إن الجزائر باعتبارها دولة من الدول النامية، لم تكن بمنأى عن مشكلة الفقر، ففي تقرير للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان
10 ملايين جزائري يعيشون تحت خط الفقر
كشف تقرير جديد للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر والذي حددته الأمم المتحدة يوم 17 أكتوبر من كل عام أن 10 ملايين جزائري يعيشون تحت خط الفقر، حيث دق هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المختصة ناقوس الخطر مؤكدا من خلال دراسة قام بها أن نسبة الفقر قد ازدادت بشكل ملحوظ في الجزائر، بالرغم من أنها سادس مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وثاني منتج للنفط بإفريقيا بعد نيجريا، مؤكدا أن سنة 2024 سجلت 1932017 أسرة فقيرة مع زيادة بـ 340 ألف أسرة فقيرة مقارنة بالسنة الماضية 2024 التي كانت 1.628.000 أسر فقيرة.
أترككم مع هذه الصور التي تجسد الفقر في الجزائر
و هذه صور لما يعيشه الفقراء الأفارقة
أبناء سوريا الذين أصبحوا اليوم يتسولون في كل مكان : مسجد ,سوق,طريق
و في المقابل نجد صنفا من الأغنياء
سننتقل الآن إلى الحلول
تابع الموضوع
الآن الحلول :
* الجمعيات الخيرية :
نشاهد في مجتمعنا بعض الجمعيات الخيرية التطوعية تجند أعضاءها لتقديم يد المساعدة للفقراء ابتغاء مرضاة الله و ذلك في مختلف المناسبات
– الدخول المدرسي : شراء الأدوات المدرسية للفقراء
– رمضان : إفطار جماعي و قفة رمضان
– عيد الفطر : كسوة الأطفال الفقراء بالملابس الجديدة
– عيد الأضحى : شراء كبش العيد
إلخ …..
فبارك الله في هذه الجمعيات و جزاها الله الخير و كثر من أمثلها .
و لكن يا تراه هذا العمل يكفي للقضاء على الفقر و تحسين وضعية الفقراء لو لم يتضامن المجتمع كله
" يد واحدة ما تصفق " … " يد واحدة ما تصفق " … " يد واحدة ما تصفق "
ربما ستقوم هذه الجمعيات بدعم الفقير بغذاء ليلة أو ليلتين و لكن ما حال الفقير بعد هذه الليلتين.
فإذا لابد من حل دائم يدعم هذه الحلول المؤقتة
و من بين الحلول التي أقترحها :
دعم الفقير ليصير غنيا
تقديم مبلغ مالي للفقير يمكنه من صنع مشروع مصغر يمكنه من العمل و كسب قوت يومه.
كما يقول المثل : " لا تعطه سمكة و لكن علمه كيف يصطاد "
على سبيل المثال : شخص لديه 5 ملايين يريد أن يتصدق بها .
إذا أعطى عشر فقراء 5000 دج فقد كفاهم قوت أسبوع أو أقل
و لكن إن أعطى لفقير واحد 50000 دج ( 5ملايين) و ساعده في إستثمار هذا المال فإن هذا الفقير قد يعود يوما ما غني و سيخرج الزكاة و يستمر الخير و يقضى على الفقر
تمكن المرأة الفقيرة من شراء مكينة خياطة و الإعتماد على نفسها
و في الأخير أنصحك بهذه الحكمة التي تقول :
" كن أنت التغيير الذي تريده في المجتمع "
عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم .
نظرة الإسلام للفقر :
الإسلام حطّم أيَّ حواجز أو سدود تفرِّق أو تميِّز الغني عن الفقير
قال تعالى:
[سورة الحشر]
﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً(7)﴾
[سورة الطلاق]
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103)﴾
[سورة التوبة]
﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26)﴾
[سورة الإسراء]
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)﴾
[سورة النحل]
قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالجُوْعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَـٰـبـِرِيْنَ) سورة "البقرة" آية "155"
و من الأحاديث النبوية نجد :
قال – عليه الصلاة والسلام – (يدخل فقراء أمتي الجنةَ قبل أغنيائها بخمسمائة عام) أخرجه "الترمذي" من حديث "أبي هريرة" وقال حسن صحيح. وفي رواية أخرى (بأربعين خريفًا)
وعند الطبراني والبزار -بإسنادٍ حسن- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَان وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ».
وأخرج الإمام مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَر، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ».
جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال:
((يا رسول الله، والله إني أحبك، قال انظر ما تقول، قال: والله إني أحبك، قال: انظر ما تقول، قال: والله إني أحبك، فقال عليه الصلاة والسلام: إذا كنت صادقاً فيما تقول، للفقر أقرب إليك من شرك نعليك))
إن أحببتني حقيقة، لابد من أن تنفق مالك في سبيل الله، لابد من أن تعطي من مالك الذي أعطاك الله، فهذا فقر الإنفاق وسام شرف للمؤمنين، من شدة إنفاقه، أنفق ماله.
عن معاوية بن حيدة قَالَ قُلْتُ:
((يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَبَرُّ قَالَ أُمَّكَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمَّكَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ أُمَّكَ قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبَاكَ ثُمَّ الْأَقْرَبَ فَالْأَقْرَبَ قَالَ))
[أخرجه الترمذي وأبو داود وأحمد]
وفي موضوع الإنفاق على الأقرباء والأهل حديثُ جَابِرٍ قَالَ:
((أَعْتَقَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ عَبْدًا لَهُ عَنْ دُبُرٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَلَكَ مَالٌ غَيْرُهُ فَقَالَ لَا فَقَالَ مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّي فَاشْتَرَاهُ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَدَوِيُّ بِثَمَانِ مِائَةِ دِرْهَمٍ فَجَاءَ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَتَصَدَّقْ عَلَيْهَا فَإِنْ فَضَلَ شَيْءٌ فَلِأَهْلِكَ فَإِنْ فَضَلَ عَنْ أَهْلِكَ شَيْءٌ فَلِذِي قَرَابَتِكَ فَإِنْ فَضَلَ عَنْ ذِي قَرَابَتِكَ شَيْءٌ فَهَكَذَا وَهَكَذَا يَقُولُ فَبَيْنَ يَدَيْكَ وَعَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ))
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد والدارمي]
قال النبي عليه الصلاة والسلام :
((.. والصدقة برهان…))
[أخرجه مسلم والترمذي وابن ماجة وأحمد والدارمي]
فعنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ:
((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ))
[أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد]
على المسلم الفقير الصبر على مصيبته ، وبذل الجهد في رفع الفقر عن نفسه وأهله .
قال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) الذاريات/58 ، وقال تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) هود/6 ، وقال تعالى : ( أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ) الملك/21 ، وقال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ) الإسراء/70 .
عَنْ صُهَيْبٍ الرومي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) .
رواه مسلم ( 2999 ) .
و أنا الآن بطرحي لهذا الموضوع لا أذم الأغنياء و لكن أسعى لأن نجد حلول و لا نشاهد الأمور و نبقى مكتوفي الأيدي .
نعم … نعم … نعم
ربما تكون يا أخي القارىء من الأغنياء و قد تكون من الفقراء
فأقول للغني : " إحمد الله " … " إحمد الله " … " إحمد الله " على ما رزقك و لا تبذر فإن الله لا يحب المبذرين.
روى مسلم ( 2865 ) عن عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ ) .
قال تعالى:
﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً﴾
[ سورة الإسراء ]
و أقول للفقير : " إحمد الله " … " إحمد الله " … " إحمد الله " على هذا الإبتلاء و اصبر فإنك بإذن الله من الأوائل الذين يدخلون الجنة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ))[1]
رواه الترمذي في الزهد (2274) ، وصححه الألباني ، وابن ماجه في الزهد (4113) .
فَالْفُقَرَاءُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ لَهُمْ حُسْنُ الْعَيْشِ فِي الْعُقْبَى مُجَازَاةً لِمَا فَاتَهُمْ مِنْ التَّنَعُّمِ فِي الدُّنْيَا
قَالَ تَعَالَى : { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } (الحاقة الآية 24)
أَيْ الْمَاضِيَةِ أَوْ الْخَالِيَةِ عَنْ الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ صِيَامًا أَوْ وَقْتَ الْمَجَاعَةِ .
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ) رواه الترمذي .
تحدى الواقع التي تعيشه
حتى في أوربا
الكثير من الفقر في الجزائري ذهني عقلي وليس بطني جسدي،فالمشكلة اللاقناعة والجوع الدائم ،والنفوس الفقيرة مهما اغتنت ماديا تبقى فقيرة،ونماذج البيوت القصديرية التي لاتفرغ ابدا مثالا على ذلك،والمسؤولية في بقاء الفقر المادي والروحي عند الناس ليس الدولة فقط ونظامها الإقتصادي الفاسد لأنه نظام الريع والسوق الموازية الرسيمية،بل كذلك أغنياء المجتمع الذي لايدركون الفقراء الا في المناسبات الإشهارية كقفة رمضان وبيوت الرحمة متناسيهم طيلة العام/
بين شراء مانحتاج واحتياج مانشتري فارقا
تم التعديل
لا تنسوني في دعائكم