين تربويين (البعض فقط) نساهم في حجب شمس الأزمة الهيكلية للتعليم بغربال الغش ونفخ النتائج و”التسلاك”…دون أن تكون لنا الجرأة على طرح الاختلالات والأزمات كما هي والنضال من أ جل تجاوزها وتحميل الدولة وكل الفاعلين والمسؤولين المعنيين مسؤولياتهم في تأزيم واقع المدرسة العمومية والمجتمع عامة. ،لأن الفشل المدرسي له أسباب مركبة. المدرس(المتهاون طبعا) يتحمل فقط قسطا من المسؤولية داخل المنظومة التعلييمة، وهو نفسه غالبا ضحية الاختلالات والأزمات المهنية والمجتمعية السائدة.

–  نفس هاجس خوف المدرسين والمدريرين ينتقل عبر السلم الإداري تصاعديا؛معظم المسؤولين الإقليمين والجهويين والمركزيين ينخرطون في أغنية”عامنا زين” لتبرير الكفاءة والمردودية الجيدة لمؤسساتهم،وهناك من ينفخ إحصائيا في “أغنيته” لغايات معينة محلية أو خارجية…(لا ينبغي أن ننسى أن الإصلاحات التي يتغنى بها مسؤولونا لم تنبع من قناعاتهم الداخلية بقدر ما فرضت عليهم من الخارج سواء بسبب الإتفاقات المبرمة مع الصندوق النقد الدولي أو بسبب الضغوط التي تفرضها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة المريكية خاصة بعد 11 سبتمبر لتحديث المنظومات التربوية والمعرفية للدول المصدرة للإرهاب كما تزعم)هذا ما يقوله منطق الأمور،مادام لا احد يتجرأ  لمواجهة الواقع البشع بالعمل الجدي والإصلاحات الحقيقية والمواطنة، تحميل المسؤولية فقط “للحائط القصير” المدرس والمدير.وهذا توجه عام لا نلاحظه فقط رسميا بل حتى إعلاميا!

يتبع…

انهيار قيمة العلم والشهادة العلمية

وهو أحد أهم اسباب الغش في الإمتحانات في اعتقادي لانه أصبح عنصرا من مكونات شخصية الفرد .
حيث أصبح العلم آخر شيء يفكر فيه الفرد في مجتمعنا ,ان لم أقل مما يستحيل التفكير فيه و الأمثال الشعبية السائدة تدل على ذلك بوضوح
"اللي قرا , قرا بكري" " ولي قرا و ,واش داروا" " تفلسف الحمار فمات جوعا"..و الأسباب التي أدت الى هذا الوضع عديدة ويحتاج الكلام عنها الى فصل منفرد أنظر على هذا الرابط مثلا https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=331004 لكن أهمها في اعتقادي العامل الإقتصادي.. فالفقير يفضّل الخبز على الكتاب بطبيعة الحال .
باختصار لقد أصبح العلم في ثقافتنا السائدةشيئا لا يستحق تحصيله العناءفمن الغباء أن نبذل جهدا ونضيع وقتا في تحصيل أمر لا يعيره المجتمع أي اهتمام لان المشكلة كما يراها ويعيشها الفرد في هذه الحالة هي مشكلة بقاء وليست مشكلة تطوير البقاء …لكن هل للبقاء أوالوجود الإنساني نفسه معنى بذون تطور..؟ طبعا الجواب بلا أو نعم غير كافي لان الواقع هو الذي يقول كلمته في النهاية.

وما ينطبق على العلم ينطبق على الشهادة العلمية,فما معنى أن يجتهد الفرد لتحصيل الشهادات العلمية (التي لم تعد تعبر عن المستوى العلمي الحقيقي لصاحبها في زمن اصبح فيه الأستاذ الجامعي يتكلم باللغة الدارجة..)ليجد نفسه في النهاية بطّالا وان حالفه الحظ ووجد عملا فان راتبه لا يكفي لتلبية حاجيات وضروريات الحياة المتزايدة.وهو مايفسر ظاهرة الحرقة عند أصحاب الشهادات العليا أنظر هذا المقال :https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=209928

بقيت بعض الأسباب أجملها في مايلي:

تعدد المواد الدراسية وكثرتها مما يستحيل معه إعطاء الوقت والأهمية لكل مادة على حدة.

1- طبيعة المقررات الدراسية التي تركز على الكم عوض الكيف،والسرد بدل الفهم.

2- طول البرامج وكثرة الدروس مما لا يتيح إمكانية شرحها بالشكل المرجو.

3- عدم إتاحة الفرصة للتلاميذ قصد الاستعداد بما فيه الكفاية للامتحان.

4- الدعاية لجدوى وفائدة الغش والترويج للشعار الذي أصبح سائدا ومتداولا بين التلاميذ" من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه"

5- الإحباط الذي قد يصاب به بعض التلاميذ المجدين عندما يحصلون على معدلات تقل عن زملاء لهم ضعيفي المستوى.

