تخطى إلى المحتوى

الفلاح في تزكية النفس 2024.

الفلاح في تزكية النفس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم . ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }.
أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن ابن آدم مخلوق ضعيف , وقد حفَّ به أعداء كثيرون من شياطين الجن والإنس, يزينون له السيئات ويبغضون إله الحسنات , ومع هؤلاء الأعداء نفسه الأمارة بالسوء , تدعوه إلى تناول الشهوات المحرمة , وتسهل له ارتكاب الأعمال القبيحة , فالإنسان معرض للخطر من كل جانب , قال الله تعالى { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} ( فاطر 6) وقال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } ( الانعام 115 ) لكن مع تلك الأخطار كلها فقد جعل الله تعالى الرحيم للإنسان حصنا حصينا , إذا أوى إليه رجعت هذه الأعداء كلها خاسئة مدحورة , وهذا الحصن هو الرجوع إلى الله والتوبة إليه و الإعتصام بحبل الله و الإكثار من ذكره .
إن الله قد علق فلاح الإنسان ونجاته من أعدائه بإصلاح باطنه وظاهره ,قال تعالى : { قد أفلح من تزكى , وذكر اسم ربه فصلى } ( الأعلى 14 -15 ) و التزكية معناها تطهير النفس من العقائد الباطلة , قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ , وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ , وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } هود 112-115 ) وسأل سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه و قال : يارسول الله قل لي في الإسلام قولا لا لا أسأل عنه احدا غيرك , قال : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) رواه مسلم . إن الله تعالى ما جعل الفلاح لمن زكى نفسه إلا لأنه أمر عظيم , وبحصوله للعبد يتم له كل خير عميم , فرحم الله عبدا سعى لتزكية قلبه فنقاه من الشرك والرياء والنفاق ومن كل الأمراض , وأصلح ظاهره بالأقوال الحسنة , والأعمال الصالحة والاخلاق العالية
أيها الناس اتقوا الله تعالى بإصلاح الظواهر والبواطن وتقربوا إلى ربكم بطيب المقاصد و حسن السرائر
إن تزكية النفس تكون بالإستقامة على الطريق بسلوك الصراط المستقيم من غير تعوج عنه يمنة ويسرة , بحيث لا يزيد عنه ولا ينقص منه , فلا يتشدد ولا يتهاون , فلا إفراط ولا تفريط , المؤمن يسعى لتزكية نفسه بتنقية قلبه من كل مرض. مرض الشهوات ومرض الشبهات والرياء والنفاق والعجب و التكبر على الناس والحسد والغل , وحب المعاصي وأهله . والمؤمن يزكي نفسه كذلك بتزيين قلبه بالإيمان ومراقبة الله تعالى , وإرادة الخير والنصح لكل أحد , كما يزكي ظاهره بالمحافظة على الصلاة في وقتها , تامة أركانها و يداوم على ذكر الله وقراءة القرآن الكريم , وأداء الفرائض و الواجبات , والإبتعاد عن المعاصي والسيئات ,
إن الإستقامة الكاملة بحيث لا يقع تقصير من العبد في طاعة الله أمر غير مستطاع , فالعبد محل التقصير وهو معرض للخطأ , ومن فضل الله عليه ان شرع له الإستغفار ليجبر ذلك التقصير في الإستقامة قال تعالى : { فاستقيموا إليه واستغفروه } ( فصلت 6) ففي الآية الكريمة تنبيه إلى انه لابد من تقصير في الإستقامة المأمور بها فيجبر ذلك بالإستغفار , ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة , ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) رواه أحمد وابن ماجة وهو حديث صحيح , لكن لا يعني هذا التهاون بل يجاهد المؤمن نفسه على الكمال قال الإمام الشافعي : التوبة من الذنوب واجبة , والإحتراز من الذنوب أوجب ). فإن وقع منه تقصير فلا يبعد عن الصلاح و أهل الصلاح . قال صلى الله عليه وسلم ( سددوا وقاربوا ) رواه البخاري . فالسداد هو الإصابة في الأقوال والأعمال والمقاصد كالذي يرمي إلى هدف فيصيبه و المقاربة بما قرب من الهدف فالمطلوب من المسلم الاستقامة و هي السداد فإن لم يقدر فعليه بالمقاربة , و لا يبعد عن الخير و أهله , و ليكثر من التوبة و الإستغفار , رزقنا الله و إياكم الاستقامة على الدين, و اتباع سيد المرسلين وحفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين ’ اللهم اشف مرضانا واهد ضالّنا , وردنا إلى دينك ردا جميلا , وعافنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا إنك أنت مولانا , فنعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ ابو سعيد بلعيد

بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحمة 20 الجيريا
بارك الله فيك

وفيك بارك الله

بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا

شكرا لك أخي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حفيدة الفاروق الجيريا
بارك الله فيكم وجزاك الله خيرا

وفيك بارك الله
وجزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mikassa الجيريا
شكرا لك أخي

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا

بار ك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asouma92 الجيريا
بار ك الله فيك

