تخطى إلى المحتوى

الى الاخ العامري 2024.

  • بواسطة

ارجوك اريد نص للمطالعة الموجهة السنة 5 ابندائ /الوحدة الموسيقى/الجيريا

الموسيقــــــى

من قال أنّ أجدادنا يجهلون سرّ الموسيقى وتأثيرها على النفس !؟. فقد كانت أمّهاتنا يُهدئننا بأصوات رتيبة وأنغام شجية تبعث على النعاس وتُشعرنا بالعطف والسّكينة، وكانت هذه الأصوات تتغير حسب الموقف فقد تُخفض الأم الصوت إذا لاحظت تثاقل جُفون الطفل وغلبة النعاس عليه، وترفعه كلّما اشتد بكاؤه وعلا صياحه تُشعره بوجودها إلى جانبه وحرصها على راحته.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل كان أجدادنا قديما يستعملون الموسيقى للتأثير والتعامل مع بعض الحيوانات في صورة صفير أو مقاطع صوتية معينة.
وقد تطورت الموسيقى بتطور العلوم الأخرى فتغيّرت آلاتها وتعدّدت ألوانها وطبوعها، وتجاوزت الاستعمالات الضيّقة القديمة كوسيلة طرب وتسلية واستماع، فصارت فنّا له لغته ورموزه وروّاده ومُحبوه خلّد أسماء شخصيات كثيرة أمثال زرياب، الفاربي، بتهوفن، موزارت، عبد الوهاب، أم كلثوم وغيرهم، كما أنها دخلت مجال التعبير عن الذات والعلاج .
واحتلت بذلك موقعا فعالا ومؤثرًا، لدرجة أن بعض الدّول أُنشئت فيها جمعيات متخصصة، مثل الجمعية الوطنية للعلاج بالموسيقى التي تأسست سنة 1950 في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوطن العربي بدأت تجربة لإدخال المعالجة بالموسيقى في المعهد الوطني لحماية الطفولة بتونس.
الموسيقى تشفي العديد من الأمراض النفسية، حيث يستعمل الإيقاع كطريقة علاجية ناجحة في كثير من ميادين علم النفس كتربية الانتباه والإدراك وتقوية الذاكرة، كما يستعمل النغم لعلاج اضطرابات الكلام، وأثناء جلسات الاسترخاء لعلاج القلق والتوتر وتهدئة المجانين وذوي النفوس المضطربة، علاوة على هذا فهي تساعد على إجراء بعض العمليات الجراحية بدلا من استعمال المخدر خاصة في طب الأسنان، كما توصل الطبيب النمساوي " برامز " إلى طريقة حديثة لإنقاص الوزن باستعمال الموسيقى الكلاسيكية لمدة ثلاث ساعات يوميا، وكانت النتيجة إيجابية إلى حد كبير.
وعلماء عصرنا يؤكدون ما قاله الأقدمون عن تأثر الإنسان والحيوان، وحتى بعض النباتات بالموسيقى، فالتجارب التي أجريت في بعض البلدان الأوروبية أثبتت بأن الأبقار إذا ما استمعت إلى أنماط معينة من الموسيقى أثناء حلبها فإنها تدر الحليب بنسبة أكبر، وتصير هادئة الطبع، وإن أنواعا من النباتات إذا ما نقلت إلى مكان يشتد فيه الصخب والضجيج فإن نموها يتوقف وربما تذبل وتموت.
وتجاوزت الموسيقى هذا كلّه، حين أصبحت وسيلة تعبئة وإعداد للقتال كما هو الشأن في القوات المسلحة ،حيث تستعمل الموسيقى الصاخبة لإثارة حماس الجنود، وأنغام أخرى رتيبة شجية هادئة تُبث إلى قوات العدو فتشعر جنود العدو بالهدوء والحاجة إلى الراحة والرغبة في الحياة، وهذا من شأنه أن يضعف القدرة القتالية للعدو فيُمسوا طعما سهلا للقوات العادية.
وأخيرا لا يجب أن ننسى أن الموسيقى عنصر أساسي في الأعمال السنمائية والمسرحية للتعبير عن المواقف المختلفة، فقد توحي بالفرح أو الحزن أو القلق أو الخوف، وقد تكون وحدها كافية للتعبير عن مشهد كامل فتوّفر عن الفنّان الكلمة والحركة، هذا بالإضافة إلى استعمالها في مجال الأوبيرا والملاحم حيث تعبّر الموسيقى عما قد يعجز عنه الكلام والشعر .
هي إذا فنّ وتعبير وعلاج وسلاح، يستعملها الإنسان حسب حاجته، وتوجد حوله في الطبيعة في كل مكان فليس منا مَنْ لم تُطربه زقزقة الطيور أو خرير المياه أو دقات قطرات المطر المتراقصة على أسطح المنازل .

عن الأنترنيت بتصرف

اشكر جزيل الشكر وربي يعطيك ما تتمنى

اللهم آمييييييييييييين ، جزاك الله خيرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.