تخطى إلى المحتوى

الشيخ طاهر الجزائري 2024.

  • بواسطة

أ- ترجمته :
هو طاهر بن صالح( ) بن أحمد بن موهوب الجزائري، ولد بدمشق سنة 1268هـ، ودعاه والده بـ (الطاهر) ( )، وكان قد هاجر والده من الجزائر إلى دمشق في سنة 1263هـ، وكان من بيت علم وشرف، وتولى بدمشق قضاء المالكية( ). وصار الشيخ صالح مفتي المالكية للجزائريين في دمشق، واشتهر بمعارفه وأخلاقه، وتوفي سنة (285هـ- 1868م) عن ستين سنة وترك أولاداً اشتهر منهم المترجم له، وابن شقيقه سليم الجزائري، الذي له في تهذيبه اليد الطولى( ).
وقد بذل والده المرحوم عنايته بتعليمه في بعض المكاتب البسيطة ومكتب الرشدية، الذي نال فيه شهادته ، ودرس عليه بعض العلوم وعلى الشيخ عبدالغني الميداني( ).. فنبغ في العربية وآدابها( ) وتلقى العلوم الطبيعية والرياضية من علمائها كنوابغ خريجي المدرسة الحربية( ).
ويتحدث تلامذة الشيخ طاهر عن المراحل التعليمية الأولى من حياته بأنه التحق بالمدرسة الجمقمقية الاستعدادية( ) فتخرج منها، بعد أن تطبع بطباع علمائها ، ومن أبرزها الرجوع بالشريعة إلى أصولها، والأخذ من آدابها، ومحاربة الخرافات التي استمرأتها طبقات المتأخرين، وإنقاذ الدين من المبتدعين والوضّاعين( ).
وقد نزعت نفسه إلى جمع الكتب منذ كانت سنه سبع سنوات( )، ومنذ أن كان في المدرسة الابتدائية أخذ يبتاع (يشتري) الدشوت والرسائل المخطوطة من دريهمات كان يرضخ بها له والده لخرجه… وكان كلما أحرز الشيخ شيئاً من الأوراق، والأسفار ، طالعه بإمعان وخبّأه وحرص عليه، واجتمعت له بطول الزمن خزانة مهمة من الأسفار بلغت بضعة آلاف مجلد فيها كثير من النوادر المخطوطة( )، واستمرت معه الرغبة في جمع المخطوطات والكتب النادرة إلى آخر حياته( ).
مات والده وهو لـّما يبلغ الثامنة عشرة من عمره، فاعتمد على نفسه في المطالعة والتنقيب والمراجعة والتحقيق، وتفقد المكاتب والوقوف على نفائسها فتمكنت فيه ملكة التأليف وجمع الكتب النادرة والمخطوطات النفيسة، فوُفِّق إلى إحراز كثير منها في دمشق، وفي أسفاره، فصار مرجعاً في فن وصف المخطوطات، ومعرفة مظانها والمفيد منها( ).
– ولما وصِفَ به الشيخ طاهر من اتساع الصدر لجميع علوم المدنية الحديثة( )، فقد درس العلوم الطبيعية والرياضية والفلكية والتاريخية والأثرية، أخذها عن علماء من الترك وغيرهم.. ولم يبلغ الثلاثين من عمره حتى أتقن العربية والفارسية والتركية.. وتعلم الفرنسية والسريانية والعبرانية.. ( ) وحذق اللهجة الليبية وهي لهجة قبائل الجزائر المغربية( ).
وقرأ جميع ما طالت يده إليه من الكتب العربية التي طبعت في الشرق والغرب، أما المخطوطات التي طالعها ولخصها فتعد بالمئات( ). ومما ساعده على التحصيل العلمي، قوة حافظته التي لا تكاد تنسى ما تَمُرّ به مهما طال العهد( ).
ولشدة شغف الشيخ بتحصيل العلم فقد كتب عنه طلابه بأنه لم يتزوج، بحجة ألا يشغل ذهنه بزوجٍ وأولاد، وليكون أبداً مطلق العنان يسيح في الأرض متى أراد( )، مع علمه أن لا رهبانية في الإسلام، وكذلك إرضاء لوالدته( ) ولعلمه أن للزوجة حقوقاً شرعية يجب أداؤها ، واستغرق أوقاته في العلم والسياحة( ).
ولم يكن الشيخ قد تجاوز الثانية والعشرين من سني حياته يوم تولى أولى وظائفه في الدولة، حين عُيّن معلماً في المدرسة الظاهرية الابتدائية بدمشق سنة 1294هـ( ).
– ويبين منهج الشيخ طاهر في دعوة الناس، ما ذكره طلابه عنه، بأنه لم يحد عن الخطة التي اختطها لنفسه منذ نعومة أظفاره، ودعا الناس إلى انتهاجها حتى آخر أيامه، وخطته الإخلاص والعمل على النهوض بالأمة عن طريق العلم وبث الملكات الصحيحة في أهل الإسلام، وثورته ثورة فكرية لا مادية، ويقول إن هذه الطريق يطول أمرها، ولكن يؤمن فيها العثار، والسلامة محققة ثابتة، وكان يبذل جهده لتعم دعوته أهل الحضر والبادية، والأغنياء والفقراء( ).
– وتنفيذاً لهذا المنهج فقد عقد الشيخ صلات مستديمة مع علماء عصره.. ومنهم صديقه العالم المجري غولد صهير اليهودي( )، الذي ترجم إلى الألمانية كتاب (توجيه النظر إلى علم الأثر) لأستاذه طاهر الجزائري، وقد أرسل غولد صهير إلى طاهر الجزائري هذه الرسالة: ( سلام على صاحب الشرف الباذخ، والفضل الشامخ، من هو المرجع للأماثل والأفاضل، الحاوي لأقصى معارج الفضائل والفواضل، العالم العلامة الشيخ طاهر.. أرجو أن لا ينمحي من قلبكم خيالُ صاحبكم المجري الذي كان يستجير بشامكم في سنة 1290هـ مقتبساً من أنواع علمائها، .. وصاحبكم يوماً فيوماً مستأنساً بمجاورتكم ومذاكرتكم، وكنا إذ ذاك في عنفوان شبابنا متبحرين في العلوم الشريفة، مستغرقين في بحور الآداب الظريفة.. حرر في 5 ذي الحجة سنة 1317هـ (5/4/ 1900م) ( ).
– ويبرر طلاب الشيخ طاهر علاقة الشيخ بالمستشرقين بأنها باعثة على تخفيف حملاتهم على الإسلام ولو قليلاً، وهذا مما كان يهتم له، ثم يهمه من أمر المستعربين من المستشرقين توفرهم على خدمة آدابنا، بنشر كتبنا النفيسة، وكان يعاونهم فيما هم بسبيله إذا استرشدوه، ويفتيهم راضياً مختاراً إذا استفتوه، فيما يتعذر وقوفهم عليه( ).

