تخطى إلى المحتوى

العنف اللفظي 2024.

  • بواسطة

بسبب ضغوط الحياة اليومية التي نعيشها، قد يلجأ الفرد في تعامله مع الآخرين أحيانا إلى استخدام كلمات جارحة تصنف ضمن العنف اللفظي، سواء كان سباً أو قذفاً أو ذماً. لكن الخطير انتشار العنف اللفظي بين الأزواج في السنوات الاخيرة، حتى أن المحاكم تشهد كثيرا من القضايا في هذا الشأن، ينتهي بعضها بالطلاق. فما أسباب تفاقم ظاهرة العنف اللفظي بين الأزواج؟ وما حلولها؟

التقينا مجموعة من أهل الاختصاص الذين تناولوا الظاهرة من خلال القضايا المطروحة في المحاكم، وحاولوا طرح حلول لها من وجهة نظرهم.

يعرّف المحامي عادل عبدالهادي العنف اللفظي بأنه اعتداء بالسب أو القذف أو الإهانة أو الاستهزاء، ما يصيب المرء في مشاعره ويجرح إحساسه ويهين كرامته. ويتابع:

– ازدادت قضايا العنف اللفظي في المحاكم في السنوات الأخيرة بسبب صعوبة الحياة وضغوطاتها وزيادة الالتزامات الأسرية، ما يؤدي إلى خلافات بين الأزواج قد تصل إلى حد التجريح والإهانة بالالفاظ، وتدفعهم الى القضاء الجنائي باعتبار صدور الألفاظ الجارحة جريمة تمس شرف الإنسان وكرامته وتستوجب العقاب، أو إلى القضاء المدني (الأحوال الشخصية) لطلب التفريق للضرر لصعوبة استمرار الحياة الزوجية بسبب الاهانات والسب من أحد الزوجين.

وعن الأكثر لجوءًا إلى القضاء بسبب العنف اللفظي، يقول:

– الرجل والمرأة يلجآن الى القضاء عند التعرض لموقف كهذا، فكلاهما يود محاسبة المخطئ في حقه، وإن كانت النساء النسبة الأكبر لكون الرجل هو الأقوى في الرد والأسرع في التلفظ.

وتتجاوز نسبة التطليق بسبب العنف اللفظي بين الزوجين %30 من الأحكام التي تصدرها المحاكم، على الرغم من أن بعض المحامين يتطوعون لعرض الصلح بين الطرفين حماية لأواصر العلاقة الأسرية ومستقبل الأبناء.

وللقضاء على هذه الظاهرة يطالب عبد الهادي بإلزام الجهات المسؤولة كوزارات الإعلام والتربية والشؤون الاجتماعية وغيرها بدراسة أسبابها ووضع تصور لمعالجتها، يبدأ من التوعية بأهمية استقرار الأسرة وسبل المحافظة عليها وحل خلافاتها بهدوء، وأيضا إخراج العنف اللفظي بين الأزواج من دائرة القضاء الجزائي حفاظاً على كيان الأسرة، وتشكيل محكمة الأسرة وفصلها عن دور القضاء العادي وإحالة دعاوى الأحوال الشخصية إليها، وإنشاء مكتب للعلاقات الأسرية في كل مخفر شرطة ينظر في شكاوى الأحوال الشخصية الطارئة والعنف اللفظي وإحالتها إلى محكمة الأسرة.

من ملفات المحاكم

ويعرض عبدالهادي بعض دعاوى العنف اللفظي التي نظرت أمام المحاكم:

• أقامت زوجة دعوى على زوجها بطلب التطليق لعدم اهتمامه بها وعدم الاستجابة لطلباتها وإهانتها بالسب والشتم والإساءة إلى سمعتها أمام أهلها وأهله، وقد قضي بالتطليق مع الاحتفاظ بكل حقوقها المترتبة على الزواج والطلاق.

• أقامت زوجة دعوى ضد زوجها تطلب التطليق بسبب إهانته لها واعتدائه عليها بالسب والتحقير أمام أهلها وعدم احترامها أمام أبنائها، وقد رد الزوج على تلك الدعوى برفض الادعاءات وتمسك بالصلح حفاظا على مستقبل الأبناء. وقضي فيها برفض الدعوى، واستأنفت الزوجة إصرارا على طلب التطليق، وقضي فيها بالتطليق بلا عوض أي حرمانها من مستحقاتها المترتبة على الزواج والطلاق.

النساء الأكثر شكوى

يؤكد الدكتور القانوني سعد العنزي أن ساحات المحاكم تشهد الكثير من القضايا بسبب العنف اللفظي بين الأزواج، وهي في تزايد مستمر بسبب ضغوط الحياة، وتصنف إما قضايا جنح (السب والقذف) أو أحوال شخصية (الطلاق للضرر، الطاعة) ويقول:

– قد يؤدي العنف اللفظي في حالات عديدة إلى الطلاق، فنسبة قضايا الطلاق للضرر بسببه لا تقل عن %70 من قضايا الطلاق المتداولة بالمحاكم. والنساء هن الأكثر شكوى أمام المحاكم من الرجال، وذلك لكثرة العنف اللفظي من جانب الأزواج.

