السلام عليكم
تحدت احياتا اشياء في حياتنا فنقول لاباس انها قضاء وقدر .ليس كل شيء كما نعتقده فالقضاء والقدر ينقسم الى قسمين مخير او ميسر
الميسر هو انننا لا نملك القدرة على تغيره متل يوم ولادتنا والدينا المكان اللدي نولد فيه .اجسامنا طولها لونها .عرضها متى نموت .واما الاشياء المخير فيه متل اسلامنا انت مسؤول عن دينك .عملنا وغير دلك ولهده اعرض لكم هده الموضوع حول القضاء والقدر ارجوا ان يفيدكم
نشرت في مجلة نهج الإسلام، عدد (32)
الإيمان بالقضاء والقدر، من العقائد التي يجب أن تعلم بالضرورة.
أشار إلى هذا صاحب الجوهرة :
وواجب إيماننا بالقدر و بالقضا كما أتى في الخبر
لقوله صلى الله عليه وسلم :
والقضاء تعلق علم الله وإرادته بإيجاد الأشياء على وجه مخصوص والقدر إيجادها فعلاً على هذا النحو.
تعلق القضاء بالعلم، وتعلقت الإرادة بالقدرة والفعل
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك علاقة بين توحيد الألوهية وبين القضاء والقدر، فقال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الديلمي بمسند الفردوس :
" الإيمان بالقدر نظام التوحيد "
النتائج النفسية التي يحققها الإيمان بالقضاء والقدر فيما رواه الحاكم في تاريخه : " الإيمان بالقدر يُذهب الهم والحزن ".
ولكن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن الخوض في موضوع القضاء والقدر، والبحث في مكنون أسرارهما، لأن المخلوق الحادث لا يستطيع أن يدرك علم الخالق القديم، فقال صلى الله عليه وسلم :
والمؤمن يجب أن يعتقد أن جميع أفعال العباد، وكل حادث في الكون إنا هو بقضاء الله وقدره، ولكنَّ مشيئة الله شاءت أن يكون للإنسان مشيئة حرة، هي أساس التكليف، والابتلاء، ومناط الثواب والعقاب، وبسببها يكسب الإنسان الخير، أو الشر، فيُثاب على الخير، ويُعاقب على الشر قال تعالى :
والقضاء والقدر نوعان : نوع لا كسب فيه للإنسان ؛ لأنه لا إرادة له فيه ولا يؤاخذ عليه، كحركة الأفلاك والأنواء، ونزول المطر، ونمو النبات، واختلاف أحوال الناس من صحة ومرض، وقوة وضعف وغنى وفقر، وحياة وموت، وبما أن من لوازم الحكيم، أن تكون أفعاله حكيمة، والقضاء والقدر من أفعاله، فالقضاء والقدر الذي لا كسب للإنسان فيه متعلق بالحكمة، والحكمة متعلقة بالخير المحض، قال تعالى مشيراً إلى هذا النوع من القضاء والقدر :
والنوع الثاني من القضاء والقدر متصل بأفعال العباد، فالإنسان مُنح إرادة حرة هي أساس التكليف، والابتلاء، وقد منحه الله أيضاً مقومات التكليف، والابتلاء، فسخر له ما في السماوات والأرض تسخير تعريف وتكريم، ليؤمن به ويشكره، ومنحه العقل قوةً إداركية يتعرف به إلى الله خلال الكون المسخر، قال تعالى :
وبعث الأنبياء والرسل، وأنزل معهم الكتاب بالحق، ليكون منهجاً للإنسان يهتدي به.. قال تعالى :
وأودع الله في الإنسان الشهوات، ليرقى بها صابراً أو شاكراً إلى رب الأرض والسماوات، قال تعالى :
لقد منح الإنسان إرادة حرة، لتكون أساس التكليف والابتلاء، وليكون النجاح بها ثمن العطاء، ومادام الإنسان قد مُنح هذه الإرادة الحرة ليكسب بها أعماله الاختيارية، وليكون مسؤولاً في حدود ما منحه الله إمكانات، فلن تُسلب منه هذه الإرادة الحرة ؛ لأنه يستحيل أن تتناقض إرادات الله، ومتى توجهت إرادة الإنسان إلى فعل شيء، في الدائرة التي هي مناط اختياره، تعلقت إرادة الله فأمدته بالقدرة على تحقيقها وسيَّرت الفعل الاختياري الكسبي للإنسان إلى الجهة التي تستحق الخير أو الشر، وهكذا تُوظَّف مشيئة الإنسان الحرة الخيِّرة، أو الشريرة للخير المطلق. قال تعالى:
وهنا محل الإشارة إلى مقولة : " إن الله خالق لفعل الإنسان " فهذا لا يعني أنه أجبره عليه، ولا يعني أيضاً أنه رضيه منه، ومقولة : " إن الله علم ما كان وما سيكون " لا يعني أن علم الله هو إلغاء لاختيار الإنسان، إنه علم كشف وليس جبراً، فالجبر يتناقض مع التكليف.
(ويضيف بعض العلماء على مقومات التكليف، القدرة الظاهرة على تنفيذ مشيئة الإنسان، وهي في حقيقتها قدرة الله التي تتحقق بها مشيئة الإنسان)
والابتلاء والمسؤولية والجزاء والثواب والعقاب.. لقول الله عز وجل :
وهذه آية محكمة هي أصل في نفي الجبرية، وتُحمل الآيات المتشابهة كما هو رأي علماء الأصول على الآيات المحكمة.
