وهذا سائلٌ من ليبيا يقول: ما حكمِ عملِ المرأة مع الرجل إذا كانت في حاجة ماسَّةٍ لهذا العمل علمًا بأنَّها تلتزم بالحجابِ الشرعي وتحاولُ عدم التعاملِ معهم إلَّا للضرورة؟
الجواب:
هذا كثير؛ وأظن ما من بلد مسلم إلَّا بُلِي بهذا، فإذا كانت فقيرة مُعدمة أو في بيتها معدَم فقير ودخلت في هذا العمل فلتتحاشىٰ مخالطة الرجال ومحادثَتهُم إلَّا عند الضرورة كأن تُخاطب رئيس العمل في أمرٍ لابدَّ لها من مخاطبتِه فيه بالهاتف وهذا أفضل وقد تذهب إليه ولكن يجبُ ألَّا يكونَ بابُ المكتب مغلقًا تحصل الخلوة هُنا في هذه الحال، ونحن نوصي بناتنا المسلمات أن يبتعدن عن الاختلاط بالرِّجال ولو كانَ هذا من منهجِ دولتها والآن نسألُ الله العافية أصبحَ الأمرُ مستساغًا وسرُّ هذا إِمَّا جهل الحاكم أو فساد بطانته ممن يرىٰ فيهم العلم فيفتونه أو من ذهبوا إلىٰ أحد المعسكرَيْن الكافريْن، المعسكر الشرقي بزعامةِ روسيا والصين أو المعسكر الغربي بزعامةِ أمريكا وبريطانيا، والحقيقة أنِّ بريطانيا يعني كالذِّيل لأمريكا إن لم يكن في الأحوالِ الكلية ففي أحوال كثيرة، ثُمَّ يعودُ هؤلاء المبتعثون حربًا علىٰ مجتمعاتهم؛ فينفَخون في المرأة الخروج وأنَّها من حقوقِها السياسية أن تعمل إلىٰ جانبِ الرجل وتدخل في المجالس وتُدلِي بصوتِها وهذا خلاف سنة رسول الله _ صلَّىٰ الله عليهِ وسلَّم _ قال عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ))، خرجَ النِّسَاء من البيوت واختلطنَ بالرجال في كلِّ مَجْمَع عام وخاص، جاءَ في بعضِ الآثار أَنَّه لمَّا خرج النساء كثُرَت الفاحشة وكثر البغايا فماتَ في يومٍ واحد يقولون سبعونَ ألف ماتوا بالطاعون والله أعلم.
لكن المقصود أنا أنصح بناتِنا في كلِّ أقطارِ الإِسلام أن يغادِرن الأعمال المختلِطة وأن يكتفينَ بالأعمال المفصولة عن الرِّجال كالتَّعليم، فإنِّ خُروجَهُنَّ يخالفُ الكتاب والسُّنة، أمَّا الكتاب فلأنَّ اللهَ دعا أمهاتِكُن أو أَمَرَ أمهاتِكُن عائِشة ورفيقاتها وكذلكَ أخواتهِنَّ من الصحابيات والخيِّرات وجميع نساء المؤمنين إلىٰ قيامِ السَّاعة بالقَرارِ في البيوت، قال تعالىٰ: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ﴾، فكيفَ بنساء متجمِّلات يجلسنَ في مكاتب الإستقبال وفي المستشفيات وفي الأسواق وفي المؤسَّسات وقد أفتىٰ علماؤنا – جزاهم الله خيرا – قبل أشهر بتحريم ذلك فكيف يا معاشر الرجال والنِّسَاء تُقلِّدون غيركم من غير المسلمين من اليهود والنصارىٰ وسائر المتحلِّلين الممسوخين وتتركون فتاوىٰ علماءَكم فيا بناتي المسلمات تعَقَّلنَ، واسْتبصِرنَ، وانظُرنَ، واحفظنَ أنفسكنَّ بما أمركنَّ اللهُ – سبحانه وتعالىٰ -. نعم.
سلام عليكم بارك الله فيك الاخت