6- غياب هامش التدخل لدى الأستاذ والذي يفاجأ بدوره بالمفارقة السابقة ولا يملك حولا ولا قوة للتصرف وإعادة الأمور إلى نصابها.

كل هذا ليس عذرا من رأى منكم منكرا فليغيره ………………….

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fat-21 الجيريا
كل هذا ليس عذرا من رأى منكم منكرا فليغيره ………………….

صدقت يا اخي بارك الله فيك
الجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

الخيرون كثير وظاهرة الغش موجودة وترتيباتها معلومة والكثير شارك فيها تلاميذ واولياء ومدرسين وحراس ورؤساء مراكز الانكار او التهرب من المسؤولية لا يحل المشكلة التي تطورت فاصبحت ظاهرة انا اعرف من كان رئيس لمركز اجراء وابنه ممتحن به لكنه لم يسمح بتمرير الاجابة اليه وحرمه من البكالوريا رغم انه اجتاز هذا الامتحان المصيري للعام الثاني

لكل زمان ومكان اناس شرفاء مثقالهم الذهب والمعلم جزء لا يتجزء من هذا العالم فيه الطيب …
و هي المهنة الوحيدة التي التي لم تطالها ايادي الفساد مما نسمع عليه من رشاوي و سرقات ونهب

أين تحمل الأمانة و المسؤولية . إذا لم تكن أهلا لها فدعها و لا تساعد على ذلك

صامدون صامدون صامدون صامدون

انهيار قيمة العلم والشهادة العلمية

وهو أحد أهم اسباب الغش في الإمتحانات في اعتقادي لانه أصبح عنصرا من مكونات شخصية الفرد .
حيث أصبح العلم آخر شيء يفكر فيه الفرد في مجتمعنا ,ان لم أقل مما يستحيل التفكير فيه و الأمثال الشعبية السائدة تدل على ذلك بوضوح
"اللي قرا , قرا بكري" " ولي قرا و ,واش داروا" " تفلسف الحمار فمات جوعا"..و الأسباب التي أدت الى هذا الوضع عديدة ويحتاج الكلام عنها الى فصل منفرد أنظر على هذا الرابط مثلا https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=331004 لكن أهمها في اعتقادي العامل الإقتصادي.. فالفقير يفضّل الخبز على الكتاب بطبيعة الحال .
باختصار لقد أصبح العلم في ثقافتنا السائدةشيئا لا يستحق تحصيله العناءفمن الغباء أن نبذل جهدا ونضيع وقتا في تحصيل أمر لا يعيره المجتمع أي اهتمام لان المشكلة كما يراها ويعيشها الفرد في هذه الحالة هي مشكلة بقاء وليست مشكلة تطوير البقاء …لكن هل للبقاء أوالوجود الإنساني نفسه معنى بذون تطور..؟ طبعا الجواب بلا أو نعم غير كافي لان الواقع هو الذي يقول كلمته في النهاية.

وما ينطبق على العلم ينطبق على الشهادة العلمية,فما معنى أن يجتهد الفرد لتحصيل الشهادات العلمية (التي لم تعد تعبر عن المستوى العلمي الحقيقي لصاحبها في زمن اصبح فيه الأستاذ الجامعي يتكلم باللغة الدارجة..)ليجد نفسه في النهاية بطّالا وان حالفه الحظ ووجد عملا فان راتبه لا يكفي لتلبية حاجيات وضروريات الحياة المتزايدة.وهو مايفسر ظاهرة الحرقة عند أصحاب الشهادات العليا أنظر هذا المقال :https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=209928

بقيت بعض الأسباب أجملها في مايلي:

تعدد المواد الدراسية وكثرتها مما يستحيل معه إعطاء الوقت والأهمية لكل مادة على حدة.

1- طبيعة المقررات الدراسية التي تركز على الكم عوض الكيف،والسرد بدل الفهم.

2- طول البرامج وكثرة الدروس مما لا يتيح إمكانية شرحها بالشكل المرجو.

3- عدم إتاحة الفرصة للتلاميذ قصد الاستعداد بما فيه الكفاية للامتحان.

4- الدعاية لجدوى وفائدة الغش والترويج للشعار الذي أصبح سائدا ومتداولا بين التلاميذ" من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه"

5- الإحباط الذي قد يصاب به بعض التلاميذ المجدين عندما يحصلون على معدلات تقل عن زملاء لهم ضعيفي المستوى.

6- غياب هامش التدخل لدى الأستاذ والذي يفاجأ بدوره بالمفارقة السابقة ولا يملك حولا ولا قوة للتصرف وإعادة الأمور إلى نصابها.

أعتقد أن كل واحد منا يتحمل مسؤوليته حسب منصبه و لا يتوانى أبدًا في محاربة الظواهر السلبية، و ليجعل عمله هذا خالصا لوجه الله تعالى.
قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ "" كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته….. ""

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.