تخطى إلى المحتوى

الغرب ودغدغة عواطف البربر 2024.

لابد من إلقاء نظرة فاحصة على ما يجري في عصرنا الحاضر من محاولات حثيثة لبعض الحكومات والسياسات الغربية تهدف إلى تغريب أبناء البربر بإبعادهم عن أصولهم وثقافتهم وتاريخهم الحضاري العريق، والتشكيك في أصولهم وانتمائهم وهويتهم من قبل تلك الحكومات الغربية التي تنفق مئات الملايين من الدولارات على مؤسسات أنشأتها لتبتكر وتروج نظريات زائفة حول أصل وجنس البربر، وصار بعض المستشرقين السياسيين، الذين يزعمون بأنهم علماء، يقسمون البربر إلى أقوام وأجناس وسلالات حامية وأوروبية بيضاء وسوداء وزرقاء وغيرها، والهدف الحقيقي من وراء القيام بذلك هوا إشعال الفتنة والفرقة بين إخواننا البربر ومحاولة إضعاف روح الانتماء والوطنية والولاء والإخلاص في نفوسهم ومحاولة زرع الحقد في قلوبهم على أوطانهم، ثم تستخدمهم تلك الدول الغربية كورقة يحرقونها لابتزاز بلدانهم بلدان المغرب العربي والسيطرة على ثرواتها وجعلها أسواق استهلاكية دائمة للمنتجات الأجنبية، لكنهم عبثاً يحاولون. هذه ليست خطبة عصماء أو شعارات جوفاء بل حقيقة ثابتة لا يستطيع التشكيك في صحتها ومصداقيتها أحد. فمثلاً الدول الغربية التي يزعم أبطال اللعبة السياسية فيها بأن قبائل البربر من أصل أوروبي بل ويدعون بأن أصول البربر من الجالواز ( الفرنسيين القدماء)، هل ستوافق حكومات أوروبا على منح أبناء البربر الجنسية وتمنحهم نفس الحقوق التي يتمتع بها مواطنيها، من أبعد المستحيلات أن توافق على ذلك، وسوف أذكر مثالاً واقعياً واحداً يبين حقيقة تلك الحكومات وتعاملها العنصري مع أبناء المغرب العربي، سواءً كانوا من البربر أو من غير البربر: هناك الملايين من أبناء بلاد المغرب في فرنسا (حوالي أربعة ملايين) ولدوا وعاشوا فيها وساهموا في بنائها ودافع أبائهم بل قُتل البعض منهم دفاعا عنها، وماذا قدمت فرنسا للكثير من أبنائهم: حرمتهم الجنسية وحق المواطنة ويسمونهم الجيل الثاني من البور. لقد بلغ غالبيتهم سن المشيب وقضى سنوات عمره في فرنسا حالماً باليوم الذي سيحصل فيه على بطاقة شخصية وجواز سفر، وماذا عملت الحكومات الغربية التي تدعي بأنها تدافع عن حقوق البربر، هل دافعت عن حقوق إخوانهم الذين يعيشون ويعانون كل يوم، أطلعت على معانتهم أثناء إقامتي في فرنسا طوال سنوات الدراسة وحزنت كثيراً للمضايقات التي يتعرض لها هؤلاء الأخوة وأبنائهم . من المستبعد أن توافق حكومات فرنسا والدول الغربية الحالية والقادمة على منح الحقوق المشروعة لهؤلاء المغاربة، والذين يعتبرون في فرنسا وفي كل دول الاتحاد الأوروبي من المواطنين غير الشرعيين، إذاً فما هي الأهداف الحقيقية ودوافع السياسيين الأوروبيين لتأكيد أوروبية قبائل البربر، هل يهدفون إلى خلق الفتن داخل بلدان المغرب وزعزعة أمنها واستقرارها ودفع أبناء البربر إلى الانقلاب على بعضهم البعض وعلى إخوانهم العرب والاقتتال فيما بينهم بهدف تدمير أوطانهم؟ وتحويل أوطانهم إلى دول بلا سيادة وبلدان ضعيفة خانعة وخاضعة للسيطرة والهيمنة الأوربية؟ بعض ساسة اوروبا وحكامها يعزفون على وتر حقوق أبناء البربر في بلاد المغرب، وفي دول أوروبا هؤلاء الساسة والحكام الأوروبيون هم اول من يسلب وينتهك حقوق أبناء البربر وإخوانهم العرب.
د. محمــد علي العروسي
أستاذ العمارة والآثار الإسلامية بجامعة صنعــاء

بارك الله فيك أخي الكريم بن عيسى

ألف شكر على المباركة و التهنئة الرائعة

الله يبارك
الجيرياالجيريا الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.