تخطى إلى المحتوى

الفيس، كان مع الجيا والجيش الإسلامي للإنقاذ 2024.

يكمل مدني مزراق في هذه الحلقة سرد الوقائع التارخية التي يبرر بها إعلانهم للعمل المسلّح، ليؤكّد بأنّ الجبهة الإسلامية للإنقاذ كانت هي الحاكم الفعلي للجزائر، ومن يسمّيه "الحاكم القديم" هو من خرج عليها وعلى الشرعية الدستورية، كما يوضّح بأنّ شيوخ الفيس كانوا مع العمل المسلّح والجهاد في الجزائر قلبا وقالبا، بل كانت الجيا إلى جانب الجيش الإسلامي للإنقاذ تشكّل أذرعا مسلّحة لها، منبّها إلى أنّه أنكر على قادة الفيس في رسالة وجهها لهم سنة 1995 سكوتهم عن تجاوزات الجيا بعدم وضع مرتكز شرعي يجمع من سمّاهم بالمجاهدين للعمل تحت مظلة الفيس.

تريد إقناع الشعب الجزائري بمشروعية العمل المسلح الذي قمت به بروايتك التاريخ الإسلامي؟

نعم، أقنعهم بأن الظلم والطغيان لما يسلط على أي شعب يفجر الثورات، وكان العلماء لا يناقشون قضية الخروج في كل وقت، فبومدين وبن بلة خرجا عن الحكومة المؤقتة في مؤتمر طرابلس ونظما انقلابا، آيت احمد خرج على حكم بن بلة بالسلاح، شعباني رحمه الله خرج عن حكم بن بلة في الصحراء، بومدين خرج على بن بلة في 1965، الطاهر زبيري خرج عن بومدين في 1967 بالسلاح.

هذا هو تبريرك للعمل المسلح، كنت أنتظر منك أن تقنعني بآية قرآنية أو حديث نبوي صحيح يقر الجهاد ضد نظام الحكم؟

وقتها جميع العلماء صمتوا عن قول الحقيقة إن كان بومدين على حق أم لا، هناك كانت دماء تسيل، كانت قنابل تنفجر، كانت مدافع تتكلم، لكن لم يتكلم العلماء ومات الجندي الجزائري، والشعب الجزائري والشرطي الجزائري.

إذا أردت إحياء سنة سيئة؟

كل ما قلته كان خروجا عن السلطان الحقيقي، هنا دخلنا اللعبة السياسية ودخلنا الانتخابات وفق القواعد.

سؤالي محدد، أذكر لي عالما واحدا أقر بالجهاد، إذا كان لا جواب لك، فتجاوز هذا السؤال؟

منذ الصحابة حتى الثمانينات، كان هؤلاء الناس يخرجون على السلطان بالسلاح وبالقوة، والعلماء يعترفون بهم بعد ذلك، أنا لم أخرج عن السلطان، والفيس لم يخرج على السلطان، الفيس طلب الحكم من الشعب المؤمن المسلم فمنح الحكم للجبهة الاسلامية للإ نقاذ في سنة1991، أصبحت هذه الأخيرة الحاكم الشرعي، صاحب المصداقية الذي قبل به الشعب فقامت فئة يترأسها نزار وعلي هارون وغزالي وبلقايد رحمه الله، انقلبوا على الحكم الشرعي الحقيقي.

نريد أن نتقدم في النقاش، هذا التحليل سمعه منك المشاهد عدة مرات؟

نعم، لقد تقدمنا، أنا الآن الحاكم الحقيقي، والحاكم القديم ظلمني الذي طرده الشعب ونزع منه الحكم، ويجب على الناس فهم الأمور جيدا، نحن أصحاب الحكم ومنتخبونا موجودة أساميهم في الجريدة الرسمية، والمفروض كانوا سيشكلون الحكومة، وهؤلاء الناس خرجوا على السلطان الحقيقي الذي انتخبه الشعب، وانقلبوا عليه وبدأوا بقتله وطرده إلى الصحراء، وهجره وينتهكون الحرمات، نحن كمعتدى علينا لم نجد يا شعب أي وسيلة للدفاع عن أنفسنا إلا بعض المصورات.

وهل قادة الجبهة أيضا خافوا من النظام ولم يقروا شرعية العمل المسلح؟

العلماء وقفوا وشجعوا ومدونا بالأموال، لا أذكر أسماء، ولست في هذا المقام لبيع الناس وتوريطهم، قلت لك أنهم كانوا خائفين من السلاطين، لهذا لم يجهروا بآرائهم، لكنهم أيدوا ووقفوا إلى جانب الجيش الإسلامي للإنقاذ.

