تخطى إلى المحتوى

==الهِجرَةُ إلَى رسُولِ الّله صَلّى اللّهُ عليهِ وآلِهِ وَسلّمَ == 2024.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

ملاحظة مهمة :

أخي في الله أختي في الله
لا يمنعنّك طول الموضوع من قراءته
فوالله إنّه لوعاء من علم
فلتقلّ منه أو لتستكثر…

قال الشيخ الإمام العالم العلامة محمد بن أبي بكر المعروف بـ (ابن قيّم الجوزية) رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه :

وأما الهجرة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

فعلم لم يبق منه سوى اسمه،
ومنهج لم تترك بنيِّات الطريق سوى رسمه،
ومحجَّة سفَت عليها السّوافي فطمست رسومها،
وغارت عليها الأعادي فغوَّرت مناهلها وعيونها،
فسالكها غريب بين العباد، فريد بين كل حي وناد،
بعيد على قرب المكان، وحيد على كثرة الجيران،
مستوحش مما به يستأنسون، مستأنس مما به يستوحشون،
مقيم إذا ظعنوا، ظاعن إذا قطنوا،
منفرد في طريق طلبه، لا يقر قراره حتى يظفر بأربه،
فهو الكائن معهم بجسده، البائن منهم بمقصده،
نامت في طلب الهدى أعينهم، وما ليل مطيته بنائم،
وقعدوا عن الهجرة النبوية، وهو في طلبها مشمر قائم،
يعيبونه بمخالفة آرائهم، ويزرون عليه إزراءه على جهالاتهم وأهوائهم،
قد رجموا فيه الظنون، وأحدقوا فيه العيون، وتربصوا به ريب المنون

" فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ
"

" قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"


نحن وإيّاكم نموت، فما
*** أفلح عند الحساب من ندماَ

والمقصود:

أنّ هذه الهجرة النبوية شأنها شديد، وطريقها على غير المعتاد بعيد:

بعيدٌ على كسلان أو ذي ملالة *** أمّا على المشتاق فهو قريبُ

ولعمر الله ما هي إلا نور يتلألأ، ولكن أنت ظلامه،
وبدر أضاء مشارق الأرض ومغاربها، ولكن أنت غيمه وقتامه،
ومنهل عذب صاف وأنت كدره،
ومبتدأ لخير عظيم ولكن ليس عندك خبره…!!

فاسمع الآن شأن هذه الهجرة والدّلالة عليها،
وحاسب ما بينك وبين الله،
هل أنت من المهاجرين لها أو المهاجرين إليها ..؟

فحدّ هذه الهجرة:

سفر النّفس في كل مسالة من مسائل إلايمان،
ومنزل من منازل القلوب،
وحادثة من حوادث الأحكام إلى معدن الهدى،
ومنبع النور الملتقى من فم الصادق المصدوق الّذي

" وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى "

فكل مسألة طلعت عليها شمس رسالته،
وإلا فاقذف بها في بحر الظلمات،
وكل شاهد عدله هذا المزكي
وإلا فعُده من أهل الريب والتهمات؛
فهذا حد هذه الهجرة.

فما للمقيم في مدينة طبعه وعوائده،
القاطن في دار مرباه ومولده،
القائل: إنا على طريقة آبائنا سالكون،
وإنا بحبلهم متمسكون،
وإنا على آثارهم مقتدون،
وما لهذه الهجرة التي كلت عليهم،
واستند في طريقة نجاحه وفلاحه إليهم،
معتذراً بأن رأيهم خير من رأيه لنفسه،
وأن ظنونهم وآراءهم أوثق من ظنه وحدسه،
ولو فتشت عن مصدر مقصود هذه الكلمة
لوجدتها صادرة عن الإخلاد إلى أرض البطالة،
متولدة بين الكسل وزوجه الملالة.

والمقصود:

أن هذه الهجرة فرض على كل مسلم،
وهي مقتضى
«شهادة أنّ محمدا رسول الله »،
كما أن الهجرة الأولى مقتضى
«شهادة أنْ لا إله إلا الله»،

وعن هاتين الهجرتين يسأل كل عبد يوم القيامة وفي البرزخ،
ويطالب بها في الدنيا ودار البرزخ ودار القرار.

قال قتادة:
«كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟».
وهاتان الكلمتان هما مضمون الشهادتين،

وقد قال تعالى:
" فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
".

فأقسم سبحانه بأجلِّ مقسم به – وهو نفسه عز وجل – على أنّه
لا يثبت لهم الإيمان، ولا يكونون من أهله حتى يحكموا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

في جميع موارد النزاع في جميع أبواب الدين؛
فإن لفظة
«ما» من صيغ العموم؛
فإنها موصولة تقتضي نفي الإيمان،
أو يوجد تحكيمه في جميع ما شجر بينهم.

ولم يقتصر على هذا حتى ضم إليه انشراح صدورهم بحكمه؛
حيث لا يجدون في أنفسهم حرجاً – وهو الضيق والحصر –
من حكمه،
بل يقبلوا حكمه بالانشراح، ويقبلوه بالتسليم؛
لا أنهم يأخدونه على إغماض،
ويشربونه على قذى؛
فإن هذا مناف للإيمان،
بل لابد أن يكون أخذه بقبول ورضا وانشراح صدر.

ومتى أراد العبد أن يعلم هذا فلينظر في حاله،
ويطالع قلبه عند ورود حكمه على خلاف هواه وغرضه،
أو على خلاف ما قلد فيه أسلافه من المسائل الكبار وما دونها

" بَلِ الإنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ".

