التوجيه الإجباري مصير أغلب الطلبة
أكد المكلف بالتنسيق ومتابعة التسجيلات الجامعية على مستوى جامعة بوزريعة، يوسف حمري، الخطوة الخطيرة والجديدة التي اتخذتها وزارة التعليم العالي والتي ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من الدخول الجامعي المقبل والمتمثلة في إلغاء شعبة الترجمة دون علم الطلبة الجدد، الذين دونوا هذه الشعبة ضمن اختياراتهم الأولى في لائحة الرغبات العشر دون سبب يذكر أو سابق إنذار، وهو ما استغرب له الطلبة الذين جمعنا معهم حديث بجامعة بوزريعة، فالطالبة آمال التي اختارت لغة انجليزية أكدت لنا أن هناك العديد من زميلاتها وزملائها أدرجوا شعبة الترجمة ضمن اختياراتهم الأولى والآن ينتظرون رد لجنة التوجيه مضيفة أنا شخصيا تنقلت رفقة العديد من الزملاء إلى الجامعة المركزية بالعاصمة التي توفر شعبة الترجمة ولم نسمع بهذا الأمر ، ولعل مثل هذه الإجراءات التي تقدم عليها الوزارة الوصية دون علم الطلبة ستؤثر سلبا على تطلعات الطلبة الجدد ومن شأنها أن تحدث ردة فعل قوية من قبل الطلبة الراغبين في الالتحاق بهذا التخصص. من جهته اكتفى يوسف حمري بالقول إن هذا الإجراء جاء من الوصاية جاهلا أسباب هذا الإلغاء، مشيرا أن الأقسام الثانية، الثالثة والرابعة شعبة ترجمة ستواصل بصفة عادية مسيرتها الجامعية إلى غاية نهاية التدرج.
اعترف حمري، أمس، أن مشكل الاكتظاظ خلال السنة الجامعية المقبلة 2024 / 2024 لا مفر منه، خاصة إذا عدنا إلى نسبة النجاح التي حققت في شهادة البكالوريا هذه السنة والتي بلغت 6١.23 بالمائة وقارناها بعدد المقاعد البيداغوجية التي تتوفر عليها الجامعة، وهو العجز الذي لم يذكر نسبته كون أن عملية التوجيه النهائي للطلبة الجدد لم تتضح بعد وهذا إلى غاية نهاية الشهر الجاري، مؤكدا أن عملية التسجيلات الأولية التي انطلقت يوم 12 جويلية الجاري إلى غاية 17 من نفس الشهر جرت في ظروف جيدة سخرت لها إمكانيات بشرية كفؤة، فعلى مستوى جامعة بوزريعة، يضيف يوسف حمري، تم تجنيد 10 إطارات إلى جانب أساتذة مختصين في نظام أل أم دي، الذي سيعمم خلال السنة الجامعية المقبلة، يعملون على إلقاء محاضرات وتقديم شروح والإجابة على انشغالات الطلبة الجدد الى جانب تخصيص قاعة للانترنت مزودة بـ20 جهاز إعلام آلي يشرف عليها مهندس إعلام و4 تقنيين سامين كمرحلة أولية، في حين انطلقت، ظهر يوم أمس، عملية التأكيد وحتى إمكانية تغيير الاختيار الذي وضعه الطالب ضمن اختياراته العشرة وهي العملية التي ستدوم إلى غاية 22 من الشهر الجاري بعد انقضاء عملية التسجيل الأولى للطلبة الجدد والتي تمت عن طريق الانترنت واستمرت أسبوعا كاملا وهي العملية التي عرفت صعوبات في اختيار التخصصات المرغوب فيها والتي تتم حسب المعدل المتحصل علية خلال شهادة البكالوريا في هذا الصدد أشار ذات المتحدث أن عملية التسجيل عبر الانترنت خلقت نوعا من الارتباك لدى الطلبة بعدما كانت سابقا وفق نظام كلاسيكي يتم فيه ملء بطاقة الرغبات يدويا ويتم ايداعها على مستوى المراكز المتخصصة قصد دراستها لكن هذا الانتقال لا يعني التدخل في اختيارات الطالب أو توجيهه الى تخصصات لا تدخل ضمن أولوياته وعملية