ندوة ”الخبر” تستضيف نقابات التربية وأولياء التلاميذ
”المفاوضات مع الوصاية مستمرة وقرار تجميد الإضراب يتحدد اليوم”
12-10-2016
أدار الندوة: أمال ياحي زبير فاضل
”نرفض التشهير برواتبنا والسلطة مطالبة بكشف زيادات الإطارات السامية”
”نطالب الوزارة بالتزامات مكتوبة حول 7 مطالب رئيسية”
يستمر اليوم إضراب أساتذة التعليم في الأطوار الثلاثة، تزامنا مع استمرار المفاوضات بين وزارة التربية ونقابات القطاع التي وضعت قرار الحسم في الحركة الاحتجاجية ”بيد” مجالسها الوطنية مع اشتراط تفاوض جاد وتحديد أجندة زمنية للتكفل بالمطالب العالقة من أجل العودة إلى العمل.
ربطت النقابات في تصريحات أدلت بها أمس في ندوة ”الخبر” قرار تجميد الإضراب بما ستقدمه الوزارة الوصية من التزامات مكتوبة على 7 مطالب رئيسية كانت سببا في شن الإضراب المفتوح. وقال المكلف بالإعلام في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، مسعود عمراوي، إن ساعات طويلة من الحوار مع مسؤولي هيئة بن بوزيد لم تكن مجدية، وأوضح أن تنظيمه خرج ”بخفي حنين” من هذا اللقاء الذي عرض فيه الـ”إينباف” جميع الملفات التي تعتبر بؤر توتر في القطاع سيما في الدخول المدرسي الحالي بالأخص النتائج السلبية المترتبة عن الجدول الزمني الجديد المعتمد في التعليم الابتدائي والنشاطات اللاصفية قائلا: ”نحن مندهشون كيف تسند هذه الأنشطة لغير المختصين رغم أهميتها في تحقيق الأهداف المرجوة من فتح مدارك التلاميذ واستعدادهم لتقبل مختلف العلوم والمعارف”، ويتابع متسائلا: ”هل يعقل أن يفرض على معلم لا يتقن الرسم والموسيقى تدريس هاتين المادتين ليظهر في مظهر سخيف أمام التلاميذ؟”.
وحسب المتحدث، ”فإن هذه النقطة ليست إلا واحدة من بين المشاريع التي أقرتها وزارة التربية دون سابق تفكير، وعوض أن تعترف بأخطائها وتصحيحها، يضيف محدثنا، تفضل مهاجمة الأساتذة وتحاول دوما تقديم المربي في صورة ”الجشع” عن طريق التشهير به”، ويقصد بكلامه تعمد الوزارة إطلاع الرأي العام على أي منحة تصرف للمربي مهما كانت قيمتها.. لكن إذا كانت سنة ولا بد منها، يقول عمراوي، فلتكشف السلطات عن الزيادات التي صرفت للإطارات السامية في ”سرية تامة”. كما أدان بشدة ما وصفه بمساعي الوصاية للسطو على عمل النقابات، وأفاد أن اتساع رقعة الإضراب في اليوم الثاني على التوالي يعد رسالة واضحة من المربين على إحساسهم بأن كرامتهم خدشت وأسيء لهم كثيرا بهذا التشهير.
من جهته، أوضح رئيس المجلس الوطني لأساتذة الثانوي والتقني ”كناباست” نوار العربي بأن نسبة الاستجابة للإضراب في يومه الثاني بلغت 85 بالمائة على المستوى الوطني، خصوصا وأنه تم تسجيل زيادة في عدد الملتحقين بالإضراب، لأنه ”تبين بأن الطريق الوحيد للاتصال بالأساتذة هو ممثلوهم وليس استعمال وسائل الإعلام الثقيلة، لأن المشاكل المطروحة حقيقية وليست مفتعلة”.
وأضاف نوار العربي بأن ”السؤال المطروح لماذا تقوم الوزارة بالتصريح بنتيجة المفاوضات عشية الإضراب، وتنتظر اللحظة الأخيرة”. وطالب المتحدث بأن ”التفاوض يجب أن يكون على التواريخ والمدة وكيفية تحقيق المطالب، أما أن يفرض علينا تاريخ محدد فهذا أمر مرفوض”.
ورد المتحدث بالقول بأن ”التفاوض مستمر إلى حد الساعة مع وزارة التربية الوطنية، لأن همنا المشترك هو مستقبل التلميذ”. أما فيما يتعلق بما يشاع من أن ”للنقابات المستقلة أهداف خفية فهذا أمر مرفوض لأن كل المشاكل مهنية وتمس كل عمال القطاع”. وتابع المتحدث ”نحن لم نعلن الإضراب من أجل مطلب واحد وهو نظام التعويضات والمنح، بل بسبب عدة ملفات عالقة”. واعتبر بأن ”الإضراب يتواصل اليوم إلى غاية عقد المجلس الوطني اليوم”. وأضاف ”لا نرضى بالتفاوض إلا من خلال أجندة زمنية معقولة لحل بقية الملفات العالقة”.
