تخطى إلى المحتوى

الثقافة الزوجية بين الزوجين . الى اين ؟ 2024.

  • بواسطة

الثقافة الزوجية بين الزوجين . الى اين ؟

الثقافة الزوجية بين الزوجين . الى اين ؟

قد يكون سبب الأزمة بين الرجل والمرأة غياب ثقافة معرفة طبيعة الآخر , فالرجل والمرأة كلاهما يعرف نفسه جيداً , بل كلاهما قدير في معرفة حقوقه وواجبات الآخر تجاهه بينما تظل المشكلة أن كلاً منهما يسعى لاستنساخ شريكة الحياة الشبيهة له تماماً , ظنا منا أن من يشبهنا في طباعنا وآرائنا هو الأفضل , بينما طبيعة الأشياء التجاذب بين المختلفين وهو بما يعني التكامل والتفاهم بين شريكي الحياة . ولعل أصعب الأمور التي تواجه الزوجين في بداية حياتهما أن كلاً منهما يسعى إلى تغيير الآخر وتعويده على طباعه , بل وإجباره على التخلي عن سنوات من الخبرة والتجارب والسلوكيات التي اعتادها واكتسبها من بيئته , ليصبح شخصاً آخر لإرضاء شريك الحياة .. وإن لم يفعل ظن كل طرف أن الآخر لا يحبه , طالما أنه يصر على عادته وسلوكياته نفسها , وكأن الحب والمودة والرحمة لا تأتي إلا بتقليد الطرف الآخر تقليداً دون وعي أو إدراك , وهذا ما لا علاقة له بالحب أو الطاعة على الإطلاق , لذلك وجب على كل طرف التعرف على شريك بشكل أفضل , وتقبل صفاته وطباعه . حتى عيوبه أو ما يظن الطرف الآخر إنها عيوب , كي يستطيع التعامل معه بطريقة أمثل , فقد يرفض الرجل طبيعة المرأة العاطفية والرومانسية , بينما ترى هي في عدم تقديره لمشاعرها نوعاً من الجفاء والقسوة , وكل ما يحتاجه الزوجان هو تفهم طبيعة كل طرف واستيعابها وعدم رفضها , لأن الرفض سيدفع كل طرف لتغيير الطرف الآخر وهو ما قد يصبح مستحيلاً في كثير من الأحيان كذلك أصبحنا نتوقع إن الآخر سوف يتأثر بنا بعد الزواج وكأنه أمر بديهي و ولكن الملاحظ عكس ذلك تماماً , فكلا الطرفين يتمسك بثقافاته وطباعه وسلوكياته , بل يصر كل منهما على إتباع منهج حياته كما هو بعد الزواج , لأنه يرى أن التنازل أو التغيير يعني الاستسلام التام لشريك الحياة , وهو ما يعني – بالنسبة له – إلغاء شخصيته ومحوها تماماً . إذن فكل الأزواج والزوجات في حاجة إلى وقفة مع النفس لاستيعاب أن شريك الحياة مختلف ولن يصبح توأماً لنا , حتى بعد مرور سنوات عديدة سيصبح لكلا الزوجين شخصيته المختلفة عن الآخر , قد يتألف الطرفان ويتجاذبان ويتفقان في كثير من جوانب الحياة , التي تخص غالباً الأبناء والمستقبل المشترك للأسرة , ولكن هذا لا يمنع وجود اختلافات وفروق بين الزوجين , ولعل أهم الاختلافات التي يراها الزوجان في بعضهما أن الرجل يرى المرأة عاطفية كثيرة الكلام لا تصل إلى مرادها في التعبير عن نفسها بسهولة , بينما يرى نفسه خبيراً بتعبيره عن نفسه في كلامات معدودة , وهو ما نلحظه دائماً على المرأة حين تريد أن تعبر عن مشاعرها أو تصف شيئاً ما , فتتحدث كثيراً حتى تؤكد المعلومات التي لديها فالمرأة تحب أن تسمع كلمات المديح وكلاماً طيباً .. وتريد أن تشعر بحنان ومودة.

إن عدم معرفة بعض الرجال لطباع زوجاتهم يجعل من علاقتهما بيئة خصبة للمشكلات والأزمات بل والفجوات النفسية بينهما والتي تتسبب في ابتعاد الزوجين عن بعضهما . أما الرجل فكل ما يحتاجه من المرأة تقدير ظروفه ومساندته وشد أزره لتجاوز الأزمات فهو يحتاج لمعين والرجل يحتاج للمرأة الذكية العاقلة وأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها خير قدوة للزوجات ..
هذا ما يحتاجه كلا الزوجين كي تستمر سفينتهما وإذا اختلفا فيما بينهما فكيف سيواجهان الأزمات الخارجية التي قد تهدد مستقبل الأسرة التي طالما سعوا إلى الحفاظ عليها فلتكن ثقافة التعرف على الآخر هي مدخلنا للحفاظ على معاني السكينة والمودة والرحمة داخل أُسرنا .

thank youuuuuuuuuuuuuuuuuuuu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.