lمرحبا..كتبت تكملة بسيطة وصغيرة أرجو أن تحوز على إعجابكم..
ـــ
* * *
فتح باب الغرفة ورماها إلى الداخل بعنف وقوة أدى إلى سقوطها إلى الأرض وما زالت تبكي متألمة بصمت..بينما قال منير: لا أريد رؤية وجهك..لن تخرجي من هذه الغرفة بغير إذني..هل فهمتِ؟؟
أومأت رأسها ودموعها الحزينة تملأ وجهها الأبيض..
ثم قام بإغلاق الباب وقال بصوت عالٍ: سافلة..
وضعت يديها على وجهها وأجهشت بالبكاء وأخذت تردد: لمَ يحدث معي كل هذا؟ لماذا؟؟ماذا فعلت يا إلهي..!!ماذا؟؟
* * *
رن هاتف المنزل..رفع منير السماعة قائلاً بصوت غاضب: ألو..من؟؟
رد عليه المتكلم: أنا أبـي..!!
منير: ماذا هناك يا رزان؟؟
استغربت رزان فقالت بارتباك: هـ.ـل أمـي عندك؟؟
منير بغضب: لا..في غرفتها.
جفلت الفتاة وقالت: حسناً..سأحادثها لاحقاً..إلى اللقاء.
منير بحدة: انتظري..ماذا كنتِ تريدين منها؟!
رزان بسرعة: لا شيء..علي إغلاق الخط الآن..سأتصل في وقت آخر..إلى اللقاء.
أغلقت رزان الخط بينما نظر والدها إلى السماعة باستغراب..ثم وضعها مكانها.
وضع منير كفيه على رأسه وقال بصراخ: يكــاد رأسي ينفجر..!!
ّّّّّّ~ ~ ~
…:مع من كنتِ تتحدثين؟
أجابته زوجته التي تبدو في السادسة والعشرين من عمرها ذي شعر خروبي وعينين سوداوتين وبشرة بيضاء بحدة: مع أبـي..!!
تكلم شاب في الثلاثين من عمره ذي شعر أسود فاحم وعينين سوداوتين قائلاً: وماذا هناك؟؟
جلس على الكنبة بالقرب من رزان التي قالت: أردت الإطمئنان عليهم لا أكثر..!!
ثم أردفت قائلة: وأنت بحكم أنك بإجازة في هذا اليوم..أين كنت؟
نظر باسل نحوها باستغراب وقال: وما شأنك أنتِ؟ هيا أنا جائع..فلتحضري الفطور.
نهضت رزان دون أن تجيبه متجهة إلى المطبخ بأمر منه..
أمسكت بملعقة وشدت قبضتها عليها وقالت في نفسها بغضب: يا إلهي..لماذا أصغي إلى هذا المجنون؟؟ كم أكرهه..!!
ثم نظرت إلى الملعقة التي بيدها قائلة باستغراب: لمَ أحمل هذه؟؟
ثم سرعان ما رمتها في المجلى بغضب بادئة بتحضير ما طلبه زوجها وهي تكاد تختنق من غضبها.
* * *
دخل ريان غرفة المعيشة والتي يجلس بها والده ثم جلس على الكنبة بوقار وقال: أبـي..!
لم يجبه ذلك الأخير بل بقي على وضعيته فأكمل قائلاً بهدوء: أرجوك..يجب عليك ألا تتسرع بالحكم عليها.
نظر والده نحو ذات مغزى ثم قال بهدوء: ولمَِ قد أفعل ذلك..إن الأمور واضحة وضوح الشمس..ماذا سيكون هناك أكثر؟؟
ريان: أبــي..الأمر لم يتوضح كما تقول..ولكن كما قلت علينا ألا نتسرع في الأحكام..
منير: وكيف ذلك؟؟
ريان: فليكشف الطبيب عليها..وهكذا سيتوضح ما هو مجهول..!
منير بتهكم: حقا..يا لك من ذكي..!!
ثم أردف قائلاً: حسنا..دعنا نفرض أن الطبيب قد كشف عليها..واتضحت أنها بريئة..كيف لنا أن ننظر بعيون من حولنا..كيف لي أن أرفع رأس وأنا أسير كما كنت..
ثم قال بنبرة صارخة: لقد فـُضحنا..!!!
ريان بانفعال: هذا يعني أنك لست خائفاً على ابنتك .. ويعني أنك خائف على سُمعتك أكثر من ابنتك..
ما ذنبها..لم يكن بإرادتها..إنها بريئة حقا لا نريد توضيح ذلك أكثر..!!..ليست هي الوحيدة من بين البشر الذي لم يتعرض لهذا الحادث..حدث مع قبلها مثلها وربما أكثر..لقد كانوا بريئات ولكن البشر وحوش قاتلة..هناك آباء متفهمون لا يتسرعون كما تفعل أنت الآن..!!