– وقد صنف الشيخ طاهر كتاباً في العقيدة، على طريقة السؤال والجواب، ويمكن أن تُستخلص من الكتاب عقيدته، فمما قال: مذهب السلف أرجح لأنه أسلم وأحكم، وأما مذهب الخلف فإنما يسوغ الأخذ به عند الضرورة.. ( ).
وبيّن معتقده من صفات الله سبحانه وتعالى، بقوله عن صفة الاستواء: المراد بالاستواء: استواء يليق بجلال الرحمن جل وعلا، فالاستواء معلوم والكيف مجهول، واستواؤه على العرش ليس كاستواء الإنسان على السفينة أو ظهر الدابة أو السرير مثلاً، فمن تصور مثل ذلك فهو ممن غلب عليه الوهم ؛ لأنه شبه الخالق بالمخلوقات مع أنه قد ثبت في العقل والنقل أنه ليس كمثله شيء، فكما أن ذاته لا تشابه ذات شيء من المخلوقات كذلك لا ينسب إليه سبحانه ما يشابه شيئاً مما ينسب إليها( ).
وبنفس المعتقد فسر العين واليد.. الخ من الصفات ثم قال: ينسب هذا المعنى إلى جمهور السلف، وأما الخلف فأكثرهم يفسرون الاستواء بالاستيلاء، واليد بالنعمة أو القدرة، والأعين بالحفظ والرعاية، وذلك لتوهّم كثير منهم أنها إن لم تؤول وتصرف عن ظاهرها أوهمت التشبيه( ).
ثم بين معتقده في الكتب السماوية، ومما قال عن الإنجيل: إن الإنجيل المتداول الآن له أربع نسخ ألّفها أربعةٌ؛ بعضهم لم يرَ المسيح عليه السلام أصلاً، وهم متى ومرقص ولوقا ويوحنا؛ وإنجيل كل واحد من هؤلاء مناقض للآخر في كثير من المطالب.
وقال عن القرآن: أشرف كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على أشرف أنبيائه محمد، وهو آخر الكتب الإلهية نزولاً، وهو ناسخ لجميع الكتب قبله ، وحكمُه باق إلى يوم القيامة( ).
وعن ختم الرسالة بنبينا محمد قال: إن حكم إرسال الأنبياء لدعوة الخلق إلى عبادة الحق، وإرشادهم إلى طريق السداد في أمور المعاش والمعاد، وإعلامهم بالأمور الغائبة عن أبصارهم، والأحوال التي لا يصلون إليها بأفكارهم، وتقرير الأدلة القاطعة، وإزالة الشبه الباطلة، وقد تكفلت شريعته الغرّاء ببيان جميع هذه الأشياء على وجه لا يُتَّصور أبلغ منه في الكمال، بحيث توافق جميع الأمم في جميع الأزمنة والأمكنة والأحوال، فلا حاجة للخلق إلى نبي بعده، لأن الكمال قد بلغ حدّه( ).
وبهذا الإيضاح يتبين أن معتقد الجزائري فيما ذكره، موافق لعقيدة أهل السنة والجماعة، وإنما الأخذ بمنهج الخلف فهو مرفوض عند السلف، ولا يسوغ الأخذ به لا عند الضرورة ولا غيرها؛ إذ أن طريقة السلف في بيان العقيدة هي طريقة الأنبياء والمرسلين، ولا يجوز العدول عنها إلى غيرها، فقد قال تعالى: ( أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجراً إن هو إلا ذكرى للعالمين) ( ).
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كيف يجوز على الله تعالى، ثم على رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم على خير الأمة: أنهم يتكلمون دائماً بما هو؛ إما نص، وإما ظاهر في خلاف الحق، ثم الحق الذي يجب اعتقاده لا يبوحون به قط، ولا يدلون عليه لا نصاً ولا ظاهراً، حتى يجيء أنباط الفرس والروم، وفروخ اليهود والنصارى والفلاسفة يبينون للأمة العقيدة الصحيحة، التي يجب على كل مكلف أو كل فاضل أن يعتقدها ؟ ) ( ).

