1. مقدمـة
1.1. السياق :
إن إصلاح النظام التربوي هو بمثابة مسار نسقي، متواصل و ديناميكي، في هذا السياق يندرج ملف الوتيرة الدراسية.
لذلك وبالنظر إلى أهمية المكتسبات، فإن المدرسة الجزائرية مطالبة بأن تستجيب للمتطلبات الجديدة، لترتقي بأدائها إلى مستوى المقاييس الدولية. و من بين هذه المتطلبات، تلك المتعلقة بمسألة الوتيرة الدراسية، التي تفرض نفسها من خلال حداثة تناولها في العديد من النظم التربوية في العالم من جهة، والارتباط الوثيق القائم بين تنظيم الزمن الدراسي و نوعية التعلمات من جهة أخرى.
تتميز إشكالية الوتيرة الدراسية بالتعقيد إلى درجة شكلت محور استقطاب الرأي العام، فهي تأتي في نقطة التقاطع بين علم النفس التربوي و البيداغوجية المدرسية، إذ كيف يمكن للجهاز التنظيمي للمؤسسة المدرسية أن يستجيب لمتطلبات تربية ذات فعالية تشجع ازدهار التلاميذ.
ومما لا جدال فيه أن المدة الفعلية للسنة الدراسية في نظامنا التربوي أقل بقليل مما هو معمول به في دول العالم، حيث أنها تعرف تقلصا من سنة لأخرى تحت تأثير مواعيد نهاية السنة الدراسية، وهو ما يتسبب في إحداث اختلال في المدة المخصصة للتعلمات.
وفضلا عن ذلك فإن إعادة تنظيم العطلة الأسبوعية شكل عبء إضافيا نوعا ما على مستوى الأسبوع و اليوم الدراسيين للتلميذ.
إن أجل شهر مارس 2024 المحدد من طرف السيد وزير التربية الوطنية، يحتم على اللجنة انتهاج مسعى يرتكز على مرحلتين.
• تتركز أشغال المرحلة الأولى على إعداد اقتراحات تهدف إلى عقلنة استعمال الزمن الدراسي للتلميذ، بمراعاة المقاييس الدولية.
• وفي مرحلة ثانية، تنكب اللجنة على إدراج بقية أشغالها ضمن المسعى العلمي الذي بادر به المعهد الوطني للبحث في التربية.
إن الهدف الاستراتيجي هو بلورة العناصر المشكلة لحل شامل و متكامل لإشكالية الوتيرة الدراسية في نظامنا التربوي.
2.1. المبادئ الأساسية
إن إعادة تنظيم الزمن الدراسي يجب أن يتم تصوره ضمن مبادئ أساسية منها :
• تدرج الزمن الدراسي وفق نمو الطفل.
• ضمان المساواة بين التلاميذ المتمدرسين في مختلف المناطق الجغرافية فيما يتعلق بالحجم الساعي للتعليم و فترات العطل المدرسية.
• احترام البرامج التعليمية.
• إعداد رزنامة دراسية على مدى سنتين (2) على الأقل.
1.3. الأهداف
عقلنة وإعادة تنظيم الزمن الدراسي من خلال :
• مراعاة حاجات و قدرات المتعلم.
• توزيع متوازن للفترات المخصصة للدراسة والفترات المخصصة للراحة.
• تحديد حد أدنى وحد أعلى لعدد الأسابيع الفعلية للدراسة.
• إعادة تنظيم الزمن الدراسي على مستوى الأسبوع واليوم الدراسيين بإبراز الفرضيات الملائمة لأنماط سير المؤسسات (الدوام الواحد، الدوامين).
• مراعاة المميزات المناخية لمختلف المناطق والخصوصيات الجغرافية للبلد.
• إعادة تنظيم الفسح الزمنية التي تسمح بانجاز النشاطات اللاصفية (النشاطات الرياضية، الفنية، الإبداعية…).
التدخل من أجل إعادة النظر في التنظيم البيداغوجي و الإداري للمؤسسات المدرسية وكذا أشكال تقويم ومراقبة أعمال التلاميذ لتكييفها مع المتطلبات الجديدة للتحوير البيداغوجي.
1.4. المنهجية
من أجل حصر الموضوع من جميع جوانبه و توسيع الاستشارة بشأنه لتشمل أكبر عدد ممكن من المتدخلين، فإن اللجنة اعتمدت المسعى التالي:
أ. من الجانب التنظيمي : إن اللجنة المكلفة بملف الوتيرة الدراسية تنظم وفق الشكل التالي :
• إنشاء أمانة تقنية تتكون من: مكلف بالدراسات و التلخيص، مديرين فرعيين، رئيس مكتب.
• إنشاء ثلاث لجان فرعية :
– لجنة فرعية تكلف بمرحلة التعليم الابتدائي،
– لجنة فرعية تكلف بمرحلة التعليم المتوسط،
– لجنة تكلف فرعية تكلف بمرحلة التعليم الثانوي.
