يسمى النقرس The Gout مرض الملوك حيث كان قديما لا يصيب سوى المترفين والأغنياء والأباطرة والملوك وأصحاب الولائم والمناسف وآكلوا اللحوم وخصوصا الحمراء منها ، لكن مما لا شك فيه أن داء الملوك هذا لا يقتصر على هذه الفئة فحسب فهو يصيب بلا استثناء الطبقات كافة وإن كانت نسبته تزداد فيمن يكثر عندهم التهام اللحوم وقليلوا الحركة والنشاط .
يحدث هذا المرض نتيجة ارتفاع حامض البول ( uric acid ) في الدم حيث يؤدي هذا الارتفاع لترسب أملاح البولينا في خلايا الدم البيضاء الموجودة بالمفاصل وبالتالي التهاب حاد بالمفاصل مع ما يرافق ذلك من آلام حادة أيضا علما بأن متوسط المستوى الطبيعي لحامض اليوريك في الدم يجب أن لا يتعدى 7 ملغم % عند الرجال و6 ملغم % عند النساء ، ومن الملاحظ أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض حيث بينت الإحصائيات أن إصابة الرجال تبلغ 10 أضعاف إصابة النساء .
يلاحظ لدى عدد كبير من الناس أن نسبة حامض البوليك تزيد عن معدلها الطبيعي في الدم ولكنهم لا يشكون من أي أعراض على الإطلاق لأن هذا الحامض يظل ذائبا في الدم ولا يترسب في الأنسجة والمفاصل أي أن ارتفاع نسبة هذا الحامض في الدم لا يكفي لأن يقال أن المريض هذا يعاني من مرض النقرس .
العلاقة بين حامض اليوريك والنقرس
يعتبر الحامض هذا من المكونات الطبيعية الموجودة في الدم بنسبة تتراوح بين 30-60 ملغم/لتر من الدم ووجود هذا الحامض له مصدرين أساسيين ، مصدر داخلي يصدر عن عملية الهدم والتجديد اليومي للخلايا وما يصحب ذلك من تفتيت لمحتويات الخلايا الهرمة والبالية وخاصة النواة التي تتحول محتوياتها بعملية كيميائية معقدة لحامض اليوريك كما يمكن للجسم أيضا أن ينتج ذاتيا حامض البوليك من المواد الأولية كالكربون والهيدروجين أما المصدر الثاني لحامض اليوريك هذا فهو مصدر خارجي يعتمد على محتويات الطعام من المواد البروتينية سواء كانت هذه المواد من اصل نباتي كالبقول ( حمص ، عدس ، فول ، بازيلاء ، فاصولياء ) أو من أصل حيواني كاللحوم وخاصة لحم الضان والكبد والطحال والكلاوي والنخاع كذلك الأسماك المملحة كالسردين والتونة ، والطرق الرئيسي للتخلص من حامض البوليك الزائد إفرازه عن طريق الكليتين حيث يؤدي القصور في طريقة التخلص من الكميات الزائدة هذه عن طريق الجهاز البولي إلى ما يسمى مرض النقرس .
يكفي في كثير من الحالات أن يكون الغذاء لوحده أو بعض النباتات الشافية للحد من نسبة حامض اليوريك المرتفع في الدم ولتخفيف أعراض الألم المصاحبة له قبل اللجوء لبعض الأدوية الفعالة في الأسواق وغيرها .
أسباب الرئيسية التي تؤدي لزيادة هذا الحامض في الدم ما يلي :
1- زيادة في إفراز حامض البول داخل الجسم لأسباب فسيولوجية ووراثية وهنا لا تأثير للغذاء على المشكلة أبدا ويجب عدم اللجوء للمداواة بالتغذية .
2- حدوث خلل في التمثيل الغذائي للعناصر البروتينية بالدم وخصوصا بعد وجبة بروتين على مستوى عالي ومثال ذلك المنسف والمشاوي والكبة والكباب .
3- عدم قدرة الكلى على إخراج الكميات الزائدة المنتجة من حامض اليوريك .
4- زيادة في استهلاك الأغذية الغنية بالمركبات التي تتحول في الجسم لحامض البول كاللحوم الحمراء والكحوليات .
5- الوزن الزائد والسمنة ومرض السكري وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية في الدم .
إن أكثر المفاصل تعرضا للإصابة هو مفصل الإصبع الكبير بالقدم وتبدأ الإصابة عادة ليلا حيث يشعر المريض بألم مفاجئ بالمفصل المصاب ثم يتورم المفصل بعد ذلك ويصبح لونه مائل إلي اللون الأحمر ، وعندما تصبح الحالة مزمنة تحدث نوبات ألم شديدة ومزعجة ويصبح المريض غير قادر على الحركة وقد تترسب بلورات البولينا هذه في أماكن أخرى تحت سطح الجلد وأوتار عضلات الذراعين وفي الأنسجة الرخوة حول المفاصل كما قد تترسب في غضاريف الأذن والأنف حيث تظهر الإصابة في هذه الأماكن على شكل عقد لها لون الطباشير الأبيض .