أما المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي مزيان مريان، فأشار إلى أن نسبة الاستجابة القياسية في اليوم الثاني، تبين حقيقة الوضع عبر كل المؤسسات التربوية. وأضاف ”لقد بيّن الإضراب بأن هناك مشاكل يجب أن تحل، لأنه لا يمكن ”أن نغطي الشمس بالغربال”، خصوصا وأن المشاكل عالقة منذ 2024، فالتغيير وتحسين الأوضاع يجب أن يكون نحو الأحسن”.
ونبه مزيان مريان إلى أن ”الزيادة التي أعلنت عنها اللجنة الحكومية تبقى نسبية جدا، لأنها ومقارنة بالإطارات الأخرى تبقى أجور وزيادات الأساتذة هي الأضعف”.
وربط المتحدث الزيادة التي ”لا معنى لها” مقارنة بغلاء المعيشة والتضخم، بما يقابل من ارتفاع في أسعار الخدمات والسلع، لأنه مع بداية السنة سيعود الأستاذ إلى نقطة الصفر بأجر لا يمكنه مواجهة غلاء المعيشة.
واعتبر بأن الإضراب يتواصل اليوم، ”إلى غاية انعقاد المجلس الوطني، الذي أقر الشروع في إضراب الأسبوع المتجدد، وبالتالي فلا مجال لإصدار القرار ووقف الإضراب رغم الشروع في مفاوضات مع الوصاية”. واستغرب المتحدث أن ”يتم الإفراج عن المنح والتعويضات في آخر لحظة”.
رحيل بن بوزيد ليس مطلبا نقابيا
اعتبر ممثلو نقابات التربية المستقلة أن رحيل وزير التربية الوطنية لم يكن مطلبا نقابيا، لأن المطالب الأساسية تتمثل في ملفات عالقة من أجل تحسين الوضعية الاجتماعية للمربي، كما أن ”سياسية” الوزارة تهدف إلى إلهاء النقابات عن دورها للحديث عن التكوين وتحسين المنظومة التربوية بمشكل المنح والزيادات وملف الخدمات الاجتماعية. وقال رئيس المجلس الوطني لأساتذة الثانوي والتقني ”كناباست” نوار العربي بأن ”رحيل الوزير بن بوزيد لم يكن مطلبا نقابيا لنا يوما ما”. واعتبر أن ”الملفات المطروحة هي ما نشتغل عليه من أجل حل المشاكل المطروحة”.
رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ أحمد خالد
”يجب وقف الإضراب والجلوس إلى طاولة الحوار”
كشف رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن ”رئيس الجمهورية يجب أن يتدخل لوقف الإضراب، الذي أثر كثيرا في التلاميذ وأوليائهم”. وتابع المتحدث ”لقد وصلنا إلى نقطة الصفر، والسؤال المطروح لماذا هذا الإضراب؟”.
وربط الرفض القاطع للإضراب أو أي حركة احتجاجية بالدخول المدرسي الاستثنائي هذا العام، بالنظر إلى المشاكل العالقة خصوصا أن التلاميذ عادوا إلى المدارس بعد شهر رمضان وعيد الفطر، وعدم حل مشكل الاكتظاظ والرسوب وعدم توفير الكتاب المدرسي وتسديد منحة رئيس الجمهورية المقدرة بـ3000 دينار، والنقل المدرسي واللاأمن.
واعتبر بأن التذبذب المسجل في الدراسة سجل منذ 2024، وهو ما يؤثر كثيرا في أجيال من التلاميذ. ودعا المتحدث إلى ”تحكيم صوت الضمير والعقل من أجل توقيف الإضراب، الذي أثار ضجة سياسية كبيرة، وأحدث حالة من التوتر والقلق في أوساط الأولياء”. وقال أحمد خالد: ”رسالتي لكل الأطراف هي الجلوس إلى طاولة الحوار في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى مقاعد الدراسة في القريب العاجل أيضا”.
قالت إن كل المطالب شرعية والإضراب قانوني 100 بالمائة
النقابات تطالب أولياء التلاميذ بالوقوف إلى جانبها
دافعت، أمس، نقابات قطاع التربية عن نفسها من الانتقادات التي وجهها لها أولياء التلاميذ ذات صلة بتبعات الإضراب ومسؤولية ما آل إليه القطاع من جراء الحركات الاحتجاجية المتكررة.
ودعا مزيان مريان إلى ضرورة تعقل الأولياء، وأن يقفوا إلى جانب الأساتذة في معركة المطالب المشروعة، قائلا إنه لا يوجد أي أسرة في الجزائر لا تخلو من أستاذ وأن الإضراب قانوني 100 بالمائة.
