الحداد أجدى على منظومتنا التربوية.
كم قلت قد تعبت بك الأجيال؟ *** فعلى الرقاب قيودكم وحبال
والنشء في غاب التوجس تائه *** ريح الجنوب إذا التقاه شمال
لا الجيل فُرْنِس فاسْتُفِيدَ بعلمه *** أو قد تعرب نطقه ومقال!
وأضاع بوصلة الحياة فهائم *** في اليم تغرق كفه ونعال
نهج ابن زاغو* حين بدل ثوبنا *** فتغيرت في نشئنا الأسمال
"بالولكمان" ونصف ثوب صاعد *** جيل الرسوب فكيف يهدأ بال؟
بالغش في فوضى الفروض وحرها *** ضاع الحياء وعفة وخصال
أكبادنا كان الخيال يراهم *** أسدا فكيف أرى القطا تختال ؟
كنا نراهم زاحفين على الدجى *** نورا وهم في النائبات جبال
يتخيرون من العلوم بديعها *** فإذا الحياة تفتح وجمال
يشتق من فحوى المدارك صنعة *** فالجيل فيه مكارم وخلال
تعبوا فلا حزنا التفوق والعلا *** كلا وحل العطب والإخلال
خمسون عاما ليس نصنع إبرة *** خمسون عاما خيبة وخبال
قالوا: التفرنس منحة وغنيمة *** قلت التقدم باطل ومحال
هيهات فالنشء الجديد مكبل *** وتلف فوق رقابه الأغلال
من نسج هاتيك الديار ملابسي *** وإلى رباها يعذب الترحال
والأكل منها والمدام ولقمتي *** حتى القميص وبعده السروال
لم يبق في دنيا الشهامة واقف *** بل لم يقف يثني الجموع رجال
نم يا ابن باديس الجليل فها أنا *** أرثي جزائر هانها دجال
بوم ينوح مع الغراب كأنما *** أرضي القفار ودورنا أطلال
مني الحداد، فصاحتي مغصوبة *** والضاد تخنُق شدوه الأثقال
نم يا بومدين إن إرثك ضائع *** ما قام بعدك سيد فعال
وأنا صلبت وفي يدي براءتي *** قد خان عهدك صحبكم والآل
ولهم بجدة صاحب أعرفته؟ *** طاغ له بعد السقوط وصال
هذي بلادكما غدت منكوبة *** حاشاه إن قدري هو الزلزال
لكنه مكر اللصوص وكيدهم *** والنوم للحرس القديم يطال
وعدوا بأحلام الشباب فخلتها *** كذبا يزخرف سطره محتال
لو نكبة حلت لقلت لها اسلمي *** لا بأس إن حياتنا آجال
لغة الفرنجة عند قومي منة *** فاسمع إذا ما رُتلت أنفال
قلنا نقيل العابثين بنشئنا *** زحفا ليسقط ذاكم التمثال
الساخرون من الأصالة والندى *** وإلى الفرنجة قلبهم ميال
الواهمون ،أللسراب حقيقة؟ *** ما الوهم إلا خدعة وخيال
ستقاوم السحر القديم عصينا *** فالسامري مراوغ ختال
وليلتق الجمعان في ساح الوغى *** لدخانها فتقرب الأميال
ويراعنا يثري القصيد روائعا *** والجيل بالكلمات لايغتال
سنظل نرسم خيط شمسك في دمي *** وطنا جميلا حظه الإجلال
لطفا فحبك كالقصيدة في فمي! *** أنشودة يسلو بها الزجال
الأرض جذلى بالنشيد تلوته *** والكون فيه تمايل ودلال
حسبي إذ ابتسم الربيع جماله *** والزهر والقطعان والشلال
وأنا كزخات الغدير وماؤه *** بين الربى في غبطة جوال
عزفي يغنيه الرعاة بحقلهم *** والطفل والفلاح والعتال
والشيخ يقرأ والعجوز مقالتي *** والأم والعمات والأخوال
والحرف رتل في الصلاة مجلجلا *** غنى فم ، فتراقص الأشبال
كم أنت مفعمة الحروف أنا هنا *** تعب لأجلك والهوى قتال
وكأنني في نسج حرفك بلبل *** وموشح غنى به الموال
أم تداعب طفلها وتضمه *** قيل: القه فتوالت الأهوال
كادت لتبدي بالرضيع فصدها *** أمرٌ ونهيٌ والبشير كمال
قصي أخاك فأم موسى دمعُها *** لم تبده كي لا يثار سؤال
وإذا الفتى آت وفي يده العصا *** يُفني بها ما قد حكى الدجال
والبحر كالطود العظيم فما نجا *** طاغ ولن يتبدل المكيال
ميزان ربك قائم بعدالة *** لو لائموك هجوك والعذال
عهدا ستنتقم السماء إذا اشتكت *** ليعود ضاد صادح وهلال.
محمد براح/ الجزائر
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
وفيك بركة أخي فريد.
قصيدة رائعة شكرا جزيلا
بارك الله فيك قصيدة معبرة حقا
نعم اجدر بنا الدخول في حداد عام ونلبس السواد ويكون هذا رمزا لرجل التربية في بلاد تحترم كل شيئ الا العلم والمعرفة
مازال الخير في امتي الى يوم الدين ذاك كلام الصادق الامين شكرا استاذي على القصيد الرائع
بلاد تحترم كل شيئ الا العلم والمعرفة
فعلا قصسدة رائعة تعبر بصدق عن واقع التربية في بلادنا فيجب اعادة النظر في كل المناهج ولايتم ذلك الا باتحاد رجال التربية الصادقين لاخراجها من هذه البوتقة والعودة الى ماكنا عليه في الثمانينات لرفع مستوي هذا الرعيل وتعليمه الخلق الحسن لان الامم اخلاق
فان ذهبت اخلاقهم ذهبوا اللهم احفظ بلادنا من كل الشرور .
شكرا جزيلا لكم على المرور والتعليق.
شكرا لك بارك الله فيك