تخطى إلى المحتوى

الدعوة الى الله الشيخ ربيع المدخلي 2024.

_الرجوع إلى القرآن العظيم والسنة النبوية الصحيحة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم , عملا بقول ربنا جل شأنه ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) , وقوله تعالى : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا ) , وقول نبينا صلى الله عليه وسلم : " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة " , ونعني بالسلف الصالح , أهل الثلاثة القرون الهجرية الأولى المفضّلة , وعلى رأسهم محمد صلى الله عليه وسلم , وأصحابه وتابعيهم بإحسان , تحقيقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ".

2- تصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره , صغيره وكبيره , والحرص على دعوتهم إلى التوحيد الذي هو حق الله على العبيد , وسبيل النجاة الوحيد , وطريق الأنبياء الفريد , الذي من تركه صار عن الحق بعيد , واستحقّ الوعيد , قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) , وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) , كما نحرص على تحذير المسلمين من البدع المنكرة -وأهلها- , والأفكار والمناهج الدخيلة الباطلة -ودُعاتها- , وتنقية السنّة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوّهت صفاء الإسلام وحالت دون انتشاره بين الأنام على الوجه الذي يُرضي القدّوس السلام , كل ذلك أداءً لأمانة العلم , وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ) , وتطبيقا لأمر الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ).

3- تربية المسلمين على دينهم الحق ودعوتهم إلى العمل بأحكامه , والتحلّي بفضائله وآدابه , التي تكْفُل لهم رضوان الله , وتحقق لهم السعادة والمجد , تحقيقا لوصف القرآن للفئة المستثناه من الخسران , ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) , ولأمره سبحانه : ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) , ويكون ذلك بالحرص على طلب العلم النافع , مع الصبر واليقين الذي يتبعه العمل , مصداقا لقول نبينا صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيرا ; يفقه في الدين ).

4- إحياء المنهج العلمي الإسلامي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة , وعلى نهج سلف الأمة , وإزالة الجمود المذهبي والتعصب الحزبي الذي سيطر على عقول كثير من المسلمين , وأبعدهم عن صفاء الأخوّة الإسلامية النقيّة , تنفيذا لأمر الله جل وعلا : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) , وقوله صلى الله عليه وسلم : " وكونوا عباد الله إخوانا " , ويكون ذلك بربط المسلمين بأكابر العلماء الربانيين العاملين , وتحذيرهم من أهل البدع والمنحرفين , كما قال رسولنا الكريم : " البركة مع أكابركم ".

5- عدم تهييج الناس وتحريضهم على حُكّامهم وإن جاروا وظلموا – لا من فوق المنابر ولا في المجالس الخاصة – لأن ذلك خلاف هدي سلفنا الصالح , وامتثالا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من أراد أن ينصح لذي سلطان , فلا يبده علانية , ولكن ليأخذ بيده فيخلوا به , فإن قَبِل منه فذاك , وإلا كان قد أدّى الذي عليه " , والحرص على طاعة ولاة أمور المسلمين امتثالا لقول النبي الأمين صلى الله عليه وسلم : " اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك ".

6- السعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوّة , وإنشاء مجتمع ربّاني , وتطبيق حكم الله في الأرض , إنطلاقا من منهج (التصفية والتربية) المبني على قوله تعالى : ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ) , ودعوة الناس إلى التوحيد وتربيتهم عليه وعلى آدابه وواجباته , فهو – أي التوحيد – لُبّ دعوتنا وخُلاصة منهجنا , وهو سبيلنا الوحيد لإنشاء المجتمع الربّاني , نسعى إلى ذلك واضعين نصب أعيننا قول ربنا سبحانه لنبيه : ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ) , وتحقيقا للقاعدة الشرعية : " من تعجّل الشيئ قبل أوانه عوقب بحرمانه ".

أصل هذه المقالة مأخوذ من غلاف كتاب الشيخ ربيع المدخلي بعنوان منهج الانبياء في الدعوة الى الله -دار الفرقان

شكرا جزيلا أخي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.