ب-أهدافه وآثاره العلمية والعملية في تأسيس الجمعيات القومية:

بدأت مساعي الشيخ طاهر الجزائري، في نشر المعارف والعلوم، بعد أن عُيِّن مدحت باشا والياً على ولاية سورية في سنة 1879 (1296) ( )، فأسس الجمعية الخيرية( )، التي كان الاعتماد عليها في تأسيس المدارس، فلم تَسر خطة الجمعية الخيرية بنشر العلم على الأساليب الحكومية، وإنما تجمع المال من الموسرين وتنفقها في مشاريعها.
وقد قال الشيخ طاهر، عن منهج الجمعية: جرت منذ أسبوعين مذاكرة سرية في طريقة ترجمة إحدى دوائر المعارف الفرنسية، فإن الناس في احتياج لذلك… وقد كان بعض الحاضرين يريد أن يجعل زمام الأمر في يد الحكومة، فطلبنا أن يُكْتَم ذلك عنها، فإنه لا يؤمل أن تَقْدِرَ عليه، فإن هذا الأمر يحتاج إلى الحكمة أكثر من احتياجه إلى الحكومة( ).
ومن خلال دراسة سيرة الشيخ طاهر الجزائري العلمية والعملية يلاحظُ الباحثُ أن دور الشيخ طاهر الجزائري في تأسيس الجمعيات القومية العربية ينقسم إلى قسمين، القسم الأول: دوره في نشر العلوم والمعارف العامة، والقسم الثاني: دوره في تأسيس الجمعيات القومية، ونشر الفكر القومي.

القسم الأول:
أولاً: تولى التعليم لأول أمره في المدرسة الظاهرية الابتدائية، ولما أسست الجمعية الخيرية من علماء دمشق وأعيانها سنة 1294هـ دخل في عداد أعضائها ، وكان من أكبر العاملين فيها، ثم استحالت هذه الجمعية (ديوان معارف) فَعُين مفتشاً عاماً على المدارس الابتدائية التي أنشئت على عهد مدحت باشا والي سورية سنة 1295هـ( )، وتولى الشيخ طاهر هذه الوظيفة منذ سنة 1316هـ فأقام على هذا التفتيش أربع سنوات سعى فيها سعياً مشكوراً في ترقيتها( ).
ثانياً: أنشأ بمعاونة بضعة أصدقاء له (دار الكتب الظاهرية) بدمشق ، وجمع فيها سنة 1296هـ ما تفرق من المخطوطات العظيمة في عشر مدارس تحت قبة الملك الظاهر بيبرس.. وأنشأ مثلها (المكتبة الخالدية) ( ) في القدس نسبة للشيخ راغب الخالدي، وغيرها من مكاتب سورية وفلسطين، وعمل برامج لها وطبعها لتعميم فائدتها وتحويلها إلى مكاتب عامة( ).
ثالثاً: إنه مؤسس لكل المدارس الأميرية في سورية ولبنان وفلسطين زمن ولاية مدحت باشا، وولاية حمدي باشا الذي جاء بعده. وقد تمكن بدهائه أن يجعل العربية لغة التعليم ، إلى أن غُلب على أمره وكُفّت يدهُ وجُعل التعليم فيها بالتركية( ).
رابعاً: يقول أعضاء الجمعيات القومية: إن الشيخ طاهر الجزائري عمل بنبوغ وعبقرية على تأسيس المدارس تحت غطاء الجمعية الخيرية، ومعاونة مدحت باشا، ثم وضع البرامج، وتأليف الكتب اللازمة، وحمل الآباء على تعليم أولادهم، فقد فتح أبواب تسع مدارس للذكور جمعت في حلقاتها نحو ثمانمائة طالب، ومدرستين للإناث جمعتا نحو مائة طالبة، وكان منهجُ تعليمهم جميعاً حديث الأسلوب، غزير الفائدة، وأسس مطبعةً لطبع الكتب المدرسية باسم الجمعية( ).
خامساً: تأليف الكتب الدراسية، قال تلاميذه: (بذل جهده المستطاع في إصلاح الكتاتيب الابتدائية والمدارس.. وصنف كثيراً من الرسائل الناجعة للمبتدئين، المختلفة باختلاف طبقاتهم على أسلوب مُبتكر لم يكن معهوداً في ذلك الوقت( ) ومنها:
1-الجواهر الكلامية في العقيدة الإسلامية على طريقة السؤال والجواب.
2-التقريب إلى أصول التعريب.
3-توجيه النظر إلى علم الأثر.
4-منية الأذكياء في قصص الأنبياء، عربه عن التركية.
5-الفوائد الجسام في معرفة خواص الأجسام، وهو في الحكمة الطبيعية.
6-مدخل الطلاب إلى فن الحساب.
7-إرشاد الألبّاء إلى طريق تعليم ألف باء: كتاب ضمنه الشيخ مباحث لغوية عن حروف الهجاء، وترتيبها ورسمها( ).

