اولا كيف حالك يا استاذ…………..اود ان استفسرك حول مقولة لفريدريك نيتشة فحواها (السيد سيد و العبد عبد) هل هي مقولة له ام في معنى كلامه …….وشكرا
لا اظنها لنيتشه… بل المقولة هي للجراح الفرنسي "ألكسيس كاريل" الذي اصر على ان العدالة الاجتماعية تتحقق في ظل الفوارق الفردية …فليس كل تفاوت ظلم . حيث يرى أن النظام الطبيعي مبني على فكرة الطبقات البيولوجية وهي ضرورية لخلق توازن غذائي وتوازن بيئي والنظام الاجتماعي العادل هو الذي يحترم التفاوت قال في كتابه الإنسان ذلك المجهول…في الأصل ولد الرقيق رقيقا والسادة سادة حقا واليوم يجب ألا يبقى الضعفاء في مراكز الثروة والقوة . . . لا مفر من أن تصبح الطبقات الاجتماعية مرادفة للطبقات البيولوجية….طبعا هذا ما كان يؤكده ارسطو قديما… في ان استرقاق البعض من البعض هو ضرورة طبيعية
—————————–
اما اذا ما اردت شرحا مختصرا لمو قف نيتشه حول المصطلحين…السيد و العبد فلقد أطلق نيتشه مقولته الشهيرة: «كي تجني من الوجود أسمى ما فيه، عِشْ في خطر». والقادر على العيش في خطر في رأي نيتشه هو الإنسان السيد القوي، أي الإنسان الأعلى الذي يجاهد كل ما هو موجود أمامه مجاهدة دائمة بهدف الانتصار وتحقيق المجد، ولذلك على الإنسان السيد ألا يخضع للحياة، بل عليه أن يواجهها وأن يبحث عن المخاطر فيها. فالرجل الشجاع عاشق للخطر ويعمل وفق المبدأ القائل: «ما لا يقتلني يزدني قوة». وهنا يذكرني بعبد الرحمن بدوي و هو يشرح موقف نيتشه في هذا المنحى فيقول: «العبد يريد أن يحيا حياة المحافظة على البقاء، أما السيد فيفضل المشكلات والهائل من الأشياء. الواحد منهما لا يريد أن يخاطر بشيء، بينما الآخر يريد المخاطرة بكل شيء».
صفوة الكلام، نلاحظ أن نيتشه يحدد قيمة الإنسان بناء على قدرته في أن يخاطر من أجل قناعاته، لا بل من أجل المخاطرة نفسها، لأن من شأنها أن تُعلي من قيمة المرء، في حد ذاتها. وفي هذا الأفق يأتي احتقار نيتشه للضعف والتسامح والشفقة وجميع العواطف التي تجعل الإنسان بعيداً عن الخطر…انظر درس الاخلاق…… وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الفيلسوف الألماني هيجل كان قد بيّن قبل نيتشه في معرض كلامه على ديالكتيك السيد والعبد أن السيد يعيش سيداً لسبب وحيد وهو أنه قادر في أي لحظة على أن يخاطر بحياته من أجل سيادته. أما العبد فهو يعيش عبداً لأنه لا يملك القدرة على التضحية بحياته، فيسلم نفسه من جراء ذلك لأصفاد الحياة.…ربما تطرقتم في درس الشغل الى جدلية السيد و العبد لهيجل…حيث الانسان سيد بشغله ..واذا ما كف عنه تحول الى عبد….
تحياتي.
مشكور يا استاذ………………….جزاك الله كل الخير و دمت ذخرا للوطن
العفو….موفقة باذن الله