هناك قدر من علم الدين يجب على كل مسلم تعلمه وهو (الفرض العيني من علم الدين) وسمي بالفرض العيني لأن علم الدين منه ما هو فرض كفاية ومنه ما هو فرض عين أي يجب على كل مسلم تعلمه، كعلم الاعتقاد ومن المسائل الفقهية كالطهارة والصلاة وأحكام المعاملات لمن يتعاطاها وغيرها، كمعرفة معاصي القلب والجوارح كاللسان وغيره، ومعرفة الظاهر من أحكام الزكاة لمن تجب عليه والحج للمستطيع.
وأشرف العلوم علم التوحيد لأنه يتعلق بمعرفة الله ورسوله بمعرفة أن الله واحد لا شريك له وأنه تعالى منزه عن صفات المخل…وقين فلا يشبه شيئا ولا يشبهه شئ بل هو الحي القيوم الذي ليس كمثله شئ، لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان، موجود بلا جهة ولا مكان، سميع بلا أذن، بصير بلا حدقة، حي بلا نفس ولا روح، متكلم بلا حرف ولا صوت، وكذا معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به وبلغه عن الله، لذلك هذا العلم هو أشرف العلوم على الإطلاق والدليل على ذلك قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} فقدّم الله تعالى بهذه الآية ذكر العلم به وهو إشارة إلى علم التوحيد على الاستغفار الذي يشير إلى العلم بالفروع.
وقد ثبت عن الامام الشافعي أنه قال: "أحكمنا ذاك قبل هذا" معناه أتقنّا علم التوحيد قبل علم فروع الفقه، وقال العلماء: "إذا فسد الأصل فسد الفرع" وقال الإمام الغزالي: "لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود"
فمن فسدت عقيدته لم يُقبَل منه أي عمل، لذلك كانت العناية بالعقيدة أهم من العناية بغيرها من علوم الدين.
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عدّة أحاديث في فضل تعلّم علم الدين منها قوله عليه السلام: "طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مُسلم" رواه البيهقي.
وقوله عليه السلام: "يا أيها الناسُ تعلَّموا فإنما العلمُ بالتعلُّمِ والفقهُ بالتفقُّه مَنْ يُرِد اللهُ به خيرا يفقههُ في الدين" رواه البخاري.
وقوله عليه السلام: "فَضْلُ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكب"وقوله: "لَفقيهٌ واحِدٌ أشدُّ على الشيطانِ مِن ألفِ عابِد" وقوله لصاحِبهِ أبي ذر: "يا أبا ذر لَئِنْ تغْدو فتتعلَّمَ ءايةً من كتابِ اللهِ خيرٌ لكَ مِن أنْ تُصلّي مائة ركعة، يا أبا ذر لَئِنْ تغدو فتتعلّمَ بابا مِن العلمِ خيرٌ لك مِن أنْ تُصلّي ألفَ ركعة" أي من النوافِل، رواهُ ابن ماجه في سُننِ .
لذلك قال الإمامُ الشافعي: "طلَبُ العِلمِ أفضلُ مِن صلاةِ النّافِلة gv
طوبى لمن تعلم القدر الضروري من علم الدين