ويضيف العنزي:

– في حالة وجود الرغبة من الزوجين للصلح يحاول المحامي التوفيق بينهما. والصعوبة هنا تكون في تمسك كل طرف بموقفه ورفضه أي تنازلات من جانبه واي محاولة للصلح.

وعن الحلول لردع تلك القضايا يقول:

– يلزم قانون الأحوال الشخصية المحكمة بالإصلاح بين الطرفين، أما بشأن الجرائم الجزائية بين الطرفين فالأفضل هنا سن تشريع جزائي خاص لجرائم الاعتداء البدني واللفظي بين الزوجين وتشديد العقوبات حتى يمكن الإقلال منها.

وسرد العنزي جانبا من القضايا التي باشرها وتدوولت في ساحات المحاكم وهي:

• أقامت زوجة دعوى تطليق للضرر لإساءة الزوج معاملتها والتلفظ عليها بألفاظ نابية، وحصلت على حكم بالطلاق البائن مع احتفاظها بجميع حقوقها الشرعية.

• أقام زوج دعوى تطليق للضرر لقيام الزوجة دائماً بإهانته وسبه وشتمه وطرده من مسكن الزوجية، وحصل على حكم بالطلاق وإلزامها برد المهر.

• أقامت زوجة دعوى تطليق للضرر لقيام الزوج بسبها وإهانتها بألفاظ نابية إضافة إلى بخله الشديد، وحصلت على حكم بالطلاق مع احتفاظها بجميع حقوقها الشرعية المترتبة على الزواج والطلاق.

الطلاق للضرر

أما المحامي فاضل الجميلي فيرى أن طبيعة العنف اللفظي تأتي نتيجة تربية الانسان ونشأته واستعماله ألفاظا نابية وجارحة كأمر اعتيادي في حياته:

– اذا كان أحد الزوجين معتادا على العنف اللفظي، فإن ذلك يسبب ضررا للطرف الآخر ويدفعه الى طلب الطلاق للضرر لعدم امكان استمرار الحياة الزوجية، كما أن السب والشتم والتهديد والتحقير والازدراء أمور مرفوضة دينيا واخلاقيا ونفسيا.

ان العنف المعنوي واللفظي يترك أثرا في النفس اقسى من العنف المادي المتمثل بالضرب، فالم الضرب يزول ولكن الالم النفسي المتمثل بالسب والتهديد بالحرمان والطلاق والابتزاز والتحقير كيف يزول؟

ويضيف الجميلي:

– تصنف قضايا العنف اللفظي ضمن قضايا الأحوال الشخصية، ويقدم المتضرر شكوى الى جهات التحقيق المختصة لردع الطرف الآخر من التمادي في غية وسلوكه الهمجي، وتتفاوت عقوباتها بين الغرامة والحبس.

والاكثر شكوى من هذا العنف هن النساء وذلك بحكم طبيعتهن وسيطرة الرجال عليهن. كما أن العنف اللفظي هو السبب الرئيسي في غالبية قضايا الأحوال الشخصية، وهو المحرك الرئيسي لدعاوى الطلاق، نتيجة كراهية المرأة للعيش مع رجل يبغضها واعتاد على شتمها وشتم اسرتها باقبح الالفاظ.

التربية قبل التعليم

وعن الحلول يرى الجميلي أن البيت الذي يسود فيه الصراخ والسب والشتم يخرج اجيالا بالتركيبة نفسها، بينما الحوار بأدب وبجميل القول سيخرج اجيالا ترث المواصفات نفسها. فالتربية الأسرية هي الغرس الأول في تهذيب شخصية الأبناء، كما ان الجو المدرسي المنضبط من قبل المدرسين في متابعة الطلبة ومحاولة تقويم سلوكهم والمسارعة في علاج ظواهر العنف اللفظي بينهم لها دور، فالتربية تسبق التعليم.

ومن أهم أسس علاج العنف اللفظي، منع الأطفال منذ الصغر من استخدام الألفاظ السيئة من سب وشتم، وعدم السكوت عند سماعها، وتحذيرهم من الوقوع فيها مرة اخرى وبيان عقابها. وأيضا على الإعلام دور مهم في نشر مبدأ نبذ العنف اللفظي.