القسم الثاني:
أما عن دوره في تأسيس الجمعيات القومية، فيُلاحظ أن أعضاء الجمعيات القومية تمكنوا من احتواء الشيخ طاهر الجزائري، والالتفاف حوله، وذلك للأسباب التالية:
1-العلاقة الوثيقة بين الشيخ طاهر وبين مدحت باشا، الذي يعتبره أعضاء الجمعيات القومية المصلح، وأبا الأحرار، ولهذا لم تظهر مكانة الشيخ طاهر عند أعضاء الجمعيات القومية، إلا بعد وجود هذه العلاقة( ).
يقول أعضاء الجمعيات القومية العربية: عندما كان مدحت باشا والياً على الشام، برز في دمشق رجل نابغة في علمه وتفكيره، ونشاطه وإخلاصه، وهو الشيخ طاهر الجزائري( ).
2-اطلاع الشيخ طاهر – كما يقول أعضاء الجمعيات القومية العربية- على العلوم العصرية، مع تضلعه بالعلوم الشرعية، ووقوفه على أحوال الأمم السائرة القديمة والحديثة، واطلاعه على كل ما يُترجم عن مدنية الغرب وسياسته واجتماعياته، واحتكاكه بعلمائه المستشرقين، وتبادله الاستفادة بينه وبينهم، حيث كان يقتبس منهم ما ينفع المسلمين، ويقبسهم ما يثبت سماحة الإسلام ومدنيته ومجد المسلمين وتمدنهم.
كما أن كثيراً من علماء المشرقيات -المستشرقين- في الغرب كانوا يستفتونه فيما يتعلق بعلوم الشرق، وكان بينه وبينهم صداقة يراسلهم ويراسلونه على اختلاف قومياتهم، وكلهم من المعجبين به المغتبطين بصداقته ومراسلته، وقد زار بعضهم في بعض رحلاته، وزاره كثير منهم أثناء رحلاتهم إلى الشرق( ).