ولعل في قول سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما
تلخيصاً لعقيدة القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة : من لم يؤمن بقضاء الله فقد كفر، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر، وإن الله تعالى لا يُطاع استكراهاً، ولا يُعصى بغلبة، لأنه تعالى مالكٌ لما ملَّكهم، وقادرٌ على ما أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما عملوا وإن عملوا بالمعصية فليس هو الذي أجبرهم على ذلك، ولو أجبر الخلق على الطاعة لأسقط الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط العقاب، ولو أهملهم كان ذلك عجزاً في القدرة، فإن عملوا بالطاعة فله المنَّة عليهم، وإن عملوا بالمعصية فله الحجة عليهم ".
انظر (المرقاة 1/52) نقلاً عن تائية القضاء والقدر وشرحها
وللحسن البصري رضي الله عنه أجوبة شافية في القضاء والقدر، فعندما قيل له : إن الله أجبر عباده ؟ قال : الله أعدل من ذلك، فلمَّا قيل له : أفوض إليهم ؟ قال : هو أعزُّ من ذلك، ثم قال : لو أجبرهم لما عذبهم، ولو فوَّض إليهم لما كان للأمر معنى.
وهناك من يعتذر بالقضاء والقدر ليتنصل من المسؤولية، وهذا عذرٌ واهٍ وحجة باطلة.
فتجاهل الإرادة الحرة التي منحها الله للإنسان، وكذلك الفكر الذي يميز به الخير من الشر، والشرع الذي فيه تبيان لكل شيء، فإن هذا التجاهل لا يُعفي صاحبه من المسؤولية.
* * *
وعند أهل السنة والجماعة هناك فرق بين القضاء والمقضي، فالقضاء فعل الله تعالى وإرادته ومشيئته، وقضاء الله تعالى كلّه حق، وكله للعباد، وكله حسن، والمقضي هو كسب العبد وفعله ظاهراً، وفيه العدل والجور، والخير والشر، والحسن والقبح، ويجب على المسلم بناء على هذا ـ أن يقاوم المقضي إذا كان جوراً، أو شراً، أو قبحاً لا أن يستسلم له ؛ لأن الرضا بالكفر كفر، والرضا بالظلم ظلم، وهكذا قال تعالى :
فإن عجز المسلم عن إزالة المقضي، أو مقاومته، فعليه أن يضرع إلى الله أن ينجيه منه، قال تعالى :
وللدعاء أثر في رد القضاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم :
وقال أيضاً :
وقد أشار العلامة البيجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد عند قول الناظم :
وعندنا أن الدعاء ينفع كما من القرآن وعداً يُسمع
لقد أشار إلى أن الدعاء ينفع في القضاء المبرم، فيكون اللطف، وفي القضاء المعلق فيكون الدفع.
لذلك لا يُجدي الذكاء، والحيطة، والحذر، في ردِّ القضاء، ولكن الدعاء المخلص، عقب التوبة الصادقة، ينفع في ردِّ القضاء، أو اللطف به.. قال صلى الله عليه وسلم :
والإيمان بالقضاء والقدر لا يتناقض مع الأخذ بالأسباب، فلا تتم مصالح العباد في معاشهم إلا بدفع الأقدار بعضها ببعض، فكيف بمعادهم، فإن الله أمرنا أن ندفع السيئة وهي من قضائه وقدره، بالحسنة وهي من قضائه وقدره، فقد روى الإمام البخاري عن عمر بن الخطاب وعن الصحابة، رضوان الله عليهم أجمعين، أنهم لما قصدوا الشام وانتهوا إلى الجابية، بلغهم أن بها موتاً عظيماً، ووباءً ذريعاً، فافترق الناس فرقتين، فقال بعضهم : لا ندخل على الوباء، فنلقي بأيدينا إلى التهلكة، وقالت طائفة أخرى : بل ندخل ونتوكل، ولا نهرب من قدر الله، ولا نفر من الموت، فرجعوا إلى عمر فسألوه عن رأيه فقال : نرجع ولا ندخل على الوباء، فقال له المخالفون لرأيه : أنفرُّ من قدر الله ؟ فقال عمر : نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله !، أرأيتم لو كان لأحدكم غنم فهبط وادياً له شعبتان، إحداهما مخصبة، والأخرى مجدبة، أليس إن رعى المخصبة رعاها بقدر الله تعالى، وإن رعى المجدبة رعاها بقدر الله ؟ ".
* * *
ومن ثمرات الإيمان الصحيح المتوازن بالقضاء والقدر ؛ الاستقامةُ على أمر الله، والعمل بما يرضيه لأنه ؛
ومن ثمرات الإيمان الصحيح : الشجاعة، والإقدام، فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرفون جبناً، ولا إحجاماً، ففي آذانهم دويُّ التوجيه الإلهي، قوله تعالى :
ومن ثمرات الإيمان الصحيح : التحلي بالصبر الجميل، والرضا والتسليم، فعندما تنزل المصائب، يذكر المؤمن عند الصدمة الأولى قوله تعالى :
وهكذا نجد أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن خطير من أركان الإيمان وهو من العقائد الأساسية التي يجب أن تُعلم بالضرورة.
بارك الله فيك
شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
بارك الله فيك
شكرا………..