التوجيه ستكون وفق المعدل والشعب المتاحة . وعن عدد الطلبة الذين تقدموا إلى التخصصات التي وفرتها جامعة بوزيعة على مستوى كلياتها الثلاث وهي كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، كلية الآداب واللغات إلى جانب معهد الآثار -يضيف حمري- أنهم في حدود 6 آلاف طالــــــــب جديد استنادا إلى أرقام المكاتب المفتوحــــــة على مستوى الجامعة. وعن تاريخ التوجيه النهائي للطلبة ذكر المكلف بالتنسيق ومتابعة التسجيلات الجامعية على مستوى جامعة بوزيعة أنها ستبدأ من 22 من الشهر الجاري إلى غاية 29 من نفس الشهر في حين عمليات التسجيلات النهائية ستتم على مستوى الجامعات ابتداء من 29 جويلية إلى غاية 6 من شهر أوت الداخل والتي سيتسنى للطالب بموجبها الحصول على بطاقة الطالب وشهادة مدرسية، في حين ستخصص مدة أربعة أيام ابتداء من 29 جويلية إلى غاية 3 من أوت مهلة لتقديم الطعون من الطلبة الجدد وهي العملية التي ستتم دائما عبر شبكة الانترنت وعلى موقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
الميزة الأساسية التي غلبت على الموسم الجامعي المقبل والذي أصبح محل ترويج من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر كافة جامعاتها عبر الوطن هو نظام أل أم دي الذي سيعمم عبر جميع كليات الجمهورية وكافة التخصصات من آداب ولغات، علوم إنسانية وتقنية، باستثناء المدارس العليا وتخصصات علوم الطبيعية والحياة.. نظام يعرف تفاصيله بعض الطلبة ويجهله الجزء الاكبر منهم.. محمد الوافد الجديد الى الجامعة وضع ضمن أولوياته الالتحاق بكلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعدل 10 / 20 وهو الطموح الذي يبقى ضئيلا نسبيا مقارنة مع المعدل المطلوب من قبل الكلية من أجل الالتحاق بهذا التخصص الذي هو في حدود 11.5 / 20 في حال السير على نفس شروط السنوات الماضية، وعن نظام ال أم دي أكد محمد وبكل صراحة أنه يجهل تماما الفرق بين هذا النظام والنظام الكلاسيكي نفس الانطباع لمسناه عند مريم التي وضعت قسم اللغات الأجنبية في أولوية اختياراتها العشرة، مشيرة أن نظام ال أم دي يعتبر بمثابة النقطة المبهمة التي ميزت أولى أيامها داخل محيط الجامعة دون التوصل الى تفسير مقنع حول سلامة هذا النظام من عدمه وان الفكرة التي تملكها على هذا النظام الجديد هو كثافة البرامج في مدة ثلاث سنوات عكس ما كان يطبق في النظام الكلاسيكي الذي يمتد أربعة سنوات.
وفي ذات السياق عبر العديد من الطلبة عن تخوفهم الشديد من إمكانية التوجيه الإجباري نحو تخصصات غير مرغوب فيها وفق معايير حددتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وفق معيارين أساسيين هما المعدل المتحصل عليه فمثلا الالتحاق بكلية الإعلام أو المدارس الوطنية يتطلب معدلا يزيد عن 12.5 و13.5 / 20 على التوالي وهو نفس الأمر بالنسبة للشعب التقنية وهي المعايير التي لا تتوفر عند الكثير من الطلبة ما سيخلق دون شك حالة من الفوضى والاستياء عقب الإعلان عن التوجيهات النهائية، حيث علق في هذا الصدد أحد الطلبة الجدد ما الفائدة من توجيهي الى تخصص لا أرغب فيه؟ مطالبا بالشفافية في التوجيه واخذ رغبات الطلبة على محمل الجد.