منير بغضب: وماذا بفكرك قد فعلت..لم أفعل شيئاً حتى الآن..!!
ريان: أبداً..لم تفعل شيء..غير ضربها دون رحمة وحبسها في غرفة مظلمة وحدها..دون غطاء يحميها..في برود الليل وقسوته..!!!
منير: ريان..لطالما اعتبرتك مثل ابني وربما أكثر..أعطيتك رعايتي وأمك فعلت بالمثل في حنانها وتدلليلها الزائد..لم نعتبرك حملاً علينا أبداً..بل كنت فرداً من أفراد العائلة..والآن..سمعتك بما فيه الكفاية..سمعت رأيك وتقبلته لكنـ..
صرخ ريان قائلاً: أجل..أجل..صحيح كل ما قلته لكنك لم تتقبل رأيي كما تقول فبكلامك هذا تنفيه،إنما فلتعتبر كلامي الذي قلته لك منذ قليل من ابن يحب مصلحة والده وليس أخته فقط..بانتظار أي وقت لكي يساندك ويحمي العائلة التي اعتنت به منذ وقت طويل..ليرد ديناً لطالما كان يريد تحقيقه..أما أنت الآن..بكلامك هذا لا تتقبل أي شيء مني..ببساطة تعتبرني فرداً خارج العائلة.. لا تريده..!!
دخلت هبة إلى حيث وجودهما وقالت بحدة: توقفا..
اتجه ريان نحوها وقال بقلق: أنتِ مرهقة..يجب عليكـ..
قاطعته قائلة موجهة كلامها إليه ولمنير: تكفينا مشكلة واحدة…تريدان النهوض بأخرى..هذا يكفي..يجب أن نضع حداً لهذه المهزلة..
ثم أردفت قائلة بعدما تحولت نظرتها الغاضبة إلى أخرى أكثر حنية: فلنصطحبها إلى الطبيب..
ابتسم ريان بفرح وأومأ رأسه إيجاباً..بينما نظرت هبة إلى منير منظرة إجابة منه..إلا أنه صدمها بقوله: لن يحدث هذا..!!
قطب ريان حاجباه بضيق وقال بهمس: ماذا؟؟
في حين قالت هبة : ما بك؟؟.. ماذا تعني بقولك "لن يحدث هذا"؟؟
ارتبك منير قليلاً ثم نهض قائلاً بتردد: لا..لا..شـ..ـيء..سنـأخذهـ..ـا إلى الطبيب..لكن في الغد..
ثم خرج مسرعاً من الغرفة تاركاً ريان وهبة في حيرة من أمره..
وسرعان ما ابتسمت هبة فرحة لهذا الخبر لكن فرحتها تلاشت عندما أحست بألم في ذراعها اليسرى..فسألها ريان قلقاً: مـاذا هناك؟؟
أمسكت يدها بخفة محاولة إبعاد الألم ثم نظرت إلى ابنها قائلة: ليس هنالك شيء يا بني..
ريان : كيف؟؟ما بها ذراعك أمي.!؟
هزت رأسها نفياً ثم قالت بحزن: دعنا نخرج أختك من تلك الغرفة الكئيبة..!!
أومأ رأسه إيجاباً ثم قال: المفتاح؟؟؟
هبة: مع أبيك.
اتجه كل من هبة وريان إلى منير..الذي كان في غرفة نومه فتحدثت هبة قائلة: لقد وافقت على اخذها إلى الطبيب..لذلك لا بد أن توافق على إخراجها من تلك الغرفة الليلة..؟
نظر إليها دون أن يتفوه ببنة شفة ثم قام برمي المفتاح على الأرض..فانحنى ريان وأخذه..ثم اتجها إلى تلك الغرفة..فوضع ريان المفتاح في الباب وأخذ يديره بهدوء بينما تقف والدته بجانبه بلهفة على لقاء ابنتها الصغيرة..
دخلت هبة الغرفة بخطوات مسرعة لتجد ابنتها ممدة على الأرض دون حراك..فهبطت إلى مستواها وقالت وشبه ابتسامة مرسومة على شفتيها: تـالين..تالين..استيقظي ابنتي..
أخذت تهزها وهي تردد بإسمها لكن..لا جواب!! ثم هزتها بقوة أكبر..وريان ينظر إليها يحاول فهم ما يجري..ثم تقدم بخطوات سريعة نحوهما وانحنى إلى الأرض وأخذ يهز أخته بقوة بينما سالت دمعة على خد الأم حزناً وألماً على ابنتها..!!
ـــــــــــــــــــ
بانتظار تعليقاتكم وانتقاداتكم حول البارت..
تحياتي