تخطى إلى المحتوى

التقويم في التربية التحضيرية 2024.

  • بواسطة

إن الدور الأساسي للمربي (ة) في التربية التحضيرية،لا يتمثل في نقل معارف منظمة مثل ما هو الحال بالنسبة للتعلمات المدرسية، بل في تصميم و إنجاز وضعيات تعلمية تحث الطفل وتدفعه إلى بناء شخصيته وبنياته العقلية و معارفه المتنوعة.

كما هو (هي) مطالب (ة) بتقديم المساعدة الفردية، عند الضرورة، والتي ستسمح للطفل بتجاوز الصعوبات و العقبات و مواصلة بنائه الشخصي لمعارفه. لذا، يمكن القول بأن المقاربة بالكفاءات تحمل المربية على ملاحظة الأطفال ليس فقط من أجل تعيين مكتسباتهم و الكشف عن نقائصهم بل كذلك للتعرف على طريقة استجابة كل طفل للوضعية التعلمية المقترحة وكيفية إنجازه للمهمة أو حل المشكلة وكذا الطبيعة الخاصة للصعوبات و العوائق التي تعترضه.
كما تمكنه (ها) هذه المقاربة من تقويم نشاطه (ها) الشخصي و ذلك بالنظر إلى النتائج المحصل عليها من طرف الطفل و تحثه (ها) على التنويع في الوضعيات التعلمية و الإجراءات بما يناسب الطفل و ينفعه.
مما تقدم ذكره تبرز أهمية وضرورة إجراء التقويم في التربية التحضيرية، لكن أي نوع من التقويم ؟
إن التقويم في هذه المرحلة لا يقوم على إصدار أحكام قيمية على الطفل بمقارنته بزملائه و لا على إنجازاته بمنح علامة ولكن للوقوف على مدى تحقق الكفاءات الواردة في المنهاج من ناحية و جعل نشاط المربية يتصف بفعالية أكبر من ناحية أخرى وذلك بتعيين دقيق للآثار والنتائج المحصل عليها.
بهذا المنظور فإن التقويم يقوم على جمع معلومات كافية و وجيهة تسمح بتقدير فعالية النشاط التربوي للمربي (ة) و بالتالي ضبط وتعديل هذا النشاط لجعله أكثر استجابة للخصائص التعلمية و النمائية لطفل هذه المرحلة.
من ناحية أخرى، فإن المقاربة بالكفاءات تعتبر الطفل طرفا في عمليات التقويم التي تعمل على تجنيد السيرورة التعلمية لديه. و نؤكد أن الملاحظة المركزة هي الوسيلة المميزة للتقويم في التربية التحضيرية حيث ترتكز على المواقف و السلوكات و مساعي وإستراتيجيات و إنجازات الطفل. كما تسمح بمتابعة مسار كل طفل في إنماء كفاءاته.
.Iإشكالية التقويم في التربية التحضيرية.
يعد التقويم مكونة أساسية من مكونات الفعل التعلمي، هدفه ضمان التقدم الأمثل لكل طفل.غير أن بناء التعلمات على أساس المقاربة بالكفاءات يطرح إشكالية تتمثل في صعوبة التعرف على حصول الإكتساب أو عدم حصوله. فمن خصوصيات الوضعية التعلمية في التربية التحضيرية أنها تبنى على أساس تعلمات من مجالات أنشطة مختلفة و متداخلة مما يصعب التمييز او الفصل فيما بين نشاط و آخر. و باعتبار أن الكفاءات هي " كل مركب " يضم مجموعة منظمة من المعارف والأداءات و أنواع التفكير و الاستراتيجيات، فإن تحقيقها يتم بتدرج يجعل من الصعب تقييمها مباشرة.
لهذه الأسباب فإن التقويم المحبذ و المستهدف في التربية التحضيريةهو التقويم التكويني الذي تعود فائدته على الطفل نفسه و على المربي(ة) وذلك بتشخيص الصعوبة وعلاجها ومتابعة تقدم التعلمات و مراجعة الممارسات التربوية.
إذن من المهم جدا، أن تمتلك المربية الكفاءة في تحضير أدوات التقويم بأنواعها المختلفة وتحسن توظيفها واستغلالها.
. IIأساليب وشبكات التقويم في التربية التحضيرية.
على ضوء ما تقدم يمكن استخدام أساليب وشبكات تقويمية متنوعة لمعرفة ما تحقق من نتائج الكفاءة المستهدفة. و في هذا السياق ينبغي إعداد قائمة للمقاييس التي يتم بواسطتها تشخيص المكتسبات والصعوبات و مصادرها لبناء أساليب علاجية تضمن " النجاح " الأمثل لكل طفل.
1- أساليب تقويم الوضعية التعلمية في التربية التحضيرية.
من أهم عناصر تقويم الوضعية التعلمية المبنيـة على أساس الكفاءات ما يلي:
ـ وضع أساليب لتقويم أداءات الأطفال اعتمادا على مؤشرات الكفاءة و التي تكون فيها فقرات التقويم منسجمة مع خصائص التقويم الجيد من حيث اشتمالها على المحتوى التعلمي للوضعية وعناصر الكفاءة أو الأهداف التعلمية.
ـ اختيار الأسلوب المناسب لعملية التقويم.
الأسلوب البسيط ( المجمل ) للتقويم:
يتمثل هذا الأسلوب في قياس الأداء فـي المهارة أو المهارات الرئيسية التي تتضمنها الكفاءة دون المهارات الفرعية.
مثل تقويم إجمالي لإنجاز زهرة.
الأسلوب المعقد ( الجزئي )للتقويم:
يتمثل هذا الأسلوب في قياس الأداء لكـل عنـصر مـن عناصر الكفـاءة أو لكـل هدف تعلمي مـن أهداف الوضعية التعلمية بدلا من المهارات الرئـيسيـة.
مثل تقويم مدى تحكم الطفل في عمليات القص أو التلوين واللصق لأجزاء الزهرة
هـذا يستوجب من المربي (ة) صياغة فقرات تقـويم كثيرة وبعدد عناصر الكفاءة أو الأهداف التعلمية بحيث تحتوي على أداءآت بسـيـطة مـثـل القص, التلوين، اللصق، الرسم و تسجيل الرموز التقـديرية التي يتـحصل عليهـا كـل طفـل في كل هدف تعلمي ثم تقويمه.
و أفضل أداة هي دفتر التقويم المستمر الفردي وللقسم الذي يلخصها ويحوصلها.
2 – شبكات التقويم في التربية التحضيرية:
لا يمكن الاعتماد على الحكم الذاتي والتقريبي الذي لا يستند إلى معلومات دقيقة لإحداث التقدم المرغوب.
فالتقويم بحاجة إلى الوقوف على مدى تحقق كل العناصر ( المؤشرات ) التي تتشكل منها الكفاءة، لكن هذا يستوجب توفير وتوضيح الظروف والشروط الضرورية لإنجاح الفعل التعلمي. ولا بد من التأكد أن الوضعية أو الوضعيات التعلمية المقترحة تسمح بالحكم على مدى تحقق الكفاءة.
إن التقويم بحاجة إلى معلومات يحصل عليها المربي (ة) أثناء تسييره (ها) للوضعية التعلمية ولا يمكن أن تُقَّوم إلا بالاعتماد على عدد من العناصر ( مؤشرات التقويم ) التي تشكل بالنسبة للمقاربة بالكفاءات مؤشرات للكفاءة أو أهداف تعلمية تحمل معنى ودلالة بالنسبة للطفل وبالنسبة للكفاءة المراد تنصيبها.

