بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد:
بعد أيام قليلة يبدأ أبناؤنا الأعزاء إجراء الامتحانات الرسمية لآخر السنة، فنتمنى التوفيق لهم والسداد ونسأل الله عز وجل أن يكونوا ذخرا لهذا البلد المسلم مسهمين في بنائه وتقدمه
وبين يدي هذه الاختبارات نريد ان نقدم نصيحة لأبنائنا الممتحنين وإخواننا الأساتذة الموقرين عملا بقوله عز وجل (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين):
لقد شاعت ظاهرة الغش بين التلاميذ والاتكال عليها في تحقيق النجاح دون مراعاة لحكمه عند الله عز وجل وأثره على مستقبله ومستقبل بلاده وحل المال الذي يحصل عليه من الوظيفة التي يقلدها بناء على نجاحه في هذا الامتحان.
وساعد على انتشار هذه الظاهرة تواطؤ بعض الحراس والسماح للطلاب بالغش ظانين انه شفقة على أبنائهم ومساعدة لهم على تجاوز الصعاب، وفي الحقيقة هم مخطئون فيما يعتقدون فما (ما بني على باطل فهو باطل) فالله امرنا بالتعاون على البر التقوى ونهانا عن التعاون على الاثم والعدوان؛ والغش محرم شرعا – كما سياتي – فهذا التعاون تعاون على الاثم والعدوان ينبني عليه عدة شرور منها:
– معصية الله عز وجل بمعاونة الغير على الاثم والعدوان
–
– حرمة المال المأخوذ عن هذا العمل والمال الحرام خطره عظيم؛ جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ) وإسناده جيد، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (2609).
والسحت هو الحرام الذي لا يحل كسبه، لأنه يسحت البركة أي يذهبها.
– غش المسلمين فيما استأمنوه عليه؛ قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (النساء: 58) ومنع الطلاب من الغش أمانة أوكلت إليه يجب عليه آداؤها امتثالا لآمر الله عز وجل
–
– التعليم تربية قبل ان يكون وظيفة فقط والذي يسمح بالغش يربي التلاميذ على هذا المبدأ فاليوم يغش في الامتحان وغدا يغش في وظيفته فيقدم لمجتمعه فردا غشاشا يعود عليه بالضرر ولا يبعد أن يعاقبه الله به ولو بعد حين فقد يكون –مثلا-يوما طبيبا يغشه في دوائه فعند الله (الجزاء من جنس العمل)
–
– إهانة المعلم والأستاذ لنفسه فالطالب أو وليه يعلم ان هذا العمل مخالف للشرع وللمبدأ الحسن وهو يرى في استاذه ومعلمه المثل الأعلى فإذا رأى منه مثل هذا العمل ازدراه واحتقره في نفسه وإن اثني عليه ظاهرا.
….. وغير ذلك من المضار الناتجة عن هذا العمل المخالف للشرع وللتربية الحسنة
وكذلك التلميذ الذي يغش يضر نفسه ويضر غيره على النحو التالي:
– يفسد دينه ويضيع توكله على الله عز وجل؛ حيث يظن انه سيحقق وظيفة يرزق منها من خلال الغش ونسي أن الارزاق مقسومة من عند الله وأنه لن يأخذ الا ما كتب له، وأن ما لم يكتب له لن يأخذه منه أحد.
–
– قد يكون ما يحصل عليه بناء على هذا الامتحان من وظيفة ومال حرام
–
– يغش المسلمين فيأخذ مكان غيره الذي هو أولى به وأقدر عليه منه
……………….
حكم الغش في الامتحان
الشيخ بن باز – رحمه الله -:
ما حكم الغش في أوقات الامتحان علما بأني أرى كثيرا من الطلبة يغشون وانصح لهم ولكنهم يقولون: ليس في ذلك شيء؟
فأجاب الشيخ ابن باز رحمه الله: الغش في الامتحانات وفي العبادات والمعاملات محرم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا فليس منا)) ولما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا والآخرة.
فالواجب الحذر منه والتواصي بتركه.
الشيخ بن عثيمين – رحمه الله -:
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
يقوم بعض الطلبة بالغش في أثناء الاختبارات، فما الحكم أيضاً؟
الجواب:
لا يحل للطالب أن يغش في أثناء الامتحانات، لأن الغش من كبائر الذنوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا"، ولأنه يترتب على غشه أن ينجح أو أن يعطى ورقة النجاح وهو غير جدير بذلك ثم يتولى مناصب في الدولة لا تصلح إلا لمن يحمل الشهادة وإذا كانت هذه الشهادة مبنية على غش فإنه يخشى أن يكون ما يأخذه من الرواتب حرام عليه لأنه يأخذه وهو غير مستحق له حيث إنه لم ينل حقيقة الدرجة أو بالأصح لم يصل في الحقيقة إلى الدرجة التي تؤهله لهذا المنصب فيكون أخذه للراتب من أكل المال بالباطل، فليحذر إخوتنا وأبناؤنا من الغش في الامتحان في أي مادة كانت لأن الحكومة لما وضعت المناهج على هذا الوجه ودخل الطالب لهذه المدرسة أو المعهد أو الجامعة على أساس أنه ملتزم بجميع مواده ومناهجه فإنه يجب عليه أن يوفي بهذا وألا يخون في أي مادة من المواد، وأما ظن بعضهم إنه لا بأس بالغش في مادة اللغة الإنجليزية والفرنسية أو مادة الرياضيات فإن هذا ظن لا أساس له من الصحة، لأن جميع المواد التي في المنهج مطالب بها الدارس ويعطى الشهادة على أنه أتقنها جميعها فإذا غش في بعضها ونقل من غيره أو لقنه غيره كان ذلك خيانة لأمانته وأدى إلى أن يكون غير ناجح في الحقيقة.
الشيح ابن جبرين – رحمه الله -:
س: ما حكم الغش في دورة اللغة الانجليزية أو العلوم البحتة كالرياضيات وغيرها؟
فأجاب الشيخ ابن جبرين حفظه الله: لا يجوز الغش في أي مادة من المواد مهما كانت لان الاختبار المقصود منه هو تحديد مستوى الطالب في هذه المادة، ولما في ذلك أيضا من الكسل والخداع، وتقديم الضعيف على المجتهد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا ليس منا)) ولفظ الغش هنا عام لكل شيء، والله أعلم
يا حصراه على ايام زمان اتذكر ابي عندما ذهبت لامتحن شهادة السيزيام ولما رجعت سالني قال لي واش خدمت مليح اما الان انقلبت الموازين واش ورولكوم او خلوكم نقلتو .مازال والدي الذي يبلغ 85 سنة يسال ابنائي هل خدمتو مليح اقول في نفسي اكيد ابي يعيش في عصر غير عصره.
راه ذاك الزمان وناسو
عفوا امتحان بدل امتحن
للأسف أخي، صار الغش في بلادنا فنا وثقافة، بل صار شرطا للرجولة والشطارة.
والغش لا يقتصر فقط على التلاميذ، بل حتى للاستاذة والطلبة الجامعيين والمتقدمين للعمل في أي مهنة حكومية.
إذا كان المال حراما فالحج باطل والدعاء هباء والصيام يتبعه أكل حرام والصلاة يغطيها لباس حرام…
والله لأمر جلل…
أتمنى أن لا يكون المال حرام لمن لم يعلم بأن المال يصير حراما.
إن شاء الله يكون حل شرعي لمن تورط في الغش وهو يمتهن أي مهنة.