تخطى إلى المحتوى

الموقف الصحيح من اختلاف العلماء في الجرح والتعديل 2024.

  • بواسطة

الجابري : الموقف الصحيح من اختلاف العلماء في الجرح والتعديل 6 يونيو 2024 قسم : المقالات المنهجية | المحرر : إدارة الموقع | تعليقات : 27 | زيارات : 4,988 فضيلة الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله – الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ، رداً على السائل الذي قال .. إذا سمعتُ كلام العالم في شريط أو قرأتُ له في كتاب عن شخص ما أنه مبتدع ولم أر منه دليلا على ذلك، فهل يلزمني أن أحْذر من هذا الشخص وأن أقتنع بأنه مبتدع أم أتريّث حتى أجد الدليل على ذلك؟.

أقول فإن أهل السنة لا يحكمون على أحد ببدعة إلا وقد خَبَرُوه وسَبَرُوا ما عنده – تماماً – وعرفوا منهجه – تماماً – جملةً وتفصيلاً، ومن هنا هذه المسألة تستدعي منّا وقفتين:
الوقفة الأولى: فيمن حَكم عليه عالم أو علماء بأنه مبتدع ، ولم يختلف معهم غيرهم ممن هم أهل سنة مثلهم، تفطنوا، أقول : لم يختلف معهم غيرهم فيه ممن هم أهل سنة، فإنا نقبل جرحهم له، فإنا نقبل قولهم ونحذَره ، مادام أنه حَكَم عليه وجَرَحه عالم سني ، ولم يظهر بقية أهل السنة الذين هم أقران هذا العالم من إخوانه وأبنائه العلماء فلابد من قبوله، لأن هذا العالم السني الذي جرح رجلاً : فإنه لم يجرحه إلا بأمر بان له وقام عنده عليه الدليل ،لأن هذا من دين الله، والذي يجرّح أو يُعدّل يعلم أنه مسؤول عما يقول ويفتي به أو يحكم به ويعلم أنه مسؤول من الله تعالى قبل أن يسأله الخلق.

الوقفة الثانية: إذا كان هذا الشخص الذي جرحه عالم أو علماء حكموا عليه بما يُسقطه ويوجب الحذر منه قد خالفهم غيرهم وحكموا بعدالته وأنه على السنة أو غير ذلك من الأحكام المخالفة لأحكام الآخرين المجرحين له، فمادام أن هؤلاء على السنة وهؤلاء على السنة وكلهم أهل ثقة عندهم وذَووا أمانة عندنا ففي هذه الحال ننظر في الدليل، ولهذا قالوا: «من عَلِمَ حُجَّة على من لم يَعْلَم» الجارح قال في فلان من الناس إنه مبتدع منحرفٌ سعيه وأتى بالأدلة مِن كُتب المجروح أو من أشرطته أو من نقل الثقاة عنه، فهذا موجب علينا قبول قوله وترك المعدِّلين الذين خالفوا مَنْ جرَّحه، لأن هؤلاء المجَرِّحين له أتَوا بأدلة خَفِيَتْ على الآخرين لسبب من الأسباب أو أن المعدِّل لم يقرأ ولم يسمع عن ذلك المجرّح، وإنما بنى على سابقِ عِلمِه به، وأنه كان على سنة، فأصبح هذا المجروح الذي أقيم الدليل على جرحه مجروحا والحجة مع من أقام الدليل، وعلى من يطلب الحق أن يتبع الدليل و لا يتلمّس بُنيات الطريق ذات اليمين وذات الشمال، أو يقول أقف بنفسي، فهذا لم نعهده عند السلف، وهذه الأمور تكون فيما لا يسوغ فيه الاجتهاد في أصول العقائد وأصول العبادات، فإن المصير إلى قبول من أقام الدليل واجب حتمي، وذاك العالم السني الذي خالف الجارحين، له عذره، يبقى على مكانته عندنا وعلى حرمته عندنا، ونستشعر أنه له إن شاء الله ما كان عليه من سابقة الفضل وجلالة القدر، هذا وسعه ، والعالم من أهل السنة، السلفي، بَشَرٌ يذهل، ينسى، يكون عُرضة للتلبيس من بطانة سيئة، أو كان قد وَثِقَ بذلك الرجل المجروح فلَبَّسَ عليه، والشواهد على هذا كثيرة، فكثير من السَّـقَط والذين هم في الحقيقة حربٌ على السنة وأهلِها يأتون بنماذج من كتبهم يقرؤونها على علماء أجلّة مشهود لهم بالفضل والإمامة في الدين، ويُخفي ذلك اللعّاب الماكر عن ذلك العالم الجليل الإمام الفذ الجهبذ ما لو عَلِمَه لسقط عنه، فهذا العالم يُزكِّي بناءً على ما سَمِع، فإذا طُبِع الكتاب وانتشر وتناقلته الأيدي وذاع صيته وإذا بالمجادلين يقولون زكَّاه فلان، فلان: الألباني – رحمه الله – ، أو ابن باز – رحمه الله -، أو ابن العثيمين – رحمه الله – ، زكّى هذا الكتاب فهؤلاء العلماء – رحمة الله عليهم – معذورون، ومن التَّبعة سالمون – إن شاء الله تعالى – في الدنيا والآخرة ، وإنما هذا لعَّاب أخفى ولبّس على ذلك العالم، إذن ماذا بقي؟ نقيم على ذلك الملبِّس اللعاب الدساس الماكر مِنْ كُتبه، يقيم عليه البيِّـنة من كتبه، ومن جادلنا فيه نقول خذ، هذا هو قولُه، هل تظن أنه عَرَضهُ بهذه الصورة على من سمَّينا من أهل العلم ومن هو على نفس النهج فأقرُّوه؟ الجواب كلا، إذن يجب عليك أن تكون مُنْصفا متجردا من العاطفة الجياشة المندفعة ومن الهوى الذي يُعمي ويجب عليك أن تكون طُلبتُك الحق، نعم.