فسبحان الله…!

كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم أن لو لم ترد ؟
وكم من حرارة في أكبادهم منها،
وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها ؟

ستبدو لهم تلك السرائر بالذي يسوء ويخزي يوم تبلى السرائر.

ثم لم يقتصر سبحانه على ذلك حتى ضم إليه قوله تعالى :

" وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا "
فذكر الفعل مؤكداً بمصدره القائم مقام ذكره مرتين.
وهو التسليم والخضوع له والانقياد لما حكم به طوعا ورضاً وتسليما،
لا قهراً ومصابرة،
كما يسلِّم المقهور لمن قهره كرهاً،
بل تسليم عبد مطيع لمولاه وسيده الذي هو أحب شيء إليه،
يعلم أن سعادته وفلاحه في تسليمه إليه،
ويعلم بأنه أولى به من نفسه وأبر به منها وأقدر على تخليصها.

فمتى علم العبد هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلّم
واستسلم له، وسلم إليه،
انقادت له كل علة في قلبه ورأى أن لا سعادة له إلا بهذا التسليم والانقياد.

وليس هذا مما يحصل معناه بالعبارة؛
بل هو أمر انشق القلب واستقر في سويدائه لا تفي العبارة بمعناه،
ولا مطمع في حصوله بالدعوى والأماني.

وكل يدعي وصلا لليلى*** وليلى لا تقر لهم بذاك


زاد المهاجر إلى ربّـه
ص 28 إلى 36
طبعة دار البلاغ

والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبالله التّوفيق

لا إله غيره ولا ربّ سواه

………

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير منا يحسب أنه سائر في طريق الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولكن حقيقة "دعواه" لا تظهر إلا وقت الشدائد حين يُمحِّص الله ما في الصدور ، فنسأل الله أن يهدينا ويديم علينا ستره.
موضوع في الصميم ، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الله الجيريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكثير منا يحسب أنه سائر في طريق الهجرة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولكن حقيقة "دعواه" لا تظهر إلا وقت الشدائد حين يُمحِّص الله ما في الصدور ، فنسأل الله أن يهدينا ويديم علينا ستره.
موضوع في الصميم ، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم طريق الهجرة صعب وشاقّ إلى على من يسّره الله عليه
وأعانه على جنود الشر الثلاثة : نفسه وهواه والشيطان
ويسر له زاد الهجرة ألا وهو العلم الموروث عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلّم ..
وما يلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقّاها إلا ذو حظّ عظيم…
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم…

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

" حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ، فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ» "

رواه أبي داوود و صححه الألباني

بارك الله فيك على الطرح القيم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياد محمد العربي الجيريا
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

وإياكم أخي الحبيب العربي جزاك الله خيرا ووفقك الله تعالى…

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجيريا
" حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ، فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ» "

رواه أبي داوود و صححه الألباني

بارك الله فيك على الطرح القيم

جزاك الله خيرا أختي زينب بارك الله فيك ووفقك الله تعالى…

بَــــــــارَكــــــ القُدّوس فِيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انا مسلمة الجيريا
بَــــــــارَكــــــ القُدّوس فِيك

وفيكم يبارك الله تعالى جزاكم الله خيرا شكرا جزيلا..

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُرفع للفائدة، نسأل الله تعالى ان يجازيكم خيرا على مجهودكم اخي ابا جابر

يُرفع للفائدة.. جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك على الموضوع
شكراااااااااااااااا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشكاة الهدى الجيريا
" حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ، فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ النَّاسَ قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ، وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ، وَكَانُوا هَكَذَا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَيْفَ أَفْعَلُ عِنْدَ ذَلِكَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: «الْزَمْ بَيْتَكَ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَخُذْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَعَلَيْكَ بِأَمْرِ خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَنْكَ أَمْرَ الْعَامَّةِ» "
رواه أبي داوود و صححه الألباني

بارك الله فيك على الطرح القيم

رحمكِ الله .. كلما مررنـا على رد لكِ نُحِس كم هي صغيرة وحقيرة هذه الدُنيــا
نسأل الله أن يجعل أختنـا زيْنب من أهل الفردوس الأعلـى

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تصفية وتربية الجيريا
رحمكِ الله .. كلنا مررنـا على رد لكِ نُحِس كم هي صغيرة وحقيرة هذه الدُنيــا
نسأل الله أن يجعل أختنـا زيْنب من أهل الفردوس الأعلـى

اللهم آمين أختي أم عبد الرحمان , سبحان الله ما رأيت رد أخيتي زينب رحمها الله حتى قلت في قرارة نفسي سبحان الله على أمر الدنيا و نظرت فيما كتبت رحمها الله فتذكرت أنا محاسبون بما تخط أناملنا هنا

الله المستعان

نسأل الله أن يجزيها الجنة و يحسن خاتمتنا جميعا آمين

بارك الله فيكم جميعا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهج السلف الجيريا

اللهم آمين أختي أم عبد الرحمان , سبحان الله ما رأيت رد أخيتي زينب رحمها الله حتى قلت في قرارة نفسي سبحان الله على أمر الدنيا و نظرت فيما كتبت رحمها الله فتذكرت أنا محاسبون بما تخط أناملنا هنا

الله المستعان
نسأل الله أن يجزيها الجنة و يحسن خاتمتنا جميعا آمين
بارك الله فيكم جميعا

اللهم آميييين
وهذا ما قلتُه لنفسي عندما قرأتُ مشاركتها -رحمها الله-
جعلنا الله وإيّاكم مفاتيح للخير مغاليق للشــر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.