– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية لأبي داود " من تشبه بقوم فهو منهم "
– قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
– والمقصود هنا التقليد في السلوك والأخلاق والعادات وجميع المظاهر الأجنبية عن مجتمعنا والأشياء المنافية لخصائص أمتنا، ومقومات أخلاقنا، لكونها تؤدي إلى فقدان الذات وذوبان الشخصية الإسلامية، وهزيمة الروح والإرادة ونكسة الأخلاق والفضيلة.
– لقد منَّ الله عز وجل علينا أن جعلنا مسلمين، وجعل قوتنا في الإسلام والشريعة التي تضيء لنا درب الجهل وتضمن لنا الحياة السعيدة فيالدنيا والآخرة، وكلما ابتعدنا عن الله والدين فقدنا هويتنا الإسلامية وحقت فينا كلمته عز وجل "ولا تكونوا كالذين نسو الله فأنساهم أنفسهم"، وهذا حال أمتنا العربية اليوم وخاصة شبابنا وشاباتنا، حيث أصبح جيل اليوم يتقبل كل شيء من الغرب دون تمحيص أو تدقيق بالإضافة إلى تراجع القيم الأخلاقية وانحدارها والابتعاد عن التعاليم الدينية الإسلامية السامية في ظل ما يعرف بالانفتاح الثقافي وتسارع عجلة التكنولوجيا، رغم فوائدها الجمة.
– إن الأسرة هي حجر الأساس في المجتمع وهي منبت عادات الفرد الحميدة والقيم الصحيحة، الإسلام على تدعيمها وإركاز أساسها على قاعدةٍ صلبة وصحيحة بقوله صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم منترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض " وقال أيضا عليه الصلاة والسلام " تنكح المرأةلأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك "، ومن العوامل الأساسية التي تؤدي إلى انحراف الأبناء وفساد أخلاقهم وانحلال شخصيتهم، تخلى الأبوين عن توجيههم وتربيتهم وانشغالهم بكسب لقمة العيش وتحقيق الثروات وبعض الأمور الدنيوية الأخرى وتركهم لأصدقاء وصديقات السوء والمجتمع ليفعل فعلته بهم.
– الأمر الآخر الذي لا يجب أن نغفله هو الغزو الفكري، الذي هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة ما للاستيلاء على أمة أخرى وهو أخطر من الغزو العسكري ومن بين الأساليب الاستعمارية الجديدة، لأن الغرب لا يوفر جهدا ولا طريقة إلا وسرب من خلالها أفكاره وقيمه وتشويه القيم العربية والإسلامية، خاصة عن طريق وسائل الإعلام والبرامج التي تبثها، الإنترنيت وخطورتها تحت ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي، أضف إلى ذلك سيطرته على المناهج التربوية التعليمية في جل بلاد المسلمين ورسم سياساتها.
– يجب التمييز بين أمرين في ما نستقيه من الغرب كالعلوم "الطب،الهندية والفيزياء، الكيمياء …إلخ) وغيرها من العلوم النافعة لكونها تدخل في مفهوم قوله عليه الصلاة والسلام " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة "والابتعاد عن تقليد السلوك والعادات والتقاليد وجميع المظاهر الغريبة عنا، و الأوضاع المنافية لخصائص أمتنا ومقومات أخلاقنا، ونقتدي بسلفنا الصالح قولا وعملا وعقيدة الذين نصرهم الله على أعدائهم ومكن لهم في الأرض ونشر بهم العدل ورحم بهم العباد، وجعلهم قادة الأمة وأئمة الهدى، ولما غيّر الذين من بعدهم غيّر عليهم كما قال سبحانه وتعالى " إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم "، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرد المسلمين وحكومات شعوبهم إلى دينهم ردا حميدا.
وفي الأخير أود طرح بعض الأسئلة للإجابة عليها :
– حياتهم الأسرية؟
– تعلقهم بالدنيا وكرهالموت وخرافات الحياة بعد الموت؟
– هل يوجد لديهم رادع ديني يرتب حياتهم ويحفظ نسلهموأخلاقهم؟
– هل الممثل أو الممثلة الذي والتي تقلده وتقلدينها هي قدودهلك؟ ومن الأجدر أن نقتدي به نحن المسلمون؟
– هل يعرفون شيء اسمه حياء و حشمهوهل يوجد لديهم أي قيم أخلاقيه؟
– أليس هناك ألف جانب مشرق من الكمبيوتر والانترنت فلماذا أذا نحنالعرب ننظر إلى الجانب الوحيد المظلم؟
فصدق من قال :
إذا كان ترك الدينتقدما **** فيا نفس موتي قبل أن تتقدمي
بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك
نسأل الله الثبات
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) [ البقرة : 120 ] .