كلمة كبيرة يصعب التحدث عنها بدقة. ولكن من صفاته أنه يعرض عليك أفكاره بأبسط صورة وبأجمل أسلوب حتى لكأنك تشاهده وتجالسه عندما تقرأ له، إنه الكاتب الذي يشعرك بأنه يخاطبك بعينك، وكأنه يعرف أسرار حياتك، فتقرأ له وأنت تتعجب من معرفته بذلك كله!
كأنه يعيش معك أو تعيش معه، إنه ذلك الكاتب الذي ينجح في جعل تعبيرات وجهك تتغير مع تغيّر الصفحات فمرة ابتسامة، ومرة مسحة حزن، ومرة علامة اهتمام وتأثر.
الكاتب الناجح بعيد عن التكلُّف، يتناول موضوعاته بطريقة مبتكرة هي أقرب إلى البساطة والواقع بحيث تتوصّل من خلال كلماته إلى حلول عملية قابلة للتطبيق لا مجرّد حلول نظرية قد يصعب تطبيقها في كثير من الأحيان.
إنه ليس ذلك الكاتب الذي يكتفي بسرد جراحات الأمة ومأسيها وينتهي دوره. وتنتهي أنت من قراءة ما كتبه بشحنة من الإحباط.
بل هو الكاتب الذي يبعث روح التفاؤل والأمل في الأمة ويُحفِّزها، فلا يكاد القارئ ينتهي من كتابه إلا بشحنة من الهمة
لعالية والرغبة في العمل الجاد.
هو كاتب تشعر من خلال كلماته بأن كل جملة تحتاج إلى تأمُّل، وتحمل بين طياتها معانٍ كثيرة، إنه الأسلوب الأخَّاذ، السلاسة والبساطة، ملامسة الواقع، الحديث الإيجابي، التجديد في طريقة الطرح والمعالجة، إنه الاختصار غير المُخلّ، والاختيار الموفق، إنه الإخلاص قبل هذا وذاك، حتى إذا فرغت من كتابه أو مقاله شعرت بإحساس جديد!
ربما أعطاك دفعة من التفاؤل والإيجابية. ربما جعلك تراجع حساباتك مع نفسك. ربما أراح خاطرك من أمور حيرتك. ربما أعطاك مفهوما ًجديداً للحياة. بل ربما غير حياتك بدون مبالغة!
كل ذلك يفعله الكاتب الجيد في نفس القارئ، فالكتابة فن تحتاج إلى فارس يمتطيها بمهارة وخفة لتبدو لنا جمالاً في جمال. إنك عندما تقرأ لذلك الكاتب الرائع تحترمه جداً لأنك تشعر بأنه يحترم عقلك فهو لم يضيع وقتك بل جعلك تربح أكثر لأنه سما بنفسه وكتاباته ليسو بك فما أعظمه. إنه كاتب يأخذك معه داخل الكتاب، ولا يجعلك تخرج منه إلا في الصفحة الأخيرة وأنت تبتسم وتبحث عن مُؤلَفٍ آخر له. إنهم نخبة من الكتُّاب والكاتبات كالنجوم تتلألأ في سماء العالم الإسلامي في الماضي والحاضر.
فارتقِ بين النجوم.
شكرا لك على الموضوع المميز. فكما قلت الكتابة فن راقي و مميز.
مرورك زاده روعة