الطالب: جزاكم الله خيرا وأحسن الله إليكم، هذا السائل يقول: ما الواجب على عوام السلفيين في دعاة اختلف العلماء في تعديلهم وتجريحهم سواء علموا أخطاءهم أم لم يعلموها؟

الشيخ: أقول لمعشر السلفيين والسلفيات مَنْ بلَغَتْهم مشافهةً هذه المحادثة مني ومَن ستبلغهم عبر من صاغوا الأسئلة وأَلقَوْها علينا، أقول: أنصحكم إن كنتم تحبون الناصحين ألاّ تقبلوا شريطا ولا كتابا إلا ممن عرفتم أنه على السنة مشهودٌ له بذلك واشتهر بها ولم يظهر منه خلاف ذلك، وهذه قاعدة مطَّردة في حياته وبعد موته، فمن مات وهو فيما نحسبه على السنة فهو عندنا عليها ونسأل الله أن يثبته عليها في الآخرة كما ثبته عليها حيا… آمين، هذا أولا.

ثانيا: إذا خفي عليكم أمرُ إنسان اشتهرتْ كتبه وأشرطته وذاع صيته فاسألوا عنه ذوي الخِبْرة به والعارفين بحاله، فإن السنة لا تخفى ولا يخفى أهلها، فالرجل تزكّيه أعماله، تزكّيه أعماله التي هي على السنة، وتشهد عليه بذلك ويذكره الناس بها حيا وميتا، وما تَسَتَّرَ أحدٌ بالسنة وغرّر الناس به حتى التـفُّوا حوله وارتبطوا به وأصبحوا يعوِّلون عليه ويقبلون كل ما يصدر عنه إلاّ فَضحَه الله سبحانه وتعالى وهتك ستره وكشف للخاصة والعامة ما كان يُخفي وما كان يُكنُّ من الغش والتلبيس والمكر والمخادعة، يهيّئ الله رجالا فضلاء فطناء حكماء أقوياء جهابذة ذوي علم وكياسة وفـِقهٍ في الدين يكشف الله بهم ستر ذلكم اللعاب الملبِّس الغشاش، فعليكم إذا بُيِّنَ لكم حال ذلك الإنسان الذي قد ذاع صيته وطبَّق الآفاق وأصبح مرموقا يشار إليه بالبنان، أصبح عليكم الحذر منه مادام أنه حذَّرَ منه أهل العلم والإيمان والذين هم على السنة، فإنهم سيكشفون لكم بالدليل، ولا مانع من استكشاف حال ذلك الإنسان الذي حذَّر منه عالم أو علماء بأدب وحسن أسلوب فإن ذلك العالم سيقول لك: رأيتُ فيه كذا وكذا وفي الكتاب الفلاني كذا وفي الشريط الفلاني كذا وإذا هي أدلة واضحة تكشف لك ما كان يخفيه وأن ذلكم الذي طَبَّق صيته الآفاق وأصبح حديثه مستساغا يُخفي من البدع والمكر ما لا يظهره من السنة.