– ومن أبرز دعوات الشيخ طاهر – كما يقول طلابه- الأخذ بالنافع من التمدن الحديث مادياً كان أو أدبياً، ونبذ الضار منه، ويدعو إلى التجدد واقتطاف ما يصلح ، وما أينعَ ثمرهُ من كل جديد، ويدعو إلى الارتقاء الفكري بدراسة العلوم الاجتماعية والمدنية والسياسية، ويدعو إلى تعلم لغات الأمم الحية ليتسنى فهم معنى الحياة ، لا للزهو والتفرنج والاندماج الأجنبي وتقليده على العمياء، ويدعو إلى الوطنية والإنسانية على شرط أن لا يُتَّجر بهما خشية انقلاب القضية إلى أثرةٍ وأنانية( ).
وقد أرسل الشيخ طاهر رسالة إلى أحد تلاميذه، قال فيها: وصلني كتابكم الكريم، منبئاً بعودكم من بلاد أوربا، فسررت بذلك سروراً شديداً، كنت أتمنى لكم هذه الرحلة من قديم، لما أتيقنه من الفائدة التامة العامة في ذلك، فإن الاقتباس من الأمم المترقية دليل على النباهة( ).
– إن اطلاع الشيخ طاهر على العلوم العصرية، والأبحاث الغربية، كان من أبرز أسباب التفاف أعضاء الجمعيات القومية العربية حوله، قال أحدهم: ويشهد الله أن من أعظم العوامل تأثيراً في مروق بعض خريجي المدارس العصرية وتملصهم من الدين هو جمود أمثال هؤلاء المعلمين السطحيين .. ولو قيض الله لناشئة المسلمين أساتذة مثل الشيخ طاهر، لما خسروا دينهم ، وعرّضوا بكيانهم القومي إلى خطر الانقراض والاندماج بهوية غيرهم من الشعوب( ).
– ويأتي هذا السبب في عصر أصبحت فيه البلاد الإسلامية مأوى للمعتقدات النصرانية، والحملات الاستشراقية، والصراع المحتدم بين الدول الصناعية والانفجار العلمي، وانبهار أكثر المتعلمين في ذلك العصر بالعلم الحديث، ويقابل ذلك وجود خواء فكري يعيشه العالم الإسلامي، وجمود في أكثر مجالات الحياة، وإغلاق باب الاجتهاد مع وجود دواعيه( ).
ولهذا أكد أعضاء الجمعيات القومية العربية أن أبرز مناقب الشيخ طاهر نبذُ التعصب؛ وسعيه في حل قيود التقليد الأعمى وحربه للتعصب الذميم( ) ونقده للجمود، حتى قال معاصروه: كان كثير الحديث عن علماء دمشق وأعيانها، وكثير الإسهاب فيما كان عليه معاصروه( ).
3-الطعن في سياسة الأتراك للبلاد العربية، ومطالبته بالإصلاح، فقد وصفه طلابه ومعاصروه بأنه كان يعرف السياسة وما ينبغي لها ، وحالة الغرب واجتماعه، والشرق وأممه وأمراضه معرفة اختصاصي( )، وقد صرف دقائق عمره لإنهاض الأمة بإتباع طريق العلم والتهذيب( ).
ومن أمثلة طعن الشيخ طاهر بسياسة الأتراك اعتباره الأتراك مستعمرين للبلاد العربية، فقد قال: (إن استيلاء الترك على أرض العرب أضرّ بها وأزال مدنيتها وغيّر أخلاقها) ( ). وتأكيداً على نقمة الشيخ طاهر على الحكم التركي، فقد قال طلابه: هجر دمشق إلى القاهرة سنة 1325هـ (1907) فراراً من ظلم العهد الحميدي وظلامه( ).
ودام لجوء الشيخ طاهر في القاهرة فترة ما بين سنة 1325هـ (1907) إلى سنة 1338هـ (1920)، وظل فيها طول هذه المدة.. ولما نشر القانون الأساسي في المملكة العثمانية (1908) رأى الشيخ بنظره الثاقب أن عهد الحرية الحقيقية بعيد، وكان لا يغتر بقوانين الترك ولا بثرثرة السياسيين، فانزوى في مصر( ).
ولما أعلنت الثورة العربية في الحجاز، أبدى الشيخ طاهر ابتهاجه بها، وتمنى لها النجاح في تحقيق الأماني العربية، وعندما بلغه خبر دخول الجيش العربي دمشق وإعلان الحكم العربي فيها سنة 1918 (1336هـ) استراحت نفسه وبدا عليه السرور( ).
4-انفتاح الشيخ طاهر على جميع معتقدي المذاهب والملل، فمن عادة الشيخ كما يقول أعضاء الجمعيات القومية من تلامذته على سبيل الإعجاب والتقدير: إن الشيخ يصحب الفرق المختلفة، مهما كان لون طريقتهم ونحلتهم، حتى الملاحدة وأرباب الطرق، ولقد كانت له صداقة أكيدة بالمطران يوسف داود السرياني( ) -رئيس أساقفة دمشق للسريان-، يتسامران، ويتحدثان، ويتناقشان، ويثني الثناء المستطاب على صديقه المطران، وقد طالت به صحبته وعشرته.
وهكذا كان له اتصال بالأرمن واليهود، واليسوعيين الكاثوليك، والأمريكان البروتستانت، وكان يغضي عن كثير من النقد على رجال الدين من غير المسلمين، ويقول: هم أقرب الناس إلينا، يعتقدون بالله واليوم الآخر وخلود النفس، وكانت جميع الطوائف تستلطفه وتحب عشرته، على ما بينها وبينه من التخالف ويطلعونه من سرائرهم على ما لا يبوحون به لأقرب الناس إليهم، وكان يقول عن هذا المنهج: الحمد لله لقد سالمنا كل الفرق( ).