لنعد إلى شيوخ الجبهة الإسلامية للإنقاذ عباسي وعلي بلحاج؟

لقد كانوا في السجن.

عندي رسالة لك وجهتها إلى شيوخ الجبهة في 1995، وجدتك تطلب منهم بطريقة أو بأخرى الإقرار بالعمل الذي تقومون به، لكن لم تجد منهم جوابا؟

أنت تحرق المراحل وتجعلها تتداخل في بعضها البعض، إن قيادات الجبهة في 1991 كانت تقر العمل المسلح مئة في المئة، الجبهة انتهت بها الأقلية إلى الخلية، فالجبهة الاسلامية رسميا وقانونيا انتهت قيادتها إلى الخلية التي أصبحت السلطة العليا للجبهة الاسلامية للإنقاذ في تلك الفترة، هذه الخلية التي أتكلم عنها هي التي كانت تنسق لتنظيم صفوف المجاهدين، ومع الأسف في النهاية اندمجت وذابت في الجماعة المسلحة الجيا.

نعم المعروفة بقيادة محمد السعيد؟

في أول الأمر كل الناس كانوا يوافقون الجهاد والدليل إذا كان مثلا الشيخ عباسي أو الشيخ عبد القادر بوخمخم أو الشيخ علي جدي لم يقروا بشيء مكتوب، وقتها الشيخ علي وجه رسائل قبل 1994.

علي بلحاج منذ 10 سنوات من خروجه من السجن عندما يخطب في الجمعة لم نسمعه يؤيد العمل المسلح؟

قبل 1994 وبعد صعودنا الجبل في 1992 لم يكن أي واحد من أبناء الجبهة الاسلامية صادقا وثابتا، ومنهم الشيوخ الأربعة ضد فكرة الدفاع عن النفس، ولو بالسلاح، وأتحدى أي واحد، والذي يقول غير هذا أواجهه وأقول له كاذب ومفتر.

هجومك على قيادات الجبهة ألا يدل على أنها لم تساير العمل المسلح؟

الرسالة التي تتحدث عنها كتبتها في 1995، السنة التي تقدم فيها العمل المسلح وقد خاطبتهم مرارا كقادة مسؤولين علينا ونحن في الجبال.

ولكن أنت هاجمتهم وحملتهم المسؤولية؟

أنا أخاطب قادتي بلسان صريح فصيح وأقر لهم بالقيادة، ولم ينكر أحد منهم في أي بيان أو أي تصريح أو أي رسالة مسربة أنه ليس قائدا لنا، ثانيا لومي للشيوخ بسبب الجيا، كانت قد استغلت مناضلي الفيس في أول الطريق على غرار العلاقات والأموال فانتابنا الخوف بعد أن شاهدنا الانحراف بدأ داخل الجيا، كنا قد طلبنا من الشيوخ أن سكوتهم الآن يترك المراقب السياسي للحاكم والرأي العام الدولي يرى أن الأجنحة المسلحة التابعة للفيس، في وقتها كانت الجيا تابعة للجبهة، تقوم بحماقات لا يرضى بها لا دين ولا خلق ولا شرع فقدمنا لهم مقترحا، قلنا لهم كعلماء وكقادة وكمسؤولين سياسيين إنه من واجبهم تقديم مرتكز شرعي يكون قاعدة أساسية لأي مجاهد يرضى بأن يكون تحت مظلة الجبهة، والذي يخرج عليه يعني أنه ليس منا، لأن إبقاء الأمور على ما هي عليه يجعل من هذا الجهاد وباء عليكم وعلى المسلمين وسوف تتحملون مسؤوليته.

فحوى الرسالة دليل على أنهم لم يتجاوبوا مع العمل المسلح؟

لقد تجاوبوا قبلها. سوف أقص لك كيف تم تنظيم الأمور والاتصال بالشيوخ المفرج عنهم، الجبهة لم تكن يوما ضد الجهاد والعمل المسلح، بل كانت ضد التجاوزات.. صحيح، ولكنها لم تعلن عنها، كانت ضد الكثير من الأفعال لتي كانت ترتكبها الجيا، لكنها لم تعلن عنها للأسف رغم طلبنا منها، ولكنها كانت مع الجهاد قلبا وقالبا.

كلام بدون دليل؟

هناك قادة كانوا معي وعاشوا كل كبيرة وصغيرة معي، وطلبت منك أن يحضروا ويشهدوا معي حتى يكون كلامي شرعيا، فالجبهة الاسلامية للانقاذ لم تكن يوما ضد العمل الجهادي، بل كانت ضد بعض التجاوزات التي ارتكبها حمقى من أبناء هذه الحركة.

لي سؤال موجه لكم …كم تبلغين من العمر …..و لي عودة انشاء الله .

شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــرااا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.