تميّز سيدي الخير منذ صغره بخاصيتين تتمثل الأولى في الورع والتقوى، والثانية في انفراده بالحكمة وحسن تبصر الأمور· وهو ما أهله لأن يحتل مكانة مرموقة بمنطقة سطيف رغم بروز عدة مشايخ عاصروه كسيدي الزواوي، سيدي حيدر وسيدي مسعود··· حفظ القرآن على الطريقة المغاربية وهي الشاذلية، وقضى 65 سنة كاملة من عمره منذ مولده سنة 1780، حسب أحفاده، في فك النزاعات والسعي لإصلاح ذات البين· ينتمي لعائلة صيفي التي عايشت فترة عرفت بحركة إعمار سطيف، ومنها اشتهر مصطلح’’ عامر’’ قضى الفلاح سيدي الخير حياته زاهدا متعبدا وارتقى إلى مصاف أصحاب الكرامات حسب ما تتداوله الكثير من الروايات· ومن أشهر ما تداولته الألسنة تنبؤه بالاستقلال قبل نيله بسنوات قائلا بلغة العوام’’يصدوا في القايلة وبرارطهم مايلة’’، ولما كان الشيخ دائم المطاردة من طرف أعين المجتمع أملا في التقليد والتبرك، تعمد سيدي الخير تبني أسلوب الإيحاء من أجل تلقين مريديه أمورهم اليومية، وظل الشيخ على هذا الحال يعلم تارة، ويتنبأ أخرى بأمور يقال إنها تحققت بعد وفاته سنة .1845 اختار قبره تؤكد روايات أهل المنطقة أن سيدي الخير اختار مكان دفنه بنفسه والذي تحول حاليا إلى مقام يقع على حواف الطريق الوطني رقم 28 على بعد بضعة كيلومترات من مدينة سطيف· وقد تحول مقامه إبان العهد الاستعماري إلى مزار للمئات من أهالي المنطقة الذين لم يتوقفوا عن إقامة ’’الزردة’’ حيث يتم تجميع ما لذ وطاب من مأكولات يتكرم بها السكان ليجتمع عليها الأهالي في ليلة الجمعة ويطلقوا العنان للرقص والضرب بالأرجل على الارض أملا في نيل البركة والشفاء من الأمراض والتخلص من هموم الحياة اليومية· ولم تتوقف الزيارات إلى يومنا هذا حيث يتوافد الزوار عليه بشكل يومي من جميع أنحاء الوطن· فهذه تطلب الشفاء وآخر يطلب تجنب مزالق الحياة، وذاك يدعو بتفريج الكربة وتلك تبحث عن الإنجاب وغيرها··، يحدث كل هذا بتأطير أحفاد سيدي الخير القائمين حاليا على أمور المقام· رئيس الجمهورية وعناصرالوفاق من أبرز الزوار يحصي مقام سيدي الخير زيارات تاريخية قام بها الكثير من المسؤولين في الدولة· وبغض النظر عن زيارات الكثير من الولاة للمقام، فإن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قام في آخر زيارة قادته لولاية سطيف بزيارة مقام سيدي الخير حيث تضرع لله بالدعاء· ولسيدي الخير حكاية مع انتصارات الوفاق ايضا؛ حيث توجد علاقة حميمة بين عين الفوارة ومقام سيدي الخير بوفاق سطيف، حيث غالبا ما تزور عناصر الوفاق المقام طلبا للثبات والانتصار منذ تأسيس الفريق· وهي الوضعية التي تغني بها الكثير من مطربي المنطقة· وبما أن شهرة الشيخ قد ألغت الحدود وطوت المسافات لما له من خصال طيبة وميزات خاصة فقد استحق هذه المكانة المرموقة اجتماعيا من جهة، ويستحق إعادة إحياء هذه الزاوية من أجل استغلالها في التوجيه الحسن لسلوكات الأفراد من جهة أخرى· وفي هذا المجال فقد علمنا أن المسؤولين يحضرون لمهرجان ديني كبير يدوم شهرا كاملا سيحمل شعار البركات والخيرات، سيدي الخير، ستشارك فيه مختلف الزوايا بالوطن· وستكون المناسبة للبحث في شخصية الشيخ، وإقامة العديد من الندوات وإلقاء الكثير من المحاضرات حول دور الزوايا والتصوف، والمديح الديني·
ضرح الولى سيدي الخير
بارك الله فيك …………………