على أن تشتغل اللجنة دائما في جلسة علنية قصد إثراء و متابعة إعداد الملف.
ب. من الجانب المنهجي :
ب.1. الوضعية الحالية بصفة مختصرة من حيث التنظيم الحالي للزمن الدراسي بإبراز الجوانب الايجابية و الجوانب التي تتطلب المراجعة.
ب.2. بحث وثائقي ينصب على :
• دراسات و بحوث علمية.
• نصوص و مناشير متعلقة بالزمن الدراسي.
ب.3. الوضعية الحالية بصفة مختصرة من حيث التنظيم الحالي للزمن الدراسي بإبراز الجوانب الايجابية و الجوانب التي تتطلب المراجعة.
ب.4. إعداد مشروع أولي حول تنظيم الزمن الدراسي مرفق بالتوصيات البيداغوجية التي تهدف إلى إثراء نوعية التعليمات.
ب.5. استشارة بعض الكفاءات في الموضوع: باحثين، جامعيين، الكفاءات الموجودة بالقطاع، فرقة البحث التابعة للمعهد الوطني للبحث في التربية، و الخبراء الأجانب.
ب.6. استشارة الميدان :
• تنصب لجان بكل الولايات تتكون من معلمين، رؤساء مؤسسات، مفتشين، أولياء التلاميذ.
• دراسة المشروع الأولي من طرف اللجان وصياغة المقترحات.
ب.7. إعداد ملخص لتقارير الولايات من طرف الندوات الجهوية.
ب.8. إعداد مشروع على ضوء مقترحات الولايات.
ب.9. إعداد التقرير النهائي وعرضه على السيد الوزير لإبداء رأيه والمصادقة عليه.
ب.10. تكليف جهاز للتكفل الفعلي بتنفيذ القرارات المتخذة يتكون من المديريات المعنية.
2. الوضعية الحالية
إن التعديلات التي تم إدخالها على تنظيم الزمن الدراسي خلال السنة الدراسية 2024/2017، استهدفت عقلنة وتحسين استعمال الزمن الدراسي، وفقا لأحكام المادة 31 من القانون التوجيهي للتربية الوطنية، رقم 08-04 المؤرخ في 23 جانفي 2024، التي تنص أن مدة السنة الدراسية يجب أن لا تقل عن 32 أسبوعا لعمل التلاميذ، تتوزع على فترات للدراسة وفترات للراحة.
هذا التنظيم لاشك أنه سيسمح بالتطبيق بصفة ملائمة للبرامج التعليمية، وفي نفس يضع النظام التربوي الجزائري في مصاف الأنظمة التربوية العالمية في مجال الو ثائر المدرسية.
لهذا الغرض فإن عددا من الإجراءات قد تم اتخاذها، وتخص بدرجة أساسية التعليم الابتدائي، نذكر منها خاصة تلك المتعلقة بحجم شبكـة المواقيت الأسبوعية و تنظيم اليـوم الدراسي، وتتمثل هذه الإجراءات فيما يلي :
• تخفيض الحجم الساعي الأسبوعي بمعدل 3 ساعات لجميع مستويات المرحلة الابتدائية.
• اعتماد حصة تعليمية ذات 45 دقيقة.
• تأسيس المعالجة البيداغوجية في التعلمات الأساسية على أساس حصة ذات 45 دقيقة أسبوعيا لكل مادة (العربية، الرياضيات، الفرنسية).
• إدخال حصة يومية ذات 15 دقيقة خاصة بالتربية الخلقية، تقدم في بداية كل فترة صباحية.
• تخفيف الأسبوع الدراسي، لذي انتقل من 6 أيام (4 أيام كاملة ونصف يومين) إلى 5 أيام. (4 أيام كاملة ونصف يوم) في المدارس الابتدائية التي تعمل بنظام الدوام الواحد.
• توحيد أوقات دخول و خروج التلاميذ وكذا توحيد جداول التوقيت لليوم الدراسي : 8-11 و30 د و 13-15 و30 د أو 13-16 و15 د. بالنسبة للمدارس التي تعمل بنظام الدوام الواحد.
• في السنة الدراسية 2024-2016 ثم إدخال إجراءات أخرى شملت :
– تمديد السنة الدراسية، حيث انتقلت من 32 أسبوعا إلى 35 أسبوعا للمرحلة الابتدائية، (من الأولى إلى 4 ابتدائي)،
– إدخال ثلاثة فترات قصيرة للعطل المدرسية تقسم كل فصل دراسي إلى فترتين، مدة كل واحدة شهر ونصف تقريبا،
– تخفيض الأسبوع الدراسي من 6 إلى 5 أيام للمرحلة المتوسطة والثانوية بعد اعتماد العطلة الأسبوعية الجديدة (الجمعة والسبت)،
– تمديد مدة اليوم الدراسي للتعليم المتوسط والثانوي (8-12) و (30:13د – 30:17د
مممممممممممممممممممممممممممممممممممممم