على بعد عشرين كلم شرق البيض، وبقصر ستيتن يوجد ضريح وقبة سيدي علي الخليفة والذي تنحدر منه حسب الاجماع السلالة الجنوبية لأولاد سيدي علي بن يحي، تربط الروايات الشفهية وكذا الوثائق المكتوبة المحلية هذه الشخصية بسيدي علي بن يحي لمنطقة زمورة ،علاوة على ذلك وكما رأينا من قبل حتى وإن خلت المصادر العامة المكتوبة من أية معلومة في هذه المنطقة ، تتحدث الروايات الشفهية لأولاد سيدي علي بن يحي للشمال عن ابن يسمى علي ، ها هي بإختصار الرواية المستقاة سواء من زمورة أو غليزان : في الفترة التي كان يعاشر فيها فاس تزوج سيدي علي بن يحي من مغربية وأنجب منها ابنا يسمى علي ، في نهاية إقامته ترك بفاس هذه المرأة وابنها وعاد إلى المنطقة الأصلية أين كانت تعيش زوجاته الأخريات وأبناؤه ، لانعلم إن كان قد زار بعد ذلك عائلته في المغرب الأقصى ، المهم وهو أنه في الأيام الموالية لوفاته جاء إبنه علي من فاس إلى منطقة زمورة، وعرف بنفسه مع إخوته – من الأب – وقد أبلغ إخوته لعلي الذي كانوا يسمونه ولد الفاسية، أنه ليس لديه طمع في ميراث المرحوم، إكتفى الرجل الشاب بطلب شيئين كان يمتلكهما أبوه وهما – المسبحة ووعاء الوضوء – توجه علي نحو جبل عمور حاملا هذين الشيئين اللذين كانا يمثلان بالنسبة إليه نوعا من البركة ، بدل أن يعود إلى المغرب الأقصى الذي كان يتصور أنه غادره نهائيا ليعيش مع قبيلته
(1)
عن شراء المشرية الصغرى توجد ترجمة بالفرنسية مصادق عليها من طرف السلطات الاستعمارية سنة 1937 م بالبيض، حيث نقرأ بأنه في العام الهجري في 1219 هـ ( 1804 م) ، 34 إمضاء ( لأولاد سيدي الشيخ، أولاد عيسى، أولاد سيد الحاج بن عامر، وأهل ستيتن والغاسول ) يصرحون بأنهم يعترفون بملكية أولاد سيدي علي بن يحي المشتراة لصالحهم من طرف سيدي بحوص، وسيدي عطالله بن عابدبمقابل 110 بقرة .
وكما يبدو إذا تعلق الأمر حقا بسيدي بحوص ، ابن وخلف سيدي الشيخ وسيدي عطالله لتاجموت ، فإن هذه الواقعة حدثت في بداية القرن 17م – توفى الحاج بحوص في سنة 1655 م/ 1066 هـ أو 1661م / 1071 هـ.
لا يزال قصر مشرية الصغرى يحتفظ بطابعه المتميز، وهو يقع على بعد14 كلم جنوب البيض، يشكل المهد والمعقل الوجداني لأولاد سيدي علي بن يحي، حسب الروايات القديمة توجد سبع سلالات تنحدر من أبناء علي الخليفة ، تقسم الروايات الحالية أولاد سيدي علي بن يحي بالجنوب إلى ثلاثة أقسام : أولاد عبد الرحمن، أولاد الحاج وأولاد محمد ، وهي التسميات التي نجدها في توزيع المياه على البساتين ، بمحاذات القصر نجد حويطة سيدي علي بن يحي ، وهي عبارة عن حائط منخفض يحيط مكانا فارغا على مساحة ذات 15 متر مربعا تقريبا ، في هذا المكان تمت المصادقة على بيع الأرض لصالح أولاد سيدي علي بن يحي ، يمكننا حتى أن نشاهد على مسافة قريبة في إتجاه شمال الشرق جاء منه سيدي عطالله أحد الضامنين الاثنين لعقد الشراء ( خناق عطالله )
– كتذكير بهذا العقد تقوم سنويا كل أسرة من مشرية الصغرى بمنح مقدار من الشعير لأولاد سيدي عطالله – في وسط الساحة نلاحظ بناء غريبا فيما يبدو، بناه الجيش الفرنسي في القرن 19م بئر ذو قطر عريض عمقه يصل إلى 12 متر تقريبا، وقد بني بشكل جيد يتصل بثلاثة أبار أقل حجما ، ولكنها مبنية هي كذلك بشكل جيد يعتبر هذا البناء بمثابة مخزن للسكان المجاورين لا سيما أثناء فترة الجدب ، هناك غرفة قرب هذا البناء تضم ناعورة بدائية تستخدم في رفع الحبوب أثناء عملية توزيعه ، نجد أيضا المقبرة القديمة حيث أضرحة وقبب بعض شخصيات هذه السلالة ، من قبيل سيدي محمد مول الخلوة من أولاد الحاج أو سيدي محمد بن أحمد لأولاد محمد.(2)
(1) أ. خليفة بن عمارة ، شرفة الجنوب الغربي ، مكتبة جودي مسعود،2017 – ص212
(2) أ. خليفة بن عمارة ، نفس المرجع – ص215 / 216