المستوى الثقافي والاجتماعي

يقول استاذ القانون عبد العزيز الخطيب ان العنف اللفظي يعني استخدام عبارات تنم عن الاحتقار والإذلال قد تصل إلى درجة السب والقذف المجرم قانوناً:

– غالبا ما يرتبط استخدام العنف اللفظي بالمستوى الثقافي والتعليمي والاجتماعي للزوجين، فيكثر استخدام عبارات نابية في الأسرة المتدنية اجتماعياً، كما أن الفارق الثقافي والاجتماعي بين الزوجين في حال العنف اللفظي يدل على وجود خلل بالعلاقة الزوجية وانهيار للاحترام بينهما، ويترك آثارا مخربة على أفراد الأسرة، وقد يتطلب تدخل الطب النفسي.

وهناك العديد من القضايا أمام المحاكم التي يكون الشاكي فيها متضرراً من استخدام الطرف الآخر لألفاظ مهينة أو نابية، وقد تحكم المحاكم بالطلاق إذا تبين لها على وجه اليقين استخدام أحد طرفي الزواج للعنف اللفظي. ويوصف صاحبه بأنه عنيف لفظيا لان تلك الألفاظ تسبب آلاما نفسية شديدة لمن وجهت إليه والألم النفسي أشد وطأة.

فإذا تبين للمحكمة وجود ممارسة للعنف اللفظي بشكل لا يحتمله الطرف الموجه إليه تُنهي الحياة الزوجية.

النساء وسوء العشرة

ويؤكد الخطيب أن العنف اللفظي يعتبر من المشكلات المدمرة للأسرة، لذلك يعتبره القضاء من دلائل سوء العشرة التي تعطي للطرف المتضرر الحق في طلب إنهاء الزواج، ويضيف:

– النساء هن الأكثر تقدماً بشكاوى العنف اللفظي حيث يمارس الرجل دوره التسلطي عليهن خارج علاقة الود والتفاهم والرحمة، اعتقاداً منه أنه صاحب الأمر والنهي في أسرته من دون قيود، وهذا الفهم مخالف للإسلام والأخلاق. وكثيراً ما تؤدي حالات استخدام العنف اللفظي إلى الطلاق، وهذا الأمر ليس بالضرورة أن يصدر من الرجل، فالمرأة أحياناً لا تتوانى في استخدامه كسلاح ضد الآخر في حالات الخلاف والشجار.

ويختتم الخطيب بالقول:

– من الطبيعي أن يكون للمحامي دور في إنهاء المنازعات صلحاً. وفي حالة العنف اللفظي، وإذا كانت الحالة عابرة وحدثت لأول مرة، يمكن إعمال الصلح بين الزوجين، اما عند تكرار ذلك أو استمراره، فقد يصعب الصلح.

والحل من وجهة نظري يكمن في تطوير العملية التربوية لغرس أصول التراحم والخير بين أفراد المجتمع وتأسيس العلاقات الأسرية على أسس علمية وخلقية لبناء الفرد السوي.

فإذا كانت أحكام المحكمة تضع ميزان العدالة أمام تلك التصرفات فإنها تأتي لاحقة لنشوء الحدث، لذلك فالتربية والوعي الاجتماعي هما العمل الذي يسبق العلاج القضائي.

عقوبة قانونية

أورد قانون الأحوال الشخصية العنف اللفظي كأحد أسباب طلب التطليق أو التفريق بين الزوجين باعتباره ضرراً يستحيل معه استمرار الحياة الزوجية وذلك في نص المادة 126:

«لكل من الزوجين قبل الدخول أو بعده أن يطلب التفريق بسبب إضرار الآخر به قولاً أو فعلاً بما لا يستطاع معه دوام العشرة بين أمثالهما».

ويكون للطرف المتضرر الحق في اختيار أحد السبيلين ليسلكه، إما القضاء الجزائي لمعاقبة المخطئ أو اللجوء الى قاضي الأحوال الشخصية للحكم بالتطليق بينهما مع مراعاة عدم استفادة الطرف المخطئ في حق الآخر من أي مزايا تترتب على هذا الطلاق.

منقول

ما رايكم هل صحيح ضغوطات الحياة هي سبب العنف اللفظي بين الزوجين و ان كان ذلك لماذا نجد ناس عندهم ضغوطات و لا يستعملون هذا العنف في الكلام بينهما

ام انه نتيجة عدة عوامل منها البيئة التي ينشأ فيها الزوج او الزوجة ,تعامل الوالدين فيما بينهما و تاثيره على الطفل ,الوازع الديني , المستوى الحضاري و الاجتماعي ؟

ما رايكم

لم لا يوجد تفاعل الجيرياالجيرياالجيريا

سلاموووووووووووو

خويا ولله كاين عباد عندهم ظغوطات وربي يبارك صوة تاعهم متسمعوش وهدا نتجة تشبعه بعاطفه الدنيه التي جلعته لا ينقل مشاكله لطرف الثاني بل يتركه لرب العباد ويكون قانع في حياتوا مي تاني لمراء ربي يهديه كي تشوف راجله طلعتولوا هي تجي وتكمل عليه وعكس تاني

يعني قله الوعي بين طرفين لا اكثر ولا اقل

متميز كالعاده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.