أما نوار العربي فدافع عن موقف الأساتذة قائلا إن ”الهم الأول والأخير بالنسبة لنا هو التلميذ، لأنه لولا هذا الأخير لما وجد الأستاذ أصلا، ونعتقد بأنه بتحسين الوضعية الاجتماعية للمربي سيؤدي إلى أداء أحسن، وستعم الفائدة بذلك على الجميع بمن في ذلك التلميذ”.
وأردف مطمئنا بهذا الشأن بأن ”الإضراب لن يستمر سنتين، بل هو أسبوع قابل للتجديد”، أما فيما يتعلق بما وجه للأساتذة ومن خلالهم للنقابات بأن ”التلاميذ رهائن” فهذا أمر مرفوض، لأن الهجوم الشرس على الأستاذ يحط من قيمته، وأضاف المتحدث ”على الأولياء أن يكونوا في صف الأساتذة، لأن إضرابهم قانوني ومن يملك سلطة التغيير هي الحكومة، التي يجب أن تستجيب لنا”.
ومن جانبه أعرب المكلف بالإعلام في الـ”إينباف” مسعود عمراوي عن أمله في أن تهتم جمعيات أولياء التلاميذ أكثر بالجانب التربوي، وأعاب عليهم اهتمامهم بالقطاع أثناء فترة الإضراب وانشغالهم ”باتهام الأساتذة بشر النعوت” وهذا يتناقض مع هيبة الأستاذ، وأوضح في هذا الإطار أن الأساتذة لم يدخلوا في إضراب إلا وهم ”مكرهين”، مضيفا بأن الأساتذة على أتم الاستعداد لتعويض الساعات الضائعة خلال الإضراب مجانا بمجرد انتهاء الأزمة وأنهم واعون جدا بالمهمة الموكلة إليهم.
نوار العربي
”وزارة التربية لا تحترم محاضر المفاوضات حتى لو أمضاها الوزير”
يرى نوار العربي بأن الملفات التي لا تزال عالقة، من أهمها الخدمات الاجتماعية، فالوزارة تريد التوجه إلى الاستفتاء، لكن السؤال المطروح: هل يعقل أن يوجه سؤال للشعب بصيغة ”هل أنت مع التضامن الوطني أم ضده؟”.
وأضاف المنسق الوطني ”الملف العالق يوجد فيه طرحان، الأول يتعلق بالإبقاء على اللجنة الوطنية واللجان الولائية، والثاني المتعلق بتأسيس لجان على مستوى كل مؤسسة تربوية، والحل الأنسب هو التضامن الوطني الذي يمكن كل العمال من الاستفادة من أموال الخدمات”.
أما فيما يتعلق بطب العمل، الذي لا يزال مطلبا مطروحا على أرضية توجد على طاولة الوزير، فعلى الرغم من صدور كل المراسيم إلا أنه لم يتم تنفيذ هذه القرارات.
واعتبر نوار العربي بأن ما يحدث حاليا ”هو نتيجة تراكم غير مجد للوزارة مع النقابات، خصوصا مع عدم احترام المحاضر الممضاة، ولو كان الممضي فيها هو الوزير بوبكر بن بوزيد نفسه”. وأضاف ”إن مثل هذا المنطق جعل المجتمع الجزائري قطاع طرق، لإيصال صوته إلى الوصاية”.
مسعود عمراوي المكلف بالإعلام في ”الإينباف ”
”نطالب بإدماج الأسلاك المشتركة في القطاع”
دعا مسعود عمراوي إلى ضرورة إدماج موظفي الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين المنتسبين لقطاع التربية في السلك التربوي حتى يتمكنوا من الاستفادة من جميع الزيادات التي تشمل جميع فئات عمال القطاع، وقال إنه من المجحف أن يشكل هؤلاء الاستثناء لمجرد خضوعهم لمرسومي 08-04 و08-.05
مزيان مريان
”حلم 4 آلاف سكن وظيفي بالجنوب لم يتحقق”
أفاد مزيان مريان أن الهدف من وراء فتح ملف الخدمات الاجتماعية هو ”الوصول إلى لجنة مراقبة شفافة، وليس الخروج بنفس السيناريو”. أما فيما يتعلق بالسكنات الوظيفية في الجنوب، والتي وعد بها وزير التربية الوطنية بـ4000 وحدة سكنية، فلم يتحقق منها شيء، وتنتظر الوزارة في كل مرة الخروج إلى الشارع لفتح الملفات العالقة، ما يؤكد بأن الجزائر تسير بمنطق ”اليوم بيوم” بدون تخطيط ولا رؤية مستقبلية”.
المعاملة بالمثل … السلطة مطالبة بكشف زيادات الإطارات السامية”
المعاملة بالمثل … السلطة مطالبة بكشف زيادات الإطارات السامية”