 لماذا شبكات لتقويم الكفاءات النشاطوية في التربية التحضيرية ؟

كما هو معلوم، تتشكل الكفاءة من جزأين:جزء مرئي، قابل للملاحظة المباشرة و الذي يتمثل في نواتج التعلم، ولتقويمه لا بد من الوقوف على مدى تحقق مكوناته.
وجزء غير مرئي، يتشكل من كل الأدوات المعرفية الضرورية لبروز الجزء الأول و الذي لا يمكن الوقوف عليه إلا بالملاحظة المركزة.
من الضروري إذن أن تساير كل كفاءة نشاطوية قائمة من مقاييس التقويم التي تناسبها.
وتكمن أهمية استعمال شبكات التقويم النشاطوية في كونها مفيدة:
1 – لمراقبة مدى اكتساب المنهاج من طرف كل طفل.
للحكم بأن طفل ما قد تحكم في كفاءة معينة، يجب أن نتحقق بأنه قد نجح في كل مقاييس التقويم التي اعتبرت أساسية لتحقيق الكفاءة.
يخضع النجاح و التقدم إلى دقة وصرامة العملية التقويمية.لذا، لا بد من مرافقة كل كفاءة نشاطوية بشبكة.
2- لضمان نجاح أفضل لكل طفل.
إن النجاح والتقدم يخضعان إلى الصرامة التي يتخذها التقويم و لذلك، لا بد من مرافقة كل كفاءة نشاطوية بالشبكة لتقويم النتائج التي تناسبها و يجب أن تتميز الشبكة بالدقة و الشمول حتى تمكن المربي (ة) من اكتشاف الصعوبات و العوائق عند ظهورها و معرفة أسبابها وتحديد ما يجب القيام به لتجاوزها. و بالتالي، فالغرض من التقويم في التربية التحضيرية لا يتمثل في تصنيف الأطفال و لا في حساب صعوباتهم و إنما في توجيه المربي (ة) نحو صياغة فرضيات بيداغوجية حول أسباب هذه الصعوبات و العوائق و بناء العلاجات التي ستسمح للطفل بتجاوزها.
3 – لتبليغ تقدمات كل طفل.
إن الكفاءات النشاطوية الفصلية أو السنوية المرافقة بشبكاتها التقويمية تمثل أدوات للتواصل بين المربي (ة) والطفل و المربي (ة) والأولياء و المربي (ة) والمعلمين (عند التحاق الطفل بالسنة الأولى ابتدائي).

