موضوع المرأة صعب المراس، وحامي الوطيس، فكلٌ له وجهة نظر خاصة، هناك المناوئون لها باعتبارها رمزا للعار والفساد والشرور، وهناك المعتدلون في آرائهم نحوها، باعتبارها رمزا للقيم والصلاح والتربية،، والبعض لا يعتبر المرأة سوى أداة للتناسل والتكاثر.
سأل المغيرة بن شعبة (والي الكوفـة) أعرابيا رآه في الطريق، فقال له: ماذا تعرف عن النساء؟ قال الأعرابي: هنّ أربع: ربيع مربع، وجميع يجمع، وشيطان سمعمع، وغل لا يخلع (أي: قيد لا يترك)، فقال المغيرة: فسرها لي بأبي أنت وأمي. قال الرجل: أما الربيع المربع، فهي إذا نظرت إليك سرتك، وإذا أقسمت عليها برتك (أي: إذا تزوجتها أحسنت إليك)؛ أما التي هي جميع يجمع: المرأة تنكحها ولا نسب لك، فتجمع نسبك إلى نسبها؛ أما الشيطان السمعمع: فالنائحة في وجهك إذا دخلت، المولولة في أثرك إذا خرجت؛ وأما الغل الذي لا يخلع: فالزوجة الخرقاء الذميمة، التي قد نثرت لك بطنها (ولدت)، إن طلقتها ضاع الولد، وإن أمسكتها فعلى جذع أنفك، قال المغيرة مستكرها شرح الأعرابي: بل أنفك أنت، ليتك لم تفسر، وليتني لم أسألك…
وقال علقمـة الفحل:
"فإن تسألوني بالنساء، فإنني
خبيرٌ بأدواء النساء، طبيبُ
يُردنَ ثَراءَ المال حيث علمنه
وشرْخ الشباب عندهن عجيب
إذا شاب رأس المرء أو قلَّ
ماله، فليس له من ودهن نصيبُ"
هذا في الجاهلية....
ومهما يكن من شيء، فإن مكانة المرأة في المجتمعات العربية دون مكانة الرجل، بكثير كان أو بأقل من ذلك، إذ لا يزال العرب يحتفظون بعقلياتهم الجاهلية، ولعل أدل قول على بغضهم للإناث قوله تعالى: "إذا بُشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، يتوارى من سوء ما بشر به، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، ألا ساء ما يحكمون"، لكن ليس لهذا الحد طبعا، حتى لا يجد حلا سوى وأدها، وإنما بتصرف، فيمسكها على هون وذل، وتصبح البنت أمة أو جارية يهبها لمن يشاء بالمقابل المادي الذي يقاس على حسب "جمالها أو نسبها…".
أما البنت التي تبور، وتعنس في بيت والدها، فقد تقوم قيامتها وهي حية ترزق، وتصبح عبثا على أهلها، لأنها قد تصبح مقصد الأوغاد للطعن في شرفها، وهذا عار لا يقعد دونه إلا الديوث الخسيس.. ونفس الأمر يقال في المطلقة التي ستصبح الدريئة لكل من هب ودب.. (نسأل الله لأخواتنا وبناتنا الأكفاء الحلال).
ولله در الشاعر (أديب إسحاق) الذي جمع فمنع، حيث قال :
"حَسِبَ المرأةَ قومٌ آفّــةً
من يُدانيها من الناسِ هلكْ
ورآهـا غيرهم أُمنيةً
ملك النعمـة فيها من ملكْ
فتمنى معشرٌ لو نُبِذت
وظلام الليل مشتدّ الحلكْ
وتمنى غيرهم لو جُعلت
في جبين الليث أو قلب الفَلَكِ
وصواب القول لا يجهلُـهُ
حاكمٌ في مسلك الحق سلكْ
إنما المرأة مِـرآةٌ بها
كلُ ما تنظــره منك ولكْ
فهْيَ شيطانٌ إذا أفسدتها
وإذا أصلحتها، فهِي ملكْ"
انتهـــــــــى.
السلام عليكم أخي شكرا على الموضوع القيم كل له رأيه الخاص ب لكن تبقى المرأة بمساوئها ومحاسنها مكملة للرجل والرجل مكمل لها شكرا لك