التوصيات ونظام غذائي لعلاج هذا المرض :
1- زيادة كمية المياه المستهلكة وهذه أهم مرحلة حيث تساعد الجسم على التخلص من هذه التراكمات وذلك لزيادة إدرار البول الذي يحمل معه بعض الفائض من حامض البوليك ، ولهذه الغاية ينصح بتناول كوبين من الماء عند
النوم وكوب آخر عندما تستيقظ ليلا لدخول الحمام ولا تنسى أن تبدأ نهارك التالي بكوب ماء كبير بارد قبل القهوة والشاي .
2- الابتعاد عن المأكولات التي تزيد من إفراز حامض اليوريك وهناك 3 أنواع من المأكولات التي لها علاقة بتراكم حمض اليوريك في الدم وهي :
– أكارع العجل والغنم والكبد والنخاع واللسان بالإضافة لبيض السمك ومن الدواجن البط والحمام
– من الخضراوات والحبوب السبانخ العدس والبازيلاء
– البروتينات الحيوانية جميعها تحتوي على أحماض امينية تتحول في الجسم إلي حامض اليوريك لذا لا بد خلال العلاج أن نخفف استهلاكنا العام للحوم والبيض والأجبان وخصوصا اللحوم الحمراء .
إن المجموعة الأخيرة هذه تساهم في زيادة أعراض المرض وتحديدا تزيد من حدة أوجاع وآلام المفاصل فيجدر الابتعاد عنها طوال فترة العلاج وحتى بعده ونفس التوصية هذه تنطبق على مختلف أنواع الكحوليات .
الدهون وخاصة الصلبة منها تؤخر عملية التخلص من حامض اليوريك من الجسم لذا يفضل استعمال الزيوت النباتية وبكميات معتدلة .
3- الابتعاد عن المقالي والدهون وخصوصا إذا كانت نسبة الدهنيات والكولسترول مرتفعة في الدم كما وينصح بالابتعاد عن تناول المرتديلا والسجق والنقانق والتونة .
4- يفضل الإكثار من تناول الخضراوات المطبوخة والسلطة على أنواعها والأعشاب العطرية كالنعنع والزهورات واليانسون .
5- يمكن استهلاك النشويات من خبز وأرز وبرغل وبطاطس وفاكهة حسب النوعية والكمية التي تتناسب مع الوضع الصحي بشكل عام .
6- الشوكولا والكاكاو ولأسباب نجهلها تزيد من حدة ومخاطر هذا المرض وخصوصا الشوكولا السوداء .
النباتات الشافية التي تساعد في شفاء هذا المرض :
1- زيت الزيتون يتم إضافة ملعقة كبيرة من زهور البابونج الطازجة لكمية مناسبة من زيت الزيتون وينقع هذا المخلوط بوعاء زجاجي مغطى وبمكان مشمس لمدة 4 أيام ثم تدلك به المناطق المصابة من المفاصل حيث يساعد هذا على تخفيف الآلام الموجودة .
2- لقد وجد أن للعصائر القلوية اثر ايجابي على مكافحة هذا المرض حيث يستطيع هذا العصير أن يحل محل الترسبات المتراكمة وطردها من على وحول المفاصل وأفضل أنواع العصير هذا هو عصير الجزر على أن يشرب طازجا وبمعدل كوب لا أكثر يوميا ويفضل تخفيفه بالماء بعد تحضير العصير بنسبة 1:1 وذلك لزيادة استهلاك السوائل
3- يستخدم العنب في علاج مرض النقرس حيث يؤكل طازجا أو يشرب كعصير
4- لقد وجد أن مادة البكتين الموجودة في التفاح وهي الألياف الذوابة في الماء تعمل على امتصاص المخلفات الضارة مثل حامض البوليك من الجسم وطرده خارجا لذلك يوصف التفاح علاج لمرض النقرس ناهيك عن فوائد التفاح الجمة للجسم على أن يتم أكل 2-3 تفاحات يوميا دون تقشيرها ويفضل بعد الأكل بساعتين أو يشرب عصير التفاح بمعدل كوب يوميا على الريق ويجب أن لا يستعمل خل التفاح لهذه الغاية أبدا كما يروج له
5- تناول الكرز خاصة في موسمه لغناه بمادة تساعد على تعطيل حامض اليوريك وتخفيف التهابات المصاحبة للمرض .
6 – تناول الأناناس فهو يحتوي على مادة البروميلين والتي لها تأثير على محاربة الالتهابات المصاحبة للمرض وتخفيف حدة الآلام .
بارك الله فيك