5-تأييد الشيخ طاهر الجزائري الحكومة البريطانية في الحرب ضد الدولة العثمانية، فقد أرسل رسالة إلى صديقته المستشرقة (المس بل) أمينة سر حاكم العراق جاء فيها: لما كنت أعتقد أن أحسن من يُخلص العربُ له الود هو دولة بريطانيا العظمى، لما خبرته من الأحوال، ومقتضيات الأمزجة ونحو ذلك، والمودة لما كانت واجبة أن تكون من الطرفين، اقتضى الأمر أن يقع التفاهم بينهما ليستمر هذا الأمر، فرأيت أنه ينبغي لإنكلترا العظمى أن تعتني بأمور:
أ-أن تؤسس في كل بلدة كبيرة ديواناً شبيهاً بالرسمي، لتأخذ الأخبار المتعلقة بما يحبه العرب، لتساعد عليه بقدر الإمكان، والذين يُعَينّون ينبغي أن يكونوا من أعظم الناس معرفة بأمزجة العرب، ممن تلقوا ذلك مثل حضرتكِ الكريمة.
ب-أن تعتني بأمر اللغة العربية، ويظهر منها السعي في نشرها على غرار ما يظهر منها ذلك في حق اللغة الإنكليزية.
ج-الاعتناء الزائد في المساعدة على نشر العلوم، على وجه يساعد عليه الحال والزمان.
د-مراعاة عوائدهم وعدم الحط من كرامتهم، لاختلاف العادات، فقد بلغني وقوع تسلط من بعض المأمورين في البصرة والعراق وغيرهما، وهذا مضر جداً لا يُشعر بمضرته إلا بعد أن يشتد الحال، ويَعْسُر زوال ما في النفس، نَعَمْ إن هذا الأمر دقيق يصعب القيام به كما ينبغي، إلا أن الاعتناء به كثيراً ممكن، والعربي أهم شيء عنده عدم الهوان.
وإني أرى هذه الأمور إذا تمت هكذا، تكون النتيجة حسنة جداً ويشتد التلاؤم بين الفريقين، فإن العرب أقرب الناس إلى شكر النعمة، فإن وجد من لا يشكر، فإن في ظهور النعمة ما يقمعه عن إبراز ما ينويه من مغالطة الناس.
وقد ختم الشيخ طاهر الرسالة بقوله: المخلص للأمة العربية والدولة البريطانية العظمى/ طاهر الجزائري( ).
– وبيّن الشيخ طاهر المحظور من إبداء العطف والموالاة للحكومة البريطانية، فقال: (الناس الذين على فكري -من جهة توافق مصلحة الأمة العربية مع مصلحة الدولة البريطانية العظمى – كثيرون إلا أنهم لا يقدرون على إظهار فكرهم إلا بعد أن يروا باعثاً على إظهاره، لئلا ينسب إليهم أنهم خائنون للأمة، فإن هذه الجملة روّعت الناس كثيراً؛ وهي جملة اتخذها الشرقي لإرهاب غيره، سواء كان هو مخلصاً في نفسه أم غير مخلص .. وإني أوصيكم ببعض البلاد( ) التي لا أسميها، فإن فيها كثيراً من الرجال المهمين، الذي يعرفون قدر النعمة ويشكرونها، ولكنهم غُلبوا على أمرهم، لأنهم لم يُعرفوا في وقت الرخاء، حتى يُنتفع بهم وبرأيهم في وقت الشدة، والبحث يجلو كل شيء، فينبغي الانتباه لذلك في الحال والمستقبل، وقد آن الأوان لمعرفتهم، وهذا لا يكون إلا تدريجاً، فليبادر إلى ذلك)( ).
6-دعوة الشيخ طاهر لتأسيس الصحف والمجلات ذات الصفة السياسية والأدبية، فكم من جريدة أو مجلة أو كتاب أو رسالة نشرت في مصر والشام بإرشاده( ) ويقول أعضاء الجمعيات القومية: كان يُنشط الأكفاء على إنشاء الصحف السياسية والاجتماعية، والمجلات العلمية والأدبية، فكم من مجلة أو جريدة أنشئت في القطر السوري أو المصري بتنشيطه ومؤازرته، ويدعو المستبصرين إلى التبصر بالصحف النافعة والمجلات المفيدة ويبتهج بها. وكان له شغف بالاطلاع عليها وتتبعها خصوصاً التي تكثر من الترجمة عن الغرب. واقتطاف ثمرات علومه اليانعة… ويرى أن مطالعة مقالة علمية في مجلة أو جريدة أكثر فائدة من كثير من الدروس الحافلة بالمئات( ).
والأسباب سالفة الذكر كانت من أبرز دواعي التفاف أعضاء الجمعيات القومية العربية حول الشيخ طاهر الجزائري في المدة التي قضاها بالشام، في السنوات العشرين الأخيرة من القرن التاسع عشر، والسنوات الخمس الأولى من القرن العشرين( )، حيث التف أعضاء الجمعيات القومية العربية حول الشيخ حلقات متعددة منفصلة مترابطة، تجتمع إحداها بالشيخ بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، وتجتمع الثانية به في يوم آخر من أيام الأسبوع، بينما تجتمع الثالثة في مواعيد يحددها لهم.
