الحياة هي حياة الروح المتغذية بالوحي الالهي , المتعلق قلب صاحبها بذكر الله وهي التي وصفها الله بالحياة الطيبة بقوله سبحانه:
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
وبقوله ايضا :
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ )
فذكر الله تعالى ومحبته وطاعته والاقبال عليه ضامن لأطيب حياة في الدنيا والآخرة , والاعراض عنه ومعصيته كفبل بالحياة المنغصة والمعيشة الضنك في الدنيا والآخرة , قال تعالى :
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )
وعلى هذا فحياة الروح والقلب هذه , لا يحياها ولا يذوق طعمها الا الذاكر لله سبحانه وتعالى , كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت , فما بين الذاكر والغافل هو مابين الحي والميت وشتان مابينهما , فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها فب دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها حتى قال قائلهم : مساكين أهل الدنيا خرجوا منها ولم يذوقوا أطيب مافيها ؟ قيل :وما أطيب مافيها؟ قال: محبة الله تعالى , ومعرفته وذكره فالذكر بين الغافلين هو كالحي بين الموتى حياة متكاملة في البدن والروح والشعور قال تعالى (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)
الدكتور: علي محمد الصلابي
بارك الله فيك
بارك الله فيك
وفيك بارك الله اختي
مشكورة على المرور العطر
رمضان كريم