وأمر ثالث: وهو أن مَنْ عَلِمَ الخطأ وبان له فلا يسوغ له أن يقلِّد عالما خَفِيَ عليه الأمر، وقد قدمت لكم أَمسي أن اجتهادات العلماء غير معصومة، ولهذا لا يجوز أن تُتخذ منهجا، نعم.

—————————————————-

من شريط مفرغ بعنوان “ضوابط التعامل مع أهل السنة وأهل الباطل”.
نقله لكم الكاتب : أبو عبد المصور الجزائري وفقه الله.

الجيريا

وفيك بارك الله

هل لطالب العلم أن ينقل ويتكلم في الجرح والتعديل؟ [كلام جيد من الشيخ محمد المدخلي-وفقه الله- وتخوفه من نقل كثير من طلبة العلم (بالمعنى) والتشدد والتساهل في هذ الباب]
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين أما بعد

السائل:الجرح والتعديل للعلماء فهل للطلاب النقل؟ وإن كان نعم فكيف النقل؟
ج2/ نقول: نعم، لا يجوز أن يكون الجرح إلا مِن متأهل؛ مِن عارف بأسباب الجرح وطرائق الجرح التي تدعوا إلى هذا الجرح؛ فإذا لم يكن عالما فلا يُقبل، إذا لم يكن عالماً بأسباب الجرح ودواعيه وطرائقه، هذا لا يُقبل قوله، فالجاهل بهذه الطرائق لا يعول عليه، وإنما المعول على أهل العلم في ذلك والمعرفة في هذا الباب،
أنت الآن تنظر في نقاد الحديث المتساهل-وهو من نقاد الحديث- المتساهل هل يقبل قوله؟ يقبل؟ ما يقبل قوله، تتركه عنده، المتشدد هل يقبل قوله مطلقاً؟ ما يقبل قوله، القول للمعتدل، فإذا وافق المعتدل المتشدد كان الميزان، وإذا وافق المعتدل المتساهل كان الميزان، لم؟ لأن المتشدد قد يجرح بما ليس بجارح، والمتساهل قد لا يجرح حتى بالجوارح، الأسباب الجارحة لا يجرح بها ويفوتها ويتساهل في ذلك، فالعلم وسط، العدل هو الحق في هذا، فمن لم يكن عالماً فكيف يقبل بعد ذلك منه.
وطالب العلم طريقه في هذا النقل، فإذا تأهل وانتهى الى سن ومعرفة تؤهله بعد ذلك فلا مانع ، والنقل أن يسمع هو من العالم المتأهل، أو يخبره الثقة الضابط، وما أعز هذا اليوم، تقول له: عمرو فيسمعه زيد وينطقه خالد ويكتبه بكر، هو ثقة يعني في نفسه ديانةً ما هو كذّاب، لكنه ضابط ما هو ضابط، فلابد أن يكن العدل ضابط، يرويه عدل ضابط الفؤاد؛ إذا قلت له زيد ينقله زيد، عمر ينقلع عمر، فالآن كثير من أبنائنا لا تتهمه بالكذب، لا والله، لكن سيء الحفظ، سيء الحفظ، فربما لو بنيت على مقالته هدمت، يعني شيئاً كثيرا وأحدثت شراً مستطيرا، فالواجب التريث والتأني.
فأنا لاجل هذا وما مر بي وعانيته في هذه الآونة أقول: لابد أن يكون الرواية بالحرف ما هو بالمعنى؛ لأن المعنى اليوم تقول له زيد فيسمعه عمرو وينطقه خالدا ويكتبه بكرا، فلابد من الرواية بالحرف وإلا حصل شئ كثير من الفساد والشر، فالطالب طريقه النقل والحمد لله الآن قد تيسرت الأسباب، التسجيل نقل، والكتابة نقل،وأيضاً صرت أخاف في الآونة المتأخرة هذه الأيام من التسجيل لأنه صار يقولون يُبتر وينصل، ما أدري ماذا يقولون فيه؟، يدبلج، نعم يدبلج، فلا أحسن من الكتب بهذا القلم (..) وتوقع عليه، تشرق وتغرب خطك بيدك مرة، فمثل هذا الذي ينبغي أن يُعوَّل عليه، فينبغي لنا جميعا أن نتوثق في النقل عن العالم الفلاني، هذا باب.

