النميمة :
واحذر أخي المسلم من النميمة ، وهي نقل الكلام بين الناس لجهة الإفساد ؛ فيذهب إلى شخص ويقول : قال فيك فلان كذا وكذا ، من أجل الإفساد بينهما وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين .
وحقيقة النميمة : إفشاء السر وهتك الستر عما يكره كشفه .
والنمام : هو من يسعى في قطع الأرحام وقطع ما أمر الله به أنْ يوصل وهو من الذين يفسدون في الأرض قال تعالى : ] إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [ [ الشورى : 43 ] والنمام منهم .
وقال r : (( إنَّ من شر الناس من يدعه الناس اتقاء فحشه ))([19]) والنمام منهم .
فاعلم أخي المسلم أنَّ النميمة من كبائر الذنوب ، وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع قال تعالى : ] وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [ . [ القلم : 10 – 11 ] وهي من أسباب عذاب القبر وعذاب النار ، فقد قال النَّبيُّ r : (( لا يدخل الجنَّة نمام ))([20]) ، وروى ابن عباس رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله r مر بقبرين فقال : (( إنَّهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، بلى إنَّه كبير : أما أحدهما ، فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ))([21]) .
والنميمة أذىً للمؤمنين والمؤمنات ، وقد حرم الإسلام الأذى بشتى أنواعه ، ومنه النميمة . والنمام ذو وجهين ؛ لأنه يظهر لكل من الفريقين غير الوجه الذي يظهر به للطرف الآخر ، وصاحب الوجهين شر الناس يوم القيامة ، وقد قال النَّبيُّ r : (( تجدون الناس معادن ، خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام ، إذا فقهوا ، وتجدون خير الناس في هذا الشأن ، أشدهم كراهية له ، وتجدون شر الناس ، ذا الوجهين ، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ))([22]).
وأخبر النبي r أن النمام لا يدخل الجنة وأنه يعذب في قبره وقال : (( أَلا أُنبئكم ما العَضْهُ([23]) ؟ هيَ النَمِيمَةُ القالةُ بين الناس ))([24]) وكلُ من حُمِلَتْ إليه النميمةُ يجب عليه ستة أمور الأول : أن لا يُصدِّق النمامَ ؛ لأنه فاسق . والثاني : أن ينهاه عن ذلك وينصح له ويقبح له فعله ، والثالث : أن يبغضه في الله ، والرابع : أن لا تظن بأخيك الغائب السوء ، والخامس : أن لا يحملك ما حُكي على التجسس ، السادس : أن لا ترضى لنفسك ما نَهيتَ النمام عنه ولا تحكي نميمته .
فاحذر أخي المسلم من النميمة فإنَّها من أمراض النفوس ، وهي داء خبيث يسري على الألسن فيهدم الأسر ، ويفرق الأحبة ويقطع الأرحام .
قال الإمام الشافعي : (( إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه ، فإن ظهرت المصلحة تكلم ، وإن شك لم يتكلم حتى يظهر )) .
وينبغي على المسلم أنْ يسكت عن كل ما رآه الإنسان من أحوال الناس مما يكره إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع معصية .
ثم اعلم أخي المسلم أنَّ البهتان على البريء من أثقل الذنوب ، وويل لمن سعى بوشاية بريءٍ عند صاحب سلطان ونحوه فصدقه ، فربما جنى على بريءٍ بأمر يسوءه وهو منه براء .
وقد حرم الله U المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء بين المسلمين ورخص في الكذب في الإصلاح بين الناس ، ورغب في الإصلاح بين المسلمين قال تعالى : ] فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ [ [ الأنفال : 1 ] . وقال النَّبيُّ r : (( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : إصلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة )) ([25]).
وقد قال النَّبيُّ r أيضاً : (( ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس ، ويقول خيراً وينمي خيراً )) ([26]).
أخي المسلم : اعلم أنَّ مَن نَمَّ إليك نَمَّ عليك ، والنمام ينبغي أنْ يُنصَحَ ويُرشَدَ ، وإلا فَيُترك ويُبغَض ولا يُوثَق بقوله ولا بصداقته ، وكيف لا يبغض وهو لا ينفك عن الكذب والغيبة والغدر والخيانة والغل والحسد والنفاق والإفساد بين الناس والخديعة .
ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))
هي مرض خطير بالفعل ينخر مجتمعنا، ربي يهدينا
بارك الله فيك