وفيك بارك الله

تقبل الله منك و جزاك خيرا ///

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة benhebba الجيريا
تقبل الله منك و جزاك خيرا ///

بارك الله فيك

جزاكم الله كل خير

السلام عليكم
بارك الله فيك أخي
نسأل الله لنا ولكم الفلاح في تربية نفوسنا وتزكيتها

بارك الله فيك اللهم أتينا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة ووقينا عذاب النار

الجيريا الجيريا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبومحمد17 الجيريا
الفلاح في تزكية النفس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا }
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم . ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }.
أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن ابن آدم مخلوق ضعيف , وقد حفَّ به أعداء كثيرون من شياطين الجن والإنس, يزينون له السيئات ويبغضون إله الحسنات , ومع هؤلاء الأعداء نفسه الأمارة بالسوء , تدعوه إلى تناول الشهوات المحرمة , وتسهل له ارتكاب الأعمال القبيحة , فالإنسان معرض للخطر من كل جانب , قال الله تعالى { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} ( فاطر 6) وقال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } ( الانعام 115 ) لكن مع تلك الأخطار كلها فقد جعل الله تعالى الرحيم للإنسان حصنا حصينا , إذا أوى إليه رجعت هذه الأعداء كلها خاسئة مدحورة , وهذا الحصن هو الرجوع إلى الله والتوبة إليه و الإعتصام بحبل الله و الإكثار من ذكره .
إن الله قد علق فلاح الإنسان ونجاته من أعدائه بإصلاح باطنه وظاهره ,قال تعالى : { قد أفلح من تزكى , وذكر اسم ربه فصلى } ( الأعلى 14 -15 ) و التزكية معناها تطهير النفس من العقائد الباطلة , قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ , وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ , وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } هود 112-115 ) وسأل سفيان ابن عبد الله رضي الله عنه و قال : يارسول الله قل لي في الإسلام قولا لا لا أسأل عنه احدا غيرك , قال : ( قل آمنت بالله ثم استقم ) رواه مسلم . إن الله تعالى ما جعل الفلاح لمن زكى نفسه إلا لأنه أمر عظيم , وبحصوله للعبد يتم له كل خير عميم , فرحم الله عبدا سعى لتزكية قلبه فنقاه من الشرك والرياء والنفاق ومن كل الأمراض , وأصلح ظاهره بالأقوال الحسنة , والأعمال الصالحة والاخلاق العالية
أيها الناس اتقوا الله تعالى بإصلاح الظواهر والبواطن وتقربوا إلى ربكم بطيب المقاصد و حسن السرائر
إن تزكية النفس تكون بالإستقامة على الطريق بسلوك الصراط المستقيم من غير تعوج عنه يمنة ويسرة , بحيث لا يزيد عنه ولا ينقص منه , فلا يتشدد ولا يتهاون , فلا إفراط ولا تفريط , المؤمن يسعى لتزكية نفسه بتنقية قلبه من كل مرض. مرض الشهوات ومرض الشبهات والرياء والنفاق والعجب و التكبر على الناس والحسد والغل , وحب المعاصي وأهله . والمؤمن يزكي نفسه كذلك بتزيين قلبه بالإيمان ومراقبة الله تعالى , وإرادة الخير والنصح لكل أحد , كما يزكي ظاهره بالمحافظة على الصلاة في وقتها , تامة أركانها و يداوم على ذكر الله وقراءة القرآن الكريم , وأداء الفرائض و الواجبات , والإبتعاد عن المعاصي والسيئات ,
إن الإستقامة الكاملة بحيث لا يقع تقصير من العبد في طاعة الله أمر غير مستطاع , فالعبد محل التقصير وهو معرض للخطأ , ومن فضل الله عليه ان شرع له الإستغفار ليجبر ذلك التقصير في الإستقامة قال تعالى : { فاستقيموا إليه واستغفروه } ( فصلت 6) ففي الآية الكريمة تنبيه إلى انه لابد من تقصير في الإستقامة المأمور بها فيجبر ذلك بالإستغفار , ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة , ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) رواه أحمد وابن ماجة وهو حديث صحيح , لكن لا يعني هذا التهاون بل يجاهد المؤمن نفسه على الكمال قال الإمام الشافعي : التوبة من الذنوب واجبة , والإحتراز من الذنوب أوجب ). فإن وقع منه تقصير فلا يبعد عن الصلاح و أهل الصلاح . قال صلى الله عليه وسلم ( سددوا وقاربوا ) رواه البخاري . فالسداد هو الإصابة في الأقوال والأعمال والمقاصد كالذي يرمي إلى هدف فيصيبه و المقاربة بما قرب من الهدف فالمطلوب من المسلم الاستقامة و هي السداد فإن لم يقدر فعليه بالمقاربة , و لا يبعد عن الخير و أهله , و ليكثر من التوبة و الإستغفار , رزقنا الله و إياكم الاستقامة على الدين, و اتباع سيد المرسلين وحفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين ’ اللهم اشف مرضانا واهد ضالّنا , وردنا إلى دينك ردا جميلا , وعافنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا إنك أنت مولانا , فنعم المولى ونعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ ابو سعيد بلعيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.