 ما هي العناصر التي تسمح بمتابعة تعلمات كل طفل في التربية التحضيرية ؟

إن الوقوف على مجموعة الكفاءات التي يظهر فيها الطفل نجاحه من خلال قائمة مقاييس التقويم غير كاف وحده فلا بد من اعتماد الملاحظة المركزة و المستمرة لاكتشاف ظروف نجاح كل طفل أي التعرف على الوسائل و الدعائم التي استعملها المربي (ة) التي ساهمت في إظهار الكفاءة لدى الطفل و كذالك مساعي التفكير التي استعملها هذا الأخير لتحقيق النجاح.
نقترح فيما يلي نموذجان للتقويم، الأول فردي و هو صفحة من دفتر المتابعة الفردية والثاني للتقويم الجماعي، اعتمادها قد يسمح بتشكيل نظرة دقيقة عن كل طفل وشاملة عن كل أطفال القسم.
تظهر أهمية النموذجين في كون العملية التقويمية في التربية التحضيرية لا ترتكز إلا نادرا على المكتوب وكثيرا ما تقوم على الإنتاج الشفوي أو الجسمي للطفل. فالصعوبة في هذا النوع من التقويم تكمن في استحالة إجراءه في نفس اليوم و على كل الأطفال. عمليا، من الممكن أن يستغرق تقويم الكفاءة الواحدة عدة أسابيع تخصص بضعة دقائق لعدد من الأطفال. و للتمكن من تذكر من خضع للتقويم وما هي المقاييس التي حقق فيها كل طفل نجاحا وفي حالة الإخفاق، ما هي العلاجات التي اعتمدت. أصبح من الضروري امتلاك المربي (ة) أدوات قابلة للاستعمال مرات عديدة وفي ظروف مختلفة.

و فيما يلي مثالان لمتابعة الأطفال في تعلمهم:

Open in new window

صفحة من دفتر المتابعة الفردية:
الكفاءة المستهدفة: …………………

Open in new window

ملاحظة: – يسجل في أسفل كل عمود، تاريخ إجراء التقويم والنجاح الكامل في المقاييس.
– يسجل في كل عمود، الرمز(-) والتاريخ بالنسبة للمقاييس التي لم تتحقق في التقويم الأول. ثم الرمز (+)والتاريخ عندما تتحقق المقاييس.
Open in new window

جدول المتابعة الجماعية.
الكفاءة المستهدفة: …………………….

Open in new window

ملاحظة:
تسجيل (-) أو (+) بالنظر للإخفاق أو النجاح في كل مقياس.

الخاتمة :

نأمل أن ما قدمناه قد بين :
1- ضرورة و أهمية التقويم في التربية التحضيرية.
2- نوع التقويم الذي يجب اعتماده لتقويم التعلمات و الوقوف على مدى تحقق الكفاءات الواردة في المنهاج
3- أهمية تكوين المربي(ة) في مجالي بناء أدوات التقويم المختلفة و استعمالها.
4- ضرورة اكتسابه(ها) الكفاءة في استثمار نتائج التقويم لإجراء عمليات الضبط والتعديل الضروريتين لضمان التقدم الأمثل والنجاح الأفضل لكل طفل .
منقوووووووووووووول للفائدة,,,,,,,منتديات ستار تايمز,,,,,,الاستاذ شايب الدور بلقاسم

شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا على الإفادة

شكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراوبا رك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.