الباب الآخر الذي أحب أنا أيضًا أن أنبه عليه هو: هذا الجانب بالذات أن يكون يا أبنائي هدفنا وقصدنا خالصاً لوجه الله – تبارك وتعالىٰ- ما هو فلان ولا فلان، أن يكون القصد بنصرة الدين والسنة وإعزاز الدين والسنة، لا الانتصار لفلان على فلان أو لفلان على فلان، فلك أن تسال بحاجتك وقدر حاجتك لاستقامة دينك، واستقامة دين إخوانك تحذرهم مما فيه شرهم أو الشر عليهم، وتحثهم على ما في خيرهم والخير لهم؛ فهذا المقصد في الجرح والتعديل: حماية الدين وصيانة الملة واستقامة الأمة، فقام عند ذلك الأئمة بخدمة الدين-وقديماً حفظت بنصرة الدين- ونصح الأمة،
فالمقصد حينما تأتي الفتن ويأتي البلى فيتدخل أهل الحل والعلم في هذا مقصدهم هذين الأمرين: حماية الدين وصيانة الشريعة والملة ونصح الأمة، حتى يبقوا على هذه الشريعة البيضاء النقية التي تركنا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعلى الإنسان أن يسأل إذا أراد أن يسأل في الجرح والتعديل، أن يسأل فيما ينفعه وفيما يحتاج إليه وأن يكون باب خير، أما أن ينتقل إلى مقاصد أخرى فهذا يفوت عليه من الخير والتوفيق.
يا أبنائي وإخوتي؛ والتسديد بقدر ما جاءه في نيته من مخالطة، فلان رد عليك تكلم فيك لا يضرك، أنت اجعل نيتك لوجه الله تعالىٰ خالصة ونصرة الدين، لا تنتصر لنفسك، إذا انتصر الدين وقام الدين هذا هو الأصل، نفسك آخر ما تفكر فيه؛ بل النفس أنت مأمور بإزهاقها في سبيل الله -تبارك وتعالىٰ، فهذا الذي يأتيك وينالك في مقابل خدمتك ودفاعك وذبك عن السنة، والطريقة الصحيحة، هذا من باب الابتلاء فاصبر، ولو كل واحد تكلم فيك -أصبح الكلام- يعني إذا رددت عليه أصبح الكلام يعني يتهم فيه الإنسان لحظوظ نفسه، ينبغي أن يكون ما كان للدين خالصاً (..يتكلم)، ما كان للنفس وحظ النفس أن يترك، والله -سبحانه وتعالىٰ- كفيل بأن يجعل لك لسان صدق في الآخرين، وكفيل بأن يقيض لك مَنْ يدافع عنك في غيبتك، إذا تركت ما يتعلق بشخصك لله -تبارك وتعالىٰ-؛ لأنَّك إذا قمت لا تقصد إلا نصرة الدين وبيان الدين؛ فإن الله -سبحانه وتعالىٰ- سيعينك ولو تكلم فيك من تكلَّم، فأنت إنَّما تسأل في الجرح والتعديل من أجل ما ينفعك في دينك وما ينفع إخوانك في دينهم، وأما ألا يعني تنتفع أو تثير الفتن بين الناس فهذا صاحبه غالباً ما يوفق للخير ويكون مفتاحاً للشر، نسأل الله العافية والسلامة ا.هــ

هذا كلام نفيسٌ حريٌ بتأمله والسير على ما فيه خاصة ممن تصدَّر للجرح والتعديل من طلبة العلم، فأقلَّها عليهم التوثق مما يتكلمون به ومن النقول التي ينقلونها ولو كانت من الصادقين كما بيَّن الشيخ لأنَّ العبرة في باب الرواية بعد العدالة بالضبط، ويراعون بذلك نفع الدين والمسلمين لا إثارة الفتن ونصرة النفس وحسبنا الله ونعم الوكيل.

تنبيه: هذه السؤال مأخوذ من شريط بعنوان «وصية مهمة لطالب العلوم الشرعية»، وقد وقفت عليه عبر رسالة salafigroup فجزاهم خيرًا على هذه الفائدة.
وهذا رابط المقطع الصوتي https://alyamaany.com…load.php?id=635

منقول من شبكة الاجري[color="#0000FF"][/color

موضوع في القمة

بارك الله فيك على المرور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.