وكانت للشيخ مع كثير من هؤلاء الشباب ومع غيرهم من شباب دمشق المتعلم سهرات ليلية متواصلة، ينتقل فيها معهم بين مختلف أحياء المدينة، وهو يتخير المنازل التي زائروها من النبهاء والمثقفين حتى إذا ما تجمعوا أخذ يستعرض أمامهم كل ما يقدِّر أنه يهمهم الاستماع إليه عن الحركات العلمية والفكرية والسياسية في خلال الأسبوع الذي اجتمعوا في نهايته( )، وكان أعضاء الجمعيات القومية يُصغون في انتباه وتواضع إلى ما كان يدور فيها من أحاديث ومحاورات في اللغة العربية وقواعدها وآدابها ، وفي الجهل الضارب أطنابه بالبلاد العربية، وفي الوسائل التي يجب التوسل بها لرفع مستوى التفكير والتعليم جميعاً( ).
ويضيف أعضاء الجمعيات القومية العربية بأن الحلقات كانت تدعو إلى تعليم العلوم العصرية ومُدارسة تاريخ العرب وتراثهم العلمي وآداب اللغة العربية، والتمسك بمحاسن الأخلاق الدينية( ).
وللعوامل المؤثرة المختلفة في نشر المعتقد القومي في البلاد العربية، فقد ظهرت آثاره على أعضاء حلقة الشيخ طاهر الجزائري، مما نتج عنه ظهور نزعة قومية عربية فيهم، وتأسيس حلقة سياسية سرية سميت بحلقة دمشق الصغيرة، انتقل كثير من أعضائها إلى استنبول( )، فراحوا يفكرون ويتناقشون في الخفاء فيما كان للعرب من أوضاع سيئة في دولة تتنكر للغتهم ولقوميتهم.
كان الهدف الظاهر لهؤلاء الشبان في حلقتهم مُدارسة تاريخ العرب وقواعد اللغة العربية وآدابها، أما هدفهم الخفي فقد كان بعث العروبة من رقادها بتلقين شباب العرب الوسائل المؤدية إلى هذا البعث( ).
ويصف أحد أعضاء الجمعيات القومية العربية بعض ما يدار في الحلقة السرية، من موضوعات، فيقول: كان الشبان الناهضون يتحدثون عن أوربا وتقدمها وعلومها، وعن نهضات الشعوب، والشكوى من ظلم الحكومة، واستبداد السلطان عبدالحميد، وسرد حكايات طويلة عن إغراق الأحرار في بحر مرمرة، وتعذيب الألوف من الشبان المطالبين بالإصلاح.. كانت هذه الأحاديث تذكر في مجالس الشبان وكان يحضر هذه المجالس شيخ الأحرار الشيخ طاهر، وله أكبر فضل في تنوير الأبصار والبصائر، ودفع العرب في طريق التقدم( ).
وبعد بيان التفاف أعضاء الجمعيات القومية العربية حول الشيخ طاهر الجزائري، أنقل بعض النصوص التي ذكرها أولئك الأعضاء، والتي تؤكد مدى تأثير الشيخ طاهر فيهم، يقول أحدهم: كان له تأثير عظيم في تلاميذه وإليه يرجع الفضل في ظهور كثير من أدبائنا الأفاضل ، فهو الذي ربى فيهم روح الإقدام والشجاعة الأدبية.. وكان من أقواله وتوجيهاته: إن العواطف الوطنية والدينية بطريق الشعريات لها شأن عظيم في استمالة الرأي العام( ).
وقرر تلاميذه بأن عدداً ممن اشتغلوا بالآداب أو تعلموا التعليم الثانوي أو العالي في الديار الشامية إن لم يكونوا استفادوا منه مباشرة فبالواسطة، وتلاميذه ومريدوه من المسلمين يعدون بالعشرات ، وأكثرهم اليوم يشغلون مقامات سامية في دور العلم والحكم وفي التجارة والزراعة( ) ولهذا يسوغ أن نعتبر أن أغلب المتعلمين والمتأدبين من الباحثين والكتاب في القطر السوري عالةٌ عليه ، وإن لم يتلقوا منه مباشرة( ).
ويقول فخري البارودي في مذكراته: إذا كان من فضل لأحد علي في توجهي من الناحية الوطنية فهو أولاً الشيخ طاهر الجزائري المغربي أستاذناً ، وإلى تلامذته الأحرار( ).
ويقول أحدهم أيضاً: من هذا الغريب الصابر الدائب الحكيم، الشيخ طاهر الجزائري ، عرفت عروبتي وإسلامي( ).
وقد اعتبر أعضاء الجمعيات القومية الشيخ طاهراً من أركان النهضة العربية الحديثة الذين عملوا لرقيها عمل من طب لمن حب( ). كما عدوا الشيخ في عظماء أركان النهضة العلمية، والحركة الفكرية في البلاد السورية خصوصاً دمشق( ) ونشأ على يديه جيل من أفذاذ الرجال الذين تعتز بهم الشام كما يفخر العرب والمسلمون بجهادهم وسيرتهم( ).

علاقة الشيخ طاهر بجمعية تركيا الفتاة:
سبق الحديث عن اتفاق أعضاء جمعية تركيا الفتاة مع جميع القوميات على نقد سياسة السلطان عبدالحميد، وسعيهم للمطالبة بالحكم الدستوري، ولهذا كان الشيخ طاهر مؤثراً على أعضاء جمعية تركيا الفتاة من عرب وترك، حيث كان الشيخ يختلط بهؤلاء وأولئك ، ويتتلمذُ جميعهم عليه، وهو لا يُشعر أحداً منهم بأنه يتحزب لجمعية من الجمعيات أو ينتمي إليها( ).
وقد ذكر بعض أعضاء الجمعيات القومية العربية أن حكومة السلطان عبدالحميد قد ألغت وظيفة التفتيش – التي يشغلها الشيخ طاهر- بالمدارس تخوفاً من شدته في بث أفكاره بين الأساتيذ والتلاميذ، فزاد نشاط الشيخ( ) ، ثم اتهمته بالاشتراك في إذاعة نشرات كانت (جمعية تركيا الفتاة) تذيعها للطعن باستبداد السلطان عبدالحميد، فنـزح الشيخ إلى مصر( ).
وبعد أن أُسقط السلطان عبدالحميد، وانفردت جمعية تركيا الفتاة بسياسة الدولة العثمانية، كان للشيخ طاهر الجزائري موقف يماثل موقف أعضاء الجمعيات القومية العربية من أعضاء جمعية تركيا الفتاة.
وهو مواجهة حركة التتريك التي قاموا بها ، قال الشيخ: وقد نصحت كثيراً من المحدثين من الأحرار (يقصد جمعية تركيا الفتاة) بأن يعدلوا مشربهم، وحذرتهم عواقب الأمر، غَلبوا أو غُلبوا، فأبوا إلا الإصرار على فكرهم، وما قلت لهم رأيي إلا بعد أن ألحوا عليّ بيانه( ). وبعد الإعلان عن تطبيق الدستور، قال محمد كرد علي عن رأي شيخه وموقفه: كان لا يغتر بقوانين الترك ولا بثرثرة السياسيين( ).
– وكان الشيخ طاهر يرشد أعضاء الجمعيات القومية العربية في خلال هذا الواقع، كما يقول طلابه: بأنه لا يرى أن يُجابه صاحب القوة تفادياً من بطشه ، بل يحتال عليه لئلا تنسحق القوة القليلة غير المنظمة أمام القوة الكبيرة المنظمة، وأن الأولى بالأمة الضعيفة التي تحاول تحريرها من قيود رقها أن تعد أسباب النهوض من علم وأخلاق ثم تنفض يدها من يد ظالمها .. فهو صاحب ثورة فكرية لا صاحب ثورة دموية( ). وكان يقول: "إن سورية تخرج عن حكم العثمانيين في القريب العاجل"( ).
وأثناء فترة انتقال الشيخ طاهر إلى مصر كان يحضر اجتماعات الجمعيات القومية العربية، فمن ذلك ما يذكره طلابه عنه: بأنه في سنة 1331هـ الموافق (1913م) كان حزب اللامركزية قد دعا الناس إلى اجتماع كبير في فندق الكونتننتال في القاهرة، وقد ذهبنا مع الشيخ طاهر الجزائري لحضور ذلك الاجتماع( ).
وقد يكون اجتماع حزب اللامركزية المذكور تمهيداً لانعقاد المؤتمر العربي الأول، الذي عُقد في باريس سنة 1331هـ الموافق 1913، ومن مقاصده إعلان التمرد العربي على حكم جمعية تركيا الفتاة( ).
وقد قُتل مجموعة من العرب على أثر تصاعد الخلاف بين أعضاء الجمعيات العربية وأعضاء جمعية الاتحاد والترقي ، كان منهم سليم بك الجزائري، وهو ابن شقيق الشيخ، الذي له في تهذيبه اليد الطولى( ).
ولشدة نقمة الشيخ طاهر على أعضاء جمعية الاتحاد والترقي لم يقبل العزاء في ابن أخيه، إلا بعد دخول الجيش العربي والفرنسي بلاد الشام وإعلان الحكم العربي فيها سنة 1918 فاستراحت نفسه وبدا عليه السرور( ).
– لقد توفي الشيخ طاهر بعد أن استحكم منه مرض الربو، فقد قفل راجعاً إلى مسقط رأسه قبيل وفاته بأشهر قليلة، فعينته الحكومة العربية مديراً عاماً لدار الكتب العربية – التي أسست بسعيه منذ أربعين سنة وقت صباه( )- وعضواً في المجمع العلمي العربي. ومات في ربيع الثاني سنة 1338هـ (1920) ودفن في دمشق( ).
وقال طلابه: عَظُم نعيهُ في أندية العلم والأدب، واضطرب تلامذته ومريدوه وأحبابه وعارفو فضائله بخطبه الجلل، يبكون ويرثون الذي كان الحركة الدائمة في بث المدنية والعلم الصحيح( ) وبعد أربعين يوماً من وفاته أقيم حفل لذكر مآثره؛ على عادتهم في بدع الجنائز ) .

المرجع : " الجمعيات القومية العربية وموقفها من الإسلام والمسلمين " ، للشيخ / خالد الدبيان ، ( ص 393 – 419 ) .والهوامش موجودة بها

جزاكم الله خيرا على المعلومات القيمة

الجيريا

بارك الله فيك اخي على المعلومات القيمة ..في انتضار المزيد

بارك الله فيك …………………

بارك الله فيك على المعلومة

الجيريا

الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.