تخطى إلى المحتوى

الدور الممتاز لقبيلة سيدي عامر في معركة درمل 1864 2024.

معركة درمل 1864م

بعد الأنتصار الكبير الذي حققه أولاد سيدي عامر في معركة الخرزة (معركة بوبريط) عم الهدوء النسبي في أراضيهم وعاد الفلاحون إلى مزارعهم والرعاة إلى العناية بماشيتهم التي كادت تصادرمن قبل الكلونيل بوبريط لولا وقفة الرجال بقيادة سي الفوضيل بن الزبير وحويشي المتاح كما عاد الصبية إلى الكتاتيب التي كانت منتشرة بكثرة من أجل الحرص على حفظ كتاب الله وتعلم أصول القراءة والكتابة والحساب وفي منطقة عين السبع المشهورة ببساتينها الغناء ومياهها المتدفقة العذبة أقيمت زاوية سيدي أمحمد غزال التي مسحت آثارها من طرف الإحتلال البغيض لكن بعض شواهدها مازالت ماثلة إلى اليوم
لقد جمعت شخصية سيدي أمحمد غزال بين العلم والفروسية فكان للصبية معلما وللرجال زعيما وقائدا
وحين اندلاع الثورة الشاملة عام 1864م التي عرفتها مناطق عديدة من الوطن التف أولاد سيدي عامر بقيادة أمحمد غزال حول مقاومة إبراهيم بن عبد الله وهو من عرش أولاد ماضي وأعلن الثورة في بوسعادة وكانت شرارتها الاولى في 8 سبتمبر 1864م باعتراض الثوار لفرقة فرنسية كانت متوجهة من بوسعادة إلى المسيلة بقيادة (بوريون) في المكان المسمى ضاية الحبارة وفي اليوم الثاني 09 سبتمبر 1864م أمر قائد الثورة باشعال النيران على قمم جبل سالات ليراها ثوار الحضنة فيدركوا نبأ بداية المقاومة وفي 11منه أحاط الثوار ببوسعادة من كل الجيهات
1- أولاد عامر وأولاد سيدي إبراهيم في ميطر
2- الشرفة وأولادعمر فرج في المقطع
3- أولاد ماضي والحمالات والحوامد في المعذر
وإصبحت المدينة تحت رقابة الثوار لذا أخذت القوات الفرنسية المتمركزة بها الحيطة والحذر دون ان تبدي رد فعل في إنتظار المد والتعزيزات من قطاع سطيف والبرج والجزائر والتي بدأت تصل تباعا بأعداد هائلة إذ يمكن تقدير ماجمعته فرنسا لمواجهة الثوار بحوالي 12017 مقاتل مدعمين بالأسلحة المتطورة وبتأطير جنرالات وعقداء وضباط ذوي خبرة عالية أمثال الجنرال يوسف و الجنرال بريقو والعقيد لاكروا وقانديل وجانفيل وسيروكا إلى جانب قوات كبيرة من القوم والحشم بقيادة الباشاغا المقراني في حين لم يتجاوز عدد الثوار 2024مجاهد من جميع أعراش المنطقة ومشاركة الأعراش المجاورة ودارت معظم أحداث هذه الثورة في درمل
وفي مايلي قائمة الأعراش المشاركة في هذه الثورة أنقلها كما وجدتها قي مرجعها الأصلي:
01- أولاد سيدي عامر وأولاد سيدي إبراهيم 600 مقاتل
02- أولاد ماضي والحمالات والحوامد 300 مقاتل
03- أولاد عيسى وأولاد أمحمد لمبارك وأولاد عزوز 200 مقاتل
04- أولاد علي بن أمحمد و أولاد فرج 150 مقاتل
05- شرفة الهامل 60 مقاتل
الى جانب الأعراش الواقعة جنوب الدائرة مثل أولاد خالد و أولاد سليمان و أولاد سيدي زيان و أولاد أحمد و المراقصة وأهل بوسعادة وبعض المتطوعين من أولاد رحمة وأولاد رابح والتي لم نعثر على عدد المشاركين منها .
أما من قطاع الجزائر فنسجل مشاركة الأعراش التالية :
01 السلامات 300 مقاتل
02-أولاد عيسى 40 مقاتل
03- أولاد عبد الله 50 مقاتل
04- أولاد علي بن داود 50 مقاتل
05- أولاد سيدي هجرس 18 خيمة
وقد تجمعت قوات الثوار المجاهدين في مناطق بن ماجد (تامسة) وثنية الريح وقرب درمل إستعدادا لمواجهة القوات الفرنسية .
تخوف الفرنسيون كثيرا من هذه الثورة وتناقل أعلامهم خبر المعركة قبل وقوعها ، ونعتوها بالحاسمة حيث أشاعت صحافتهم آنذاك . بأن الثوار إذا نجحوا في هذه المعركة فإن الثورة ستنتشر في كامل الجنوب مما يزيد في تعقيد الأمور ، ولن يتمكن الأستعمار الفرنسي من إخماد لهيبها.
في 30 سبتمبر 1864م كانت القوات في مواجهة بعظها البعض ، الثوار تجمعوا بالعقلة البيضة ، وثنية الريح على مشارف درمل تحت قيادة البطل الثائر إبراهيم بن عبد الله . أما القوات الفرنسية فقد عسكرت عند البرج قرب عين درمل تحت قيادة لاكروا .
وفي حدود الساعة الرابعة مساءا بادر الثوار بالهجوم على الخطوط الأمامية للعدو ب : 80 فارس تمكنت إثر هذا الهجوم الخاطف من زعزعت جنود العدو وإرباك صفوفه و إلحاق هزيمة نكراء بها أجبرت بعدها على التقهقر وترك المواقع . ثم تواصلت الهجومات من طرف المشاة والفرسان كل مرة بأعداد كبيرة .
هذه الهجومات العنيفة والمتكررة أجبرت العدو إلى التقهقر والإحتماء بمضائق درمل ، وأمام هذه الأوضاع الصعبة لجأ لاكروا إلى رمي الثوار بحشود كبيرة من الصبايحية الخونة الذين تمكنوا من إحداث ثغرة في صفوف المجاهدين المشاة مما أدى إلى انسحابهم وتراجعهم وفي جنوح الظلام تراجعت القوات الفرنسية نحو معسكرها للإحماء به ثم إشتغل كل فريق بجرحاه وإحصاء قتلاه .
لقد كانت الخسائر كبيرة على مستوى الجانبين . وفي صبيحة اليوم الثاني بادر الثوار بمهاجمة معسكر العدو بأعداد كبيرة من المجاهدين رغبة منهم في جذب قواته خارج المعسكر . إلا أن لاكروا تفطن لخطتهم وفضل البقاء والصمود فأثار بذالك غضب الثوار وزاد من حدة القتال الذي تحول إلى التلاحم الجسدي بالسيوف والخناجر . وبعد ثلاث ساعات من القتال العنيف تكسرت هجمات الثوار تدريجيا وتحول النصر الوشيك إلى هزيمة وفر الثوار بإعداد كبيرة تجاه الخرزة وزمرة وبن ماجد وأمجدل وجبال سالات . تاركين وراءهم العديد من الشهداء .
بهذا النصر الغير منتظر وضع لاكروا حدا للثورة في درمل وفي منطقة بوسعادة وخلد نصره على صخرة كتب عليها العبارة التالية {{ درمل 02 أكتوبر 1864 الكولونيل لاكروا }}وهي موجودة في جزء من حائط قنطرة درمل إلى يومنا .
أما مكان المعركة فيسمى بالمقتلة لكثرة الأموات الذين سقطوا به .
ثم إنطلق جيش الإحتلال في عملية الإنتقام من الأعراش بسلب أموالهم وماشيتهم وتخريب وحرق خيامهم وفرض الغرامات الباهضة عليهم بشكل تعسفي لا يطاق كما كان عرش سيدي عامر من أكثر الأعراش تضررا .
….. يتبع بثورة الحاج المقراني ……./

مصادر البحث:
– ثورات 1864 في الجزائر (ديبيش تليغرافيك ) ايكس
– الحملات الإفريقية للقبطان كلير .
– تاريخ إحتلال بوسعادة مخطوط ل انروفانس مارساي .
– موسوعة تاريخ الجزائر

شكرا على الموضوع

مشكور اخي على الموضوع القيم

شكرا أخي على هذا الموضوع القيم والممتاز إنشاء الله

بارك الله فيك ، هذا هو تاريخ أولاد عامر الأحرار …الله اكبر المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لك منا جزيل الشكر هذا الموضوع القيم…
وسنكون دوما ان شاء الله في انتظار مشاركاتك…
وفقــــــــــــــــــك الله

الجيريا

شكرا على الموضوع القيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.