إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ ، وإِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ.
فقد قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[1].
عباد الله:
إنَّ الصلاة عماد الدين، وأعظم أركان الإسلام، مَن حافَظَ عليها فهو السعيد الرابح، ومَنْ أضاعها فذلك الخاسر الشقيّ، وإنَّ الخشوع فيها مع الإخلاص لِلَّه آيةُ الإيمان وسبيلُ الفلاح، وأمانٌ من وساوس الشيطان الرجيم؛ فإنَّ العبد إذا اعتاد الوقوفَ بَيْنَ يَدَيْ مولاه في اليوم والليلة خَمس مرَّات، خاشعًا متواضعًا، فارغَ القلب من الشواغل، متدبِّرًا ما يتلوه من آيات الله – انْغَرَسَتْ في نفسه خشية مولاه في جَميع أعمالِه، وحضرتْه هيبةُ خالقه في عموم أحواله. فإذا سوَّلت له نفسه أمرًا، أو زيَّن له الشيطان سوءًا – تبرَّأ منها قائلاً: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[2].
” إن مشقة الطاعة تذھبُ ويبقى ثوابُھا
و إن لذة المعصية تذھب ويبقى عقابُھا
فانظر أيھما تختار لنفسك
بارك الله فيك تقبل الله منا ومنكم