تخطى إلى المحتوى

المعلم: إذا كان هذا حالي ي عصري الذهبي فكيف!؟ 2024.

قالها إبراهيم طوقان عن معلم السبعينات ,ماذا سيقول عن معلم القرن الواحد والعشرين؟

شوقي يقول وما درى بمصيبتي قم للمعلم وفه التبجيــــــلا
اقعد فديتك هل يكون مبجـــــلا من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقتلنـــي الأمـــير بقــولـــه كاد المعلم أن يكون رسولا
لو جرب التعليم شوقي ساعــة لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسب المعلم غمة وكــــــآبــــة مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا
مئة على مئة إذا هــي صلحت وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولو أن في التصليح نفعا يرتجى وأبيك لم أك بالعيون بخيـــلا
لكن أصلح غلطة نحـــويـــة مثـــلا واتخــــذ الكتاب دليـــلا
مستشهدا بالـــــغر من آياتــه أو بالحديث مفصلا تفصيــلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي ما ليس ملتبسا ولا مبــــذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى وذويه من أهل القرون الأولى
فــــأرى حمارا بعد ذلـك كــله رفع المضاف إليه والمفعولا
وأكون منشغلا بشرحي غارقا بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحـوار وتارة أجد السؤال يفيد والتعليــــلا
فأسأل الطلاب عن مضمونــه وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوتـــــه يردُّ الفرات زئيره والنيــلا
أستاذ أستاذي ويرفع إصبـــعا ويقيم أخرى ترفض التنزيـلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحــــة هيا بنيَّ أجـــب أراك نبـــيلا
فيقول يا أستاذ إني محصــــــر هب لي إلى الحمام منك سبيلا
وأكاد أصعق منه إلا أنـــــني أجد التصــبر نافعا وجمــــيلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني يشـــكو زمـيلا مؤذيا وكسولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا فيفوق(هوميروس)أو (فيرجيلا)
أو قد يقول مباهيا ومفاخـــرا إنـــــــي رأيتك تحمل الزنبيلا
أو قد رأيتك قائما أو قاعــــدا أو في الحديقة جالسا مفــتولا
حتى كأني قد فعلت جريمـــــة أو قد قتلت من الأنام قتـــيلا
أو صار من بين البرية واعظي ومعلمي التحريم والتحليلا
وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي وأزيل هــما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة أو بالهــــواء مطيبا وعلـيلا
وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا أستاذ صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع الطلاب طابورا ولا تدع النظام ولا تندّ قليلا
واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم فطريقك المعتاد بات طويلا
واجعل نشاط في الصحافة و الإذا عة و الريادة بينا مقبولا
وإذا كتبت محضّرا في دفتــري أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء الوكيل وقال عدل يا فــتى اشطب وسجل غيرة مقبولا
خصص ومثّل للــنشاطات التـي أعطيتها واجعل لديك دليـلا
قد صارفي التحضير عندي عقدة فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطـــــعام وتارة أهــذي به إذ ما رأيت خليــلا
وبجانبي أم العيال تعــــــــقدت إذ قد رأتـــني دائما مشغــولا
حتى الجوار تعقدوا من هولــــــه والحي صار بعقدة مشمولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتـحار وجدته إن المعلم لا يعيش طويلا

الله أعلم ماذا كان